الأسماك مصدر من مصادر البروتين الحيوانى رخيص الثمن، وتعتبر بديلاً جيداً لبروتينات اللحوم الحمراء والدواجن فى غذاء الإنسان نظراً لارتفاع قيمتها الغذائية، لكنها معرضة لخطر التراجع الكمي بشدة بسبب تأثيرات التغيرات المناخية، فارتفاع درجة حرارة الارض يزيد من كمية البخر في البحار، وبالتالي نقص الاكسجين اللازم لحياة الاسماك الزريعة، مما يعرضها للنفوق، وبالتالي يؤثر على الأمن الغذائي بشكل مباشر. ولأن محافظة كفر الشيخ من اكثر المحافظات انتاجية للثروة السمكية في مصر، جاء الاهتمام المحلي بتاثير تغير المناخ على الثروة السمكية.
في هذا الأطار انتهت مجموعة عمل المنصة المحلية لمبادرة ” بلدنا تستضيف القمة 27 للمناخ” بمحافظة كفر الشيخ، من وضع خطة العمل والأولويات المحلية الخاصة بمواجهة تغير المناخ، وذلك في اطار الحوار المجتمعي الذي تقوده المبادرة استعداداً لأعمال القمة المزمع انعقادها في شرم الشيخ خلال نوفمبرالمقبل، تركزالمبادرة في محافظة كفر الشيخ على رفع وعي المجتمع في كافة شرائحه، بتأثير التغيرات المناخية على الثروة السمكية، بالإضافة الى وضع برامج متكاملة لحماية الشواطئ بالمناطق الساحلية بالمحافظة من اخطار النحر والتآكل، وأيضا زيادة المساحات الخضراء في المدن للمساهمة في تقليل الغازات الملوثة.
وتنتشر بمحافظة كفر الشيخ العديد من المزارع السمكية نظرا لتميز المحافظة بوفرة الأراضى البور غير الصالحة للزراعة والملحية والتى يمكن استغلالها كمزارع سمكية، وكذا توافر مياه صرف الاراضى الزراعية ومياه الشرب- ومن هذه المزارع مزرعة الزاوية، ومزرعة الخاشعة ، ومزرعة القوات المسلحة وتبلغ مساحة كلا منها 1000 فدان ويبلغ اجمالى المنتج منها 3020 طن سنويا .طبقاً لهيئة الثروة السمكية.، والى جانب المزارع الحكومية هناك أيضاً المزارع السمكية الأهلية المنتشرة فى زمام المحافظة المرخصة وغير المرخصة والمزارع المؤجرة من الهيئة العامة للثروة السمكية وتبلغ مساحتها 61056 فدان ويبلغ اجمالى المنتج منها 122112 طن سنويا
من الثابت علمياً أن شواطئ محافظة كفر الشيخ تواجة تحديات تغير المناخ، بعد ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وهو مايعرض سواحل المحافظة للتآكل والتجريف. وضياع الثروة السمكية وقطاع كبير يوفر الغذاء للمصريين، لذلك فان جهود المعنيين لا تتوقف عند شرح مدي المخاطر التي تتعرض لها شواطئ المحافظة، بل تتخطاها الي تقديم حلول تسهم في التقليل من مخاطر ظاهرة نحر الشواطئ، وتوصيل رسالة الي مؤتمر قمة الاطراف “COP 27” المقبل في شرم الشيخ، مفادها ان تآكل الشواطي هي تحد محلي – عالمي في وقت واحد، ولن تتم المواجهة وووضع الحلول له،ذا التحدي إلا بالتعاون والتكامل والتنسيق وتوفير التمويل اللازم لها.
الجدير بالذكرة أن مبادرة “بلدنا تستضيف القمة 27 للمناخ” بدأت في يناير الماضي، تحت رعاية نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، وبريادة دكتورعماد عدلي رئيس مجلس ادارة المكتب العربي للشباب والبيئة.