وقعت الحرب في أوكرانيا ووقعت حرب نقص الغذاء في مناطق عديدة من العالم , حيث تمثل روسيا وأوكرانيا مصدرا مهما لتصدير الحبوب, وفي مقدمتها القمح لعشرات الدول حول العالم. وبسبب العمليات العسكرية يتعذر تصدير الحبوب.
بامتدد الـ8 سنوات الأخيرة شهدت مصر نهضة تنموية ضخمة من خلال إحياء البنية التحتية سواء في مجال الزراعة أو الصناعة تمهيدا لاستقبال الاستثمار المحلي والأجنبي.
إلا أن وقوع الأزمة الأوكرانية نبه إلي أهمية امتلاك مصر للقوة الشاملة كما جاء علي لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي. فالقوة العسكرية لابد أن تحميها قوة اقتصادية داعمة. ومن ثم ينصب اهتمام الرئاسة هذه الأزمة علي تسريع برامج استصلاح الأراضي الصحراوية لزيادة الرقعة الزراعية لدعم القدرة علي تحقيق الأمن الغذائي بزراعة الحبوب كالقمح والذرة والصويا وبنجر السكر وغيرها لتحقيق نسبة كبيرة من احتياجات مصر الاستهلاكية قدرت بنسبة 60% من استهلاكنا للقمح.
ومعروف حاليا أن مصر تنتج نحو 10 ملايين طن قمح وتستورد مثلها من الخارج. ونجاح الجهود الجارية لزيادة الرقعة الزراعية كفيل بتحقيق الاكتفاء الذاتي النسبي.. فلا أزمات عالمية تشكل بعد مشاكل غذائية لدينا بفضل السياسات الواعدة التي تخطط وتنفذ ما تم إهماله بامتداد عقود!
حاليا تسعي الدولة لاستصلاح 4 ملايين فدان في عدة مناطق واعدة في توشكي وغرب بني سويف والمنيا والضبعة وشرق العوينات والفرافرة وهو ما أطلق عليه المشروع القومي, ويخرج منه مستقبل مصر للإنتاج الزراعي لاستصلاح 2.2 مليون فدان (مساحة إجمالية).
ويعد مشروع مستقبل مصر المقام علي نصف مليون فدان بامتداد محور الضبعة من أهم ما يشغل القيادة السياسية, ويهدف لتوفير منتجات زراعية ذات جهود عالية وبأسعار مناسبة للمواطن وسد الفجوة ما بين الإنتاج والاستيراد.
وتهدف المشروعات الزراعية العملاقة لإقامة مجمعات صناعية تقوم علي الإنتاج الزراعي من تعبئة وتصنيع وغير ذلك..
ويتم استخدام الميكنة في الزراعة في وجود الطاقة الكهربائية ومحطات معالجة المياه والآبار الجوفية بمعدلات مبشرة.
حتي التوسع الرأسي يمضي في طريق مواز, حيث يتم استنباط أصناف عالية الإنتاج من خلال تجارب مراكز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء بما يتناسب وطبيعة الأراضي المستصلحة ودرجة الملوحة بالأرض.
حاليا لدينا اكتفاء ذاتي في الخضراوات والفواكه والدواجن والبيض.. وهو مؤشرات تدعو للتفاؤل لكنها بداية مشوار طويل لم ينته ويواصل النجاح…