تُعقد قمة الناتو في العاصمة الإسبانية مدريد اليوم وغدًا في وقت حرج من تاريخ الحلف العسكري الذي يمتد إلى 73 عاما، في ظل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأعلن أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرج، ما سماه “تحولا جذريا في ردع الحلف ودفاعه”، وتعزيز قوته الدفاعية على حدوده الشرقية، وزيادة حجم قوة الرد السريع إلى ما يزيد على 300 ألف جندي.
وقال رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز, إن قمة حلف الناتو تهدف إلى إظهار جبهة موحدة للحلفاء في الدفاع عن ما أسماه بـ”القيم الديمقراطية” وتعزيز الوجود العسكري للحلف على جبهته الشرقية، بالإضافة إلى تنمية مطالب إسبانيا بعدم تجاهل التهديدات الناشئة على الحافة الجنوبية للحلف.
ويواجه الحلف تحديات عديدة، من الحرب المختلطة إلى زعزعة استقرار منطقة البلقان إلى الهجمات الإلكترونية والتسلط العسكري على الفضاء وما يتعين عمله أمام القوة العسكرية المتنامية للصين وبخاصة أنشطتها البحرية، حيث ذكرت وكالة “كيودو” اليابانية للأنباء أن القمة ستصادق على مفهوم استراتيجي جديد – الوثيقة التوجيهية للحلف من أجل العقد المقبل – والذي يشير إلى الصين لأول مرة.
وتناقش أيضا قمة الناتو “سبل تصدير الحبوب من أوكرانيا وفتح الطرق البحرية”، و”إنهاء أزمة انضمام فنلندا والسويد للناتو”، و”الإرهاب في أفريقيا”، و”رفع القوات القتالية في أوروبا الشرقية”.
كما سيناقشون كيفية وضع حد لبرامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية.
ويقول مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيك سوليفان إن القادة الثلاثة سيناقشون ممارسة ضغط اقتصادي على كوريا الشمالية، بما في ذلك حرمان بيونغ يانغ من النقد الأجنبي اللازم لتمويل برامج تسليحها.
وكان الناتو قد دعا قادة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزلندا، وهي دول يعتبرها الحلف دولا شريكة له في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلى حضور القمة في خطوة غير مسبوقة. وبناءً على هذا أعلن رئيس الوزراء الياباني، فيومو كيشيدا عزمه حضور القمة.
ويقول مسؤولون يابانيون إن كيشيدا ينوي التأكيد على فهم مشترك مفاده أن أي محاولة أحادية الجانب لتغيير الوضع القائم بالقوة لا يمكن التسامح معها في أي مكان بالعالم. في إشارة على ما يبدو إلى الغزو الروسي لأوكرانيا وأنشطة الصين البحرية.
وقال كيشيدا “أتمنى أن أغتنم الفرصة لتعزيز تعاون حلف الناتو، وبناء شراكة تضامن من أجل الحرية والديمقراطية بما يحقق الترابط بين أوروبا ومنطقة المحيط الهادئ”.
كما سيلتقي رئيس الوزراء أيضا على هامش قمة الناتو يوم الأربعاء، الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس كوريا الجنوبية، يوون سوك يول. وستكون هذه أول قمة ثلاثية بين قادة هذه الدول منذ سبتمبر عام 2017.