تسعي المنظمات والشركات للنجاح عبر تنمية وبناء العنصر البشري, وهنا يقع الدور الأكبر علي عاتق العلاقات العامة بالمؤسسة, والتي تسعي لرفع قيمة وأسهم رأس المال الاجتماعي لدي جمهورها الداخلي, فالأمر لا يتعلق بالاستثمارات والأموال فقط, ولكن يهتم باستثمار من نوع خاص يتمثل في الاستثمار في الموارد البشرية, عن طريق بناء وتوطيد علاقات طيبة بين العاملين وبعضهم وبينهم وبين الإدارة العليا, وهذه هي مهمة ووظيفة العلاقات العامة في أي منظمة.
وقد طبقت الباحثة عزيزة محمد رمضان دراسة ميدانية علي بعض الشركات الحكومية والخاصة لقياس دور العلاقات العامة في تعزيز رأس المال الاجتماعي لدي العاملين بالشركات وعلاقته بجودة الأداء.
في إطار رسالة ماجستير من إشراف الدكتورة أماني ألبرت أستاذ العلاقات العامة والإعلان ووكيل كلية الإعلام جامعة بني سويف, والدكتورة هدي الدسوقي مدرس العلاقات العامة قسم الإعلام كلية الآداب جامعة المنصورة.
وخرجت من هذه الدراسة بنتائج علمية يمكن تعميمها وتطبيقها والاستفادة منها.
وتنتمي هذه الدراسة إلي الدراسات الوصفية, واعتمدت علي منهج المسح, وطبقت استمارة الاستبيان لجمع البيانات علي (400) مفردة من الجمهور الداخلي المتمثل في العاملين بإدارة العلاقات العامة, وكذلك العاملين بالشركات الحكومية والخاصة, وتوصلت الدراسة للعديد من النتائج منها ضرورة وجود إدارة مستقلة للعلاقات العامة بالشركات محل الدراسة, وغلبة تبعيتها للإدارة العليا, وهذا يعكس أهمية العلاقات العامة لهذه الشركات واهتمام الإدارة العليا بها, كما كان لإدارة العلاقات العامة دور مفصلي في تحقيق رأس المال الاجتماعي بين العاملين الأمر الذي انعكس بدوره علي جودة الأداء داخل هذه المنظمات بنسبة مرتفعة, وهو ما يمكن الإشارة إليه أنه كلما هيأت العلاقات العامة الأجواء لممارسة أبعاد رأس المال الاجتماعي, زادت جودة الأداء.
كما كان للعلاقات العامة داخل المؤسسة دور في دعم رأس المال الاجتماعي وحظي بعد الثقة بنسبة مرتفعة تلاه بعد التسامح ثم التعاون ثم الالتزام ثم التماسك الاجتماعي, فقد أشار العاملون إلي أن الثقة بين الزملاء تساعد علي إنجاز العمل بشكل أفضل وأنها وسيلة للتقارب بين الزملاء في العمل, فكلما زادت الثقة بين زملاء العمل زاد التعاون والتفاعل وزادت قدرتهم علي العمل المشترك وإنجازه بدرجة كبيرة وعلي نحو أفضل, كما ساهمت العلاقات العامة في دعم التماسك الاجتماعي والمتمثل في تقديم الزملاء التهاني والتعازي لبعضهم في المناسبات المختلفة ومساعدة ومشاطرة زملائهم في مناسباتهم المختلفة والذي بدوره يدعم الروابط والعلاقات الاجتماعية ويزيد من الألفة والمحبة فيما بينهم, وأشار المبحوثون إلي أن للعلاقات العامة دورا في الاعتماد المتبادل بين الزملاء علي تسهيل العمل وإنجازه, فالمشاركة تولد التعاون والذي بدوره يعزز المزيد من المشاركة, وكلما وجد التعاون وجدت المشاركة والعكس, وكلا منهما مرتبطان بالثقة.
مع تقبل آراء ووجهات النظر المختلفة وسيادة مبدأ الاعتذار عند وقوع خطأ ما.
وعند قياس جودة الأداء أوضحت النتائج أن التوجه العام لدي العاملين تجاه معيار الكمية قد تحقق بنسبة مرتفعة, تلاه في الترتيب الثاني معيار الوقت ثم معيار الجودة ومعيار التطوير والكفاءة.
واتضح أن إدارة الوقت بشكل جيد تساعد علي تحديد اختصاص كل موظف, فغالبا ما يؤدي الاستغلال الأمثل للوقت لإنجاز العمل في الوقت المحدد, كما كان توزيع المهام بشكل صحيح وفقا للتخصصات يؤدي إلي تحقيق أداء أفضل وتدريب العاملين يؤدي إلي إنجاز حجم وكمية العمل المطلوب, بينما تؤدي الضغوط وزيادة حجم العمل إلي ضعف أداء العاملين في الشركة, فقد توافر معيار الكفاءة والذي تستخدمه الشركات لتحديد مستوي الأداء ومعرفة إذا تم استغلال الموارد المتاحة لهم بشكل صحيح أم تم الإسراف في استخدامها, لأن هذا يؤثر علي أداء الشركة بشكل عام.
وقد أكدت النتائج علي أنه كلما قامت الإدارة العليا بتحفيز وتشجيع ممارسي العلاقات العامة وتوفير الإمكانيات ساهم هذا في تعزيز رأس المال الاجتماعي في الشركات محل الدراسة, وكلما سمحت الإدارة العليا بمشاركة العلاقات العامة في عملية اتخاذ القرار ووضع أهداف الشركة ارتفعت قيمة رأس المال الاجتماعي.
ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني للمنظمة دورا كبيرا في تعزيز رأس المال الاجتماعي, بالإضافة إلي تنظيم الفعاليات والأحداث الخاصة (الندوات, المعارض, ورش العمل, الحلقات النقاشية) والمشاركة في المناسبات والأعياد الوطنية والحرص علي إشراك العاملين في إعداد وإنتاج المطبوعات, كما أثر عامل سنوات العمل في الشركة الخبرة علي تعزيز رأس المال الاجتماعي, فزيادته رفعت أسهم رأس المال الاجتماعي داخل الشركة.