_ البطريرك رافائيل بدروس: يجب أن يتنازل الجميع من أجل تحقيق وحدة الكنيسة.
_ البطريرك رافائيل بدروس: جميع الطوائف ألوان موزاييك يجب أن تتحد لتعطى صورة ملونة واحدة لكيان السيد المسيح.
_ بطريرك الأرمن الكاثوليك: لقاء الرئيس السيسي ببطاركة كنائس الشرق الأوسط ترسيخ لمبادئ هامة في الإنسانية واعطى لنا تأملات روحية
_ البطريرك رافائيل بدروس: أحمل رسالتين خلال انتخابي ممثل للكنيسة
الكاثوليكية بمجلس كنائس الشرق الأوسط ( توحيد المعمودية و سر الافخارستيا) .
_ بطريرك الأرمن الكاثوليك: ابناء الجالية الارمنية الذين يعيشون بالشرق الاوسط هم الأقل حظًا.
_ بطريرك الارمن الكاثوليك: في ذكرى الابادة الارمنية نصلي من أجل الغفران وليس النسيان.
_ سينودس الارمن الكاثوليك في بيروت هذا العام.. وسيتم أختيار أساقفة جدد فيه .
_ بطريرك الارمن الكاثوليك.. رسالتي لشعب مصر: حبوا بعضكم بعضًا و لا تخافوا.. ومصر هي المسؤولة عن حفاظ الرباط الأخوي بين البلدان العربية.
احتضنت أرض مصر خلال الاسبوع الماضي بطاركة كنائس الشرق الأوسط خلال انعقاد الجمعية العمومية الثانية عشر لمجلس كنائس الشرق الأوسط، و التقت وطني بغبطة الكاثوليكوس – البطريرك رافائيل بدروس العشرون كاثوليكوس – بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك،الذي شارك في أعمال الجمعية بوادي النطرون، والذي يحمل في قلبه اوجاع المشردين واللاجئين ويحمل أيضا حلم الوحدة في المسيح .
و أكد غبطته على تلك الرسائل في كلمته أثناء افتتاح الجمعية العمومية، حيث قال: إنّ كلمتي اليوم تقع في محور محمول بدماء الأبرياء والمشردين واللاجئين الذين فقدوا كل شيء ولم يبقى لهم سوى الأمل بالعناية الربانية التي نجد أنفسنا وكلاء عليها، يا إخوتي وأحبائي فيالمسيح، كفانا تمزقاً وانشقاقا، كفانا تردداً وخوفاً من تحقيقها. إن شعب الله متحدٌ فيما بينه، نحن هم المفترقون والمبتعدون من هذه الوحدة. فكفانا انتظاراً لمن يتنازل أولاً، بل لنتنازل جميعاً من أجل إرادة سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح.
وكانت لوطني لقاء مليئ بالمحبة مع غبطة البطريرك رافائيل بدروس، والذي بدأناه بتهنئة غبطته بانتخابه ممثل للعائلة الكاثوليكية بمجلسكنائس الشرق الاوسط فالى الحوار:
ما هي أهم القضايا التي تمت مناقشتها خلال انعقاد الجمعية العمومية الثانية عشر لمجلس كنائس الشرق الاوسط؟
هذه المرة الأولى لزيارتي لمصر والاشتراك بالجمعية العمومية لمجلس كنائس المصر، و كان هذا اللقاء للتعارف بيننا و شهادة حية للتقارب الروحي بين العائلات الكنسية وشهادة لرسالة السيد المسيح أن كنتم تريدون أن يعرفوكم من أنتم فتشهدوا عن المحبة المتبادلة بينكم ليعرفوا انكم تلاميذي، وهذا هو المبدأ الاساسي، ومن وجهة نظري أن أسم المجلس يجب أن يكون مجلس طوائف الشرق الاوسط للكنيسة الشرقأوسطية، لاننا كنيسة واحدة ولكن باعضاء كثيرين وكل عضو يمثل تراث وتقاليد مختلفة، وعلى أعضاء الكنيسة الواحدة أن يتخذوا قرارا تتشهد على رسالة للسيد المسيح بين البشر، و يجب أن تجمعنا انشودة واحدة فقط وهي انشودة المسيح و الشهادة له بالمحبة والتواضع والعطاء ولخدمة الكنيسة والمجتمع، و في هذه الجمعية بذل الجميع اقصى جهودكم لكي تصبح هذه الجمعية شهادة حية على محبة المسيحوأن الجميع واحد في شخص السيد المسيح.
وماذا عن أهم القرارات التي انتهت اليها الجمعية العمومية ؟
اتضحت هذه القرارات في البيان الختامي للجمعية ولكن هذه القرارات بداية انطلاقة للعمل في الفترة القادمة، فنحن وضعنا خريطة عمل للفترة القادمة و اتفق الجميع أن يتم وضع هذا اللقاء ونتائجه دائما أمام اعيننا ويكون بداية لمشوار طويل نسير فيه معًا، ونأمل ان لاينتهي هذا اللقاء بمجرد الانتهاء من فترة انعقاده بل يمتد بواسطتنا عند عودة جميع المشاركين به الى كنائسهم و بلادهم، لتصبح هناك وحدة بالكنيسة فهناك كنيسة واحدة فقط وهي كنيسة المسيح وجميعنا خدام بها باختلاف طوائفنا ولكن هذا الاختلاف لا يكون إلا الوان موزاييك متناسقة لتعطي صورة ملونة للكيان الوحيد وهو السيد المسيح، وخلال هذا اللقاء كان هناك إرادة واضحة وصالحة وهناك اتفاق موجود بينالجميع على الهدف، هناك اختلاف في اللون ولكن لا يوجد اختلاف في الجوهر.
لقاء فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مع أعضاء مجلس كنائس الشرق الاوسط كان لقاء متميز وحدث فريد.. كيف رأى غبطتكم هذا اللقاء؟
بكل صراحة كان هذا اللقاء لنا نحن الاكليروس محور تأمل روحي خاصة لمًا شمله من تساوي و مصالحة والمشاركة، فاعطى لنا مبادئ هامةفي الانسانية و ترسيخ مبدأ حقوق الانسان، كما أن له دلالات روحية هامة لان جميعنا سنتلاقى في نهاية المشوار لاننا جميعًا نعبد الاه واحدوهو الاه الخير ، خالق الكون، خالق الانسان، فعندما نتعامل بمبدأ المساواة بين البشر يكون هذا تطبيق لوصية الله، فجميعنا سواح على هذه الأرض وفي نهاية المطاف سنقابل جميعا خالقنا.
كيف يري غبضتكم وضع الكنيسة الأرمنية بمصر؟
أن الكنيسة في أي مكان رسالتها ومبدئها هو الحياة الروحية ولا يوجد لها أهداف سياسية او أي مصالح، فهي مؤسسة روحية هدفها التقارب بين البشر، والكنيسة الارمنية بمصر تحمل هذه الرسالة و تضع على عاتقها أن تعرف كل شخص انك أخي في الانسانية.
وفيما يخص الطائفة الارمنية بمصر بالطبع لها بعض المطالب وبعض الاحتياجات التي يجب أن تحصل عليها ولكن كل هذا سيأتي مع الوقت،فالوقت هو الدواء الذي يعطينا التقدم في المجال الاجتماعي والمجال الروحي، ونحن ككنيسة نرسخ دائما بداخل ابناء الطائفة أن الهدف الاساسي من هذه الحياه هو الخلاص و الوصول الى الحياة الابدية، كما نرسخ لديهم أنه يجب أن نكون أمناء في كل ما نقدمه في هذهالحياه لان الله شاهد أمين ويعوض عن كل ما نقدمه.
بعد انتخاب غبضتكم ممثل للعائلة الكاثوليكية بمجلس كنائس الشرق الاوسط.. ما هي الرسالة التي ستتحملهاغبضتكم خلال مدة انتخابك؟
ما احمله بداخلي منذ انتخابي هما نقطتين ساحملهم وأسعى لتحقيقهم اولهما الاعتراف بسر الافخارستيا الموحد بين جميع أعضاء العائلة، فجسد المسيح واحد لأي طائفة أيًا كانت والبشر جميعًا لهم حق المشاركة لاي كنيسة لان جسد المسيح ليس ملك لأحد فقط، فهذا العمل لابد من اجتهاد جميع الكنائس لقبوله لان هذه هي الشهادة الوحيدة التي يمكن أن نعطيها لابنائنا باي طائفة، خاصة لان جميع الشعوب المسيحية تريد وتسعى لوحدة الكنيسة، وهذه الرغبة علينا أن نتبناها ونهديها لابنائنا.
والنقطة الثانية هي سر المعمودية والاعتراف بأنه يؤخذ مرة واحدة للانسان المسيحي ويعترف به بين جميع الكنائس، ولهذا فعلى الجميع قبول الأخر والتواضع لقبول أي صلوات تريد أي كنيسة اضافتها حتى نستطيع الخروج بطقس واحد لسر المعمودية متوافق عليه بين جميعالكنائس، فعلى اللاهوتيين العمل على تقارب جميع النظريات المختلفة بين الكنائس.
فيما يخص الكنيسة الأرمنية بالعالم كله ما هي رسالة غبضتكم لها؟
في لقائي الأول بقداسة البابا فرنسيس بعد الانتخاب قال لي جملة واحدة وهي : أخيرا صادوك، وهنا قولت انها رسالة من الله لي وانا قبلتهذه الرسالة الغير مستحق لها بكل تواضع لكي أخدم وأعطي حاجات الناس بالكنيسة واشجعكم ليكونوا مترابطين ومخلصين للكنيسة، فانالم أحمل أشياء غير طبيعية لافعلها و لكني أحمل الافعال الطبيعة اليومية، و خاصة لابناء الطائفة الضعفاء الذين يحتاجوا للمساعدة بشكل أكبر، وهذه هي رسالتي التي احملها منذ أن كنت كاهن فلا يوجد فرق في رسالة الكاهن والمطران والبطريرك جميعنا خدم للشعب لتوصيلرسالة السيد المسيح لهم.
وماذا عن أكثر المناطق التي يعاني فيها ابناء الجالية الارمنية من بعض المتاعب؟
بالطبع منطقة الشرق الأوسط فهم الأقل حظًا ومحرومين من كل شئ سواء اجتماعيًا او أقتصاديا وصحيا وظهر ذلك خلال جائحة انتشارفيروس كورونا، فمازال هناك احتياج للعمل والعمل القاسي بهذه المناطق ولكن ثقتنا بالرب غير محدودة بأنه سيعمل بقوة في هذه المناطق.
ذكرى الإبادة الارمنية.. كيف تحيي الكنيسة الارمنية هذه الذكرى كل عام؟
لمعلوماتك أنني من أول جيل بعد الإبادة الأرمنية فلم يكن لدي عائلة وحرمت تمامًا من حنان الجد والجدة، وبطبيعة الحال ترك هذا حسرة داخل النفوس، ولكننا عملنا جاهدين حتى لا تشعر الأجيال القادمة بعدنا بنفس الالم النفسي، ونحن اجتازنا هذه الالام بوجودنا داخل الكنيسة والحياة الروحية التي غرسها بداخلنا ابائنا فكان هذا هو طريقهم للحصول على التعزية، ونحن نامل ان لا تنعاد هذه المرارة وهذا يحدث عن طريق الدور السياسي والاجتماعي للدول.
ونحن ككنيسة أرمنية نقيم قداس مخصص لاحياء هذه الذكرى كل عام، و نغرس داخل نفوس ابنائنا التسامح والغفران ولكن لا نغرس النسيان، فهذا تاريخ لا ينسى ولكن يمكن العبور من فوقه بالتسامح والغفران ونصلي من أجل عدم عودته لاي شخص ولهذا على الجميع أن يكونوا متفتحين و متواضعين مع الشعوب الاخرى، ونحن نعلم أن كل هذا يأتي بالمحبة و نعلم جيدا أن المحبة يجب أن تكون جسر ممدود منالجميع ولكن اذا لم نجد هذا الجسر ممدود من أي جهة فعلينا أن نثق أن المحبة هي تضحية وعطاء والله سيبارك في من يحب، ونحن دائما نحيي ذكرى شهدائنا لانهم ضحوا بحياتهم لكي يعطونا نحن الحياه.
ونحن الطائفة الوحيدة في العائلة الكاثوليكية بين جميع طوائف الشرق الأوسط التي نذكر الراقدين خمس مرات سنويًا، ففي اليوم التالي لكل عيد نذكر الراقدين لكي نشارك معهم الفرحة التي عشناها في يوم العيد في نهار ثاني يوم للعيد.
وماذا عن الأجيال الجديدة.. هل تشعر بنفس المرارة تجاه مذبحة الإبادة الارمنية؟
بالطبع لا، لأن من لم يدق لم يعرف، فهناك بعض الدول التي لم تشهد اضطهاد فلم يعرفوا مرارة ما حدث، وهذا شئ يسعدنا بأن يكون هنا كأسر وجاليات لم تعاني من مرارة الاضطهاد، و هذا العمل الاجتماعي تتبناه جميع المنائس الارمنية بان تزيل المرارة النفسية للابادة، وتشحن النفوس بالتسامح والغفران، ونحن نشاهد هذه الايام اضطهاد في كثير من البلدان و نطالب بالقصاص من من يقومون بتلك الجرائمحتى لا تعود من جديد في مناطق أخرى.
الكنيسة الارمنية تقيم السينودس الخاص بها مرة كل عام.. ماذا عن ترتيبات السينودس لعام ٢٠٢٢؟
تستعد الكنيسة الارمنية لإقامة سينودها هذا العام في بيروت ومن المقرر أن يكون في نهاية هذا العام، و أهم الموضوعات التي سيشملهاالسينودس هذا العام هي اختيار أساقفة جدد، وذلك على مستويين مستوى الأساقفة الذين تقدموا في العمر فسيتم اختيار أساقفة جددليكملوا مسيرتهم، والمستوى الأخر هناك بعض الجاليات التي كبر عدد ابنائها ولم يكن لديهم أسقف فسيتم اختيار أساقفة جدد لهم و منهذه الجاليات الجالية الارمنية بكندا و استراليا وامريكا اللاتينية، كما سندرس جميع القضايا المطروحة أمامنا.
وماذا عن استعداد الكنيسة الارمنية لسينودس الكنيسة الكاثوليكية العام ٢٠٢٣؟
بشكل عام إنّ كنيسة الله مدعوّة إلى السينودس، الذي افتتحت مسيرته التي تحمل عنوان “من أجل كنيسة سينودسيّة: الشركة والمشاركةوالرسالة”، رسميًّا في 9 و10 أكتوبر 2021 في روما، وفي 17 أكتوبر 2021 في كلّ كنيسة خاصّة.
سيكون الاحتفال بالجمعيّة العامّة العاديّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة في أكتوبر 2023 من الخطوات الأساسيّة ، والتي ستعقبهامرحلة تنفيذيّة ستشمل مرّة أخرى الكنائس الخاصّة، و أنه من خلال هذه الدعوة، يدعو البابا فرنسيس الكنيسة بأكملها إلى التساؤل حول موضوع حاسم يتعلّق بحياتها ورسالتها: ” إنّ المسيرة السينودسيّة بالتحديد هي الطريق الذي يتوقّعه الله من كنيسة الألفيّة الثالثة” .
و هذا المسار الذي يتناسب مع خطى “تحديث” الكنيسة الذي اقترحه المجمع الفاتيكانيّ الثاني عطيّة ومهمّة: من خلال السير والتأمّل معًافي الطريق المنجَز، ستكون الكنيسة قادرة على التعلّم ممّا سيُختَبر أي المسارات يمكن أن تساعدها في عيش الشركة وتحقيق المشاركة والانفتاح على الرسالة. في الواقع، إنّ “السير معًا” هو أكثر ما يُنفِّذ ويُظهِر طبيعةَ الكنيسة كشعب الله الحاجّ والتبشيريّ.
ونحن ككنيسة أرمنية نجهز من أجل رسالة سينودس ٢٠٢٣ “السير معًا”، فهذه خبرة جديدة بالكنيسة الكاثوليكية، ولكن نحن ككنيسة أرمنيةنتخوف من التدخلات التي يمكن أن تحدث من قبل الجهات السياسية والجهات الحزبية بالكنيسة عندما نرفع شعار “السير معًا”، فالمبدأ فيحد ذاته مثالي ورائع ولكن اذا تم تنفيذه بشكل جيد و تم إحترام جميع القوانين المسيحية و وصايا الكتاب المقدس، فلذلك نحن لدينا بعض تحفظات و دراسات متخصصة في كيفية أن نحيا شعار ” السير معًا” حتى لا نقع في بعض القضايا الخطيرة التي أصبح العصر الحالي يجرنا اليها.
في النهاية رسالة من غبطتكم الي الشعب المصري بعد زيارتكم الاولى الى أرض مصر الحبيبة؟
أني سعدت جدًا بزيارتي الى أرض مصر، وانا لدي محبة غير طبيعية لمصر و شوق دائم للتراث المصري ورسالتي الوحيدة للشعب المصريهي “حبوا بعضكم البعض”، وأن لا تخافوا أبدًا، فالله اعطانا الحياه لكي تنعم فيها وتخضيرًا للحياة الأبدية والهدف أن يتقارب البشر منبعضهم و يمجدوا الله، وانا أعيش حياتي بهذه الرسالة.
كما أن مصر لها دور كبير في كل البلدان العربية، فهي المسئولة في الحفاظ على المسيرة الاخوية بين كل البلدان ونتمنى أن تستمر بكل قوةفي هذا الدور الهام.
وفي نهاية الحوار سرد غبطته ذكرى له شخصية مع الرئيس جمال عبد الناصر منذ طفولته في عام ١٩٥٢ بأنه كان أول تلميذ تسلم من يدية شهادة علمية.