الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وهو الممثل الساحر سابقا يبدو أنه بات يسخر كل إمكانياته الفنية لكي يشحذ همم الولايات المتحدة وأوربا لإرسال أقصي ما يمكن أن يستقبله من أحدث ما أنتجت آلة الحرب الغربية استعدادا لمعركة لا أحد يعرف مداها!!
روسيا أخطأت في التقديرات فكانت وفق وجهة النظر الأوروبية تعتقد أنها سوف تبتلع أوكرانيا الجارة الشقية في أيام معدودة, وإذ بالمعركة باتت غير سهلة وسط حشد غربي مضاد لروسيا بالعتاد والتدريب والجنود.
ولا يغفل المراقبون أن العتاد العسكري الغربي يحتاج لتدريب وهو ما لا يتوفر لأفراد الجيش الأوكراني, ومن ثم سوف تطول المعركة.
نعود لـ زيلينسكي الذي يراه كثير من المراقبين من أكبر أسباب الدمار الحاصل في بلاده التي تصدر ما لا يقل عن 25% من صادرات الحبوب بأنواعها لدول العالم وكثير من المعادن والصناعات لكن السياسة آفة مدمرة.
لا أحد يشك في وطنية الرئيس الأوكراني, لكن ألا يدرك الرجل أن الغرب أقسم بأن يقصم ظهر روسيا بحرب وكالة من خلال أوكرانيا وشعبها الذي هاجر منه 5 ملايين خارج الحدود وترك مثلهم منازلهم لمناطق أخري, وعبر جيش سوف ينسف عن آخره في آخر المطاف!!
حتي المعركة الحالية بشرق أوكرانيا التي يراها المراقبون شرقا وغربا معركة فاصلة ومدمرة باعتبارها النجاح الذي يبحث عنه بوتين صاحب الكاريزما والقوة في بلاده.. وتكمن الخطورة في أن الرئيس بايدن ومن خلفه الأوروبيون باتوا يسعون لتركيع روسيا من خلال أوكرانيا.. وهو بقوميته الروسية التي يحلم بها لن يستسلم, وإن استسلم فعلي الكوكب السلام.. فلا غرب وقتها ولا شرق بالسلاح النووي شديد الدمار والفناء.
هناك تخوفات كذلك من استخدام بوتين للسلاح النووي التكتيكي في حال إمداد أوكرانيا بأسلحة هجومية بعيدة المدي تطال العمق الروسي.
الخطورة هنا أن بوتين لن يرضي بهزيمة عسكرية أيا كانت وسط إصرار الغرب سرا وعلنا. فلا أحد يمكنه أن يتصور النتائج برغم خفوت إيقاع الحرب التي تخطت المائة يوم.
لكن وتيرة الحرب اشتدت مؤخرا, فالحرب من وجهة نظر تحليلية غنيمة في النهاية لروسيا التي تسعي لاستكمال ما يؤمن الجمهوريتين الوليدتين وربط شبه جزيرة القرم بموانئ أوكرانيا فيلتئم الشرق الأوكراني بروسيا.
بوجه عام مهما كانت مجريات الحرب الدائرة, وهي طويلة, قد تلتحم بالشتاء القادم ولا حدود لها لكنها سوف تغير موازين القوة في العالم.. والمؤكد أن الولايات المتحدة باتت واحدة من أقطاب العالم وليست القطب الأوحد.. فهناك أوروبا التي تبحث عن قواها الكامنة دون الاعتماد علي واشنطن.. وهناك الاتحاد الروسي وأيضا الصين.. أما أوكرانيا فإلي دمار طالما يجلس في مقعد الرئاسة رئيس هاو!!