فن الفقراء .. ذلك الفن الذي اشتهر بأنه الأقرب للفقراء، لأن الإنسان استخدمه قديما لتزيين الأثاث القديم بالمنازل، بوضع القصاصات على الأثاث ثم دهنها بالورنيش، إنه فن “الديكوباج” أو فن التزيين بالفرنسية
Decoupage ، يدخل اليوم ضمن أدوات التكيف مع تغير المناخ، وتدريب النساء والفتيات على حرف لمواجهة الظاهرة، لأن فن استخدام الورق القديم لعمل لوحات فنية، قائم في الأساس على تدوير الورق، أي تدوير مخلفات ورقية لعمل منتج مربح،.استخدم المصريون تعليم هذا الفن لتدريب النساء على حرف تمكنهم من توسيع ابواب الرزق، لذلك استخدم ضمن أهم الأدوات في تدريب رائدات العمل في القرى والنجوع على العمل المناخي. عبر البحث عن رائدات محليات.
وذلك في اطار توصيات الأمم المتحدة، وأعمال “مبادرة بلدنا تستضيف قمة المناخ”، المبادرة المجتمعية التي أطلقها المكتب العربي للشباب والبيئة، بريادة دكتور عماد عدلي، في يناير 2022، باعتبارها أول مبادرة تصدر وثيقة للحوار المجتمعي لمواجهة تغير المناخ في مصر، من أجل خلق مجتمع متكيف مع ظاهرة التغيرات المناخية التي تجتاح العالم، ويسير العمل في المبادرة عبر ممثلي منصاتها في المحافظات والقرى والنجوع في كل مكان في مصر.
في هذا السياق عقد جهاز شئون البيئة بمحافظة السويس ورشة عمل للطالبات المتميزات في مدرسة «أحمد عبده» الإعدادية، باعتبارهن رائدات يمكن الاستفادة منهن في العمل المناخي داخل المجتمع المحلي الذي تنتمي إليه المدرسة، دارت الورشة حول إعادة التدوير وفن الديكوباج، وتدوير المخلفات، لما يتميز به هذا الفن من سهولة وروعة في المخرجات، إذ يمكن باستخدام خامات بسيطة وقديمة الحصول على لوحات فنية جميلة والحصول على قطعة أثاث بمظهر جديد مثل المزهريات، والصناديق، والأطباق الخزفية وغيرها، والتي تكتسب مظهرا فنيا يشبه الأعمال اليدوية الحرفية ، ويمكن تطبيقها على أسطح كثيرة مختلفة مثل الخشب، أو الكرتون، أو المعدن، أو الفخار، ويتفرع فن الديكوباج لثلاث أنواع هي نحت الفرنيش، نحت الزجاج، والديكوباج ثلاث الأبعاد أو الديكوباج البارز
تناولت الورشة ايضاً، التعريف بميثاق التغيرات المناخية، والتعريف بمحاور مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (cop-27)، الذي تستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ، خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022.
الجدير بالذكر ان الديكوباج، تم اكتشافه في مقبرة بشرق صربيا، بينما يعود أصل الممارسة للصين في القرن الثاني عشر حيث كانت قطع الورق تزين الفوانيس والنوافذ والصناديق وغيرها، طبقاً ل”ويكيبديا” فقد انتقل فن “الديكوباج” إلى أوروبا من خلال التجارة وانتشر استخدامه في فرنسا في القرنين السابع عشر والثامن عشر ليتم بعدها دمجه مع فنون أخرى مثل فنون النحت على الخشب حيث كان يتم نحت إطارات بارزة ثم توضع في المنتصف صورة بفن الديكوباج.