كشفت إليان بطرس، الباحثة السياسية عن مشاركات مصر في بعثات حفظ السلام لافتة إلى أن مصر هي الأولى عربيًا والثالثة على مستوى الدول الفرانكفونية في إسهاماتها في قوات حفظ السلام وتعد هي سابع أكبر مساهم بأفراد من الجيش والشرطة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتنشر أكثر من 3000 من أفراد جيشها وشرطتها في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أبيي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي، والسودان، والصحراء الغربي، وعلى أثرها فقدت مصر حوالي 28 فرد في هذه البعثات.
وأوضحت أن مصر شاركت من خلال الأمم المتحدة وبعثاتها من مراقبين وقوات حفظ سلام في البوسنة من خلال كتيبة عددها 700 جندي في عام 1998، إلى جانب مشاركتها في عمليات حفظ السلام في سلوفيينا وجورجيا.
وكان من للقارة الأفريقية النصيب الأكبر من المشاركات المصرية أثناء الحرب الأهلية في الكونغو خلال الفترة من 1960- 1961 بقيادة العقيد سعد الدين الشاذلي آنذاك الذي أصبح فيما بعض رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة برتبة فريق أثناء حرب أكتوبر 1973 بسريتي مظلات بحجم 258 فردًا، كما شاركت مصر في قوات حفظ السلام بالصومال بكتيبة مشاة ميكانيكية بحجم 240 فردًا في الفترة من ديسمبر 1992 إلى مايو 1993.
وفى عام 1993 وحتى 1995 بلغ عدد القوات المصرية في الصومال على سبيل المثال أكثر من 1600 فردًا لحماية مطار مقديشو وتدريب العناصر الصومالية من خلال لواء و3 كتائب مشاة.
وفى عام 1998 وحتى 2000، أرسلت مصر سرية مشاة ميكانيكية قوامها 125 فردًا ووحدة إدارية ووحدة طبية بحجم 294 فردًا، ضمن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بإفريقيا الوسطى، كما شاركت في قوات حفظ السلام بأنجولا بـ28 مراقبًا عسكريًا على فترات متباعدة خلال الأعوام 1991-1999.
أما عن دارفور في السودان فقد شاركت مصر بشكل فعال وكانت من أولى القوات المشاركة لحفظ السلام فى الإقليم حيث أرسلت عام 2004 حوالى 34 مراقبًا عسكريًا وثلاثة ضباط قادة، ضمن قوات الحماية التابعة للاتحاد الإفريقي بدارفور، إلى جانب المشاركة ببعثة الأمم المتحدة في السودان وتقدر بـ1507 أفراد يضاف إليهم 2375 فردًا من بعثة حفظ السلام في دارفور، بالإضافة إلى وحدة شرطة عددها 140 فردًا.
وفيما يتعلق بالجانب التدريبي على عمليات حفظ السلام أنشأت مصر أحد المراكز الإقليمية للتدريب على عمليات حفظ السلام منذ عام 1995 يدرب حوالى 200 طالب سنويًا من مختلف الجنسيات واللغات.
وقالت الباحثة بوحدة العلاقات الدولية بمركز جسور للدراسات الاستراتيجية: “إن مشاركة مصر بهذا الحجم في عمليات حفظ السلام هو انعكاس للدور الذي تلعبه مصر في المجتمع الدولي، وحرصها على تحقيق الأمن والسلام، بالإضافة إلى أن هذه المشاركات تبرز القدرات المصرية والمعدات الحربية المتوافرة لدى مصر وهو ما يعطينا ميزة نسبية، ويساهم في تعزيز التعاون العسكري بين مصر والدول الاخرى، وهو ما يدعم تطور العلاقات الثنائية بين مصر والدول المستضيفة للمهمة والدول الأخرى التي تساهم في عمليات السلام، ونظرًا لأن المشاركات والمساهمات الأكبر هي في القارة الافريقية، يعزز من الدور المصري في القارة الافريقية ويدعم مصر في حصولها على مقعد دائم في مجلس الأمن. ولكن علينا كدولة مصرية أن نكثف من مجهوداتنا لتأهيل وتدريب الكوادر المصرية بما يتناسب مع متطلبات الساحة الدولية الآن، مع الوضع في الاعتبار أن الدولة المصرية تستطيع أن تشارك على المستوى الدولي في مثل هذه المنظمات لما لديها من قدرات هائلة سواء كانت موارد بشرية أو عسكرية بشكل أوسع وأشمل.”
وأضافت: “تكون بعثات حفظ السلام من مختلف الثقافات والجنسيات من الدول الأعضاء ويحرصون جميعهم على الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين تحت راية الأمم المتحدة لحماية الأكثر ضعفًا، لتكلل مجهودات حفظة السلام بتخصيص يوم للاحتفال العالمي لهم في 29 مايو لتكريم من فقدو أرواحهم في سبيل السلام ومن مازالوا يخدمون قضية السلام وما يقدموه من تضحيات.”
وتابعت إليان قائلة: “لكي تحقق الأمم المتحدة أهدافها في حفظ السلام كان عليها وضع مجموعة من المبادئ والأسس في عمليات حفظ السلام، وهي ضرورة موافقة أطراف الصراع على وجود هذه البعثة مع التزام الحيادية وعدم استعمال القوة إلا دفاعًا عن النفس أو الولاية المكلف بحمايتها. ولا تستطيع أن تنشر الأمم المتحدة عسكريين إلا بقرار من مجلس الأمن الدولي وهو ما يحدد من هم الأفراد العكسريين وعددهم، وهذا الإجراء عادة ما يستغرق 6 أشهر من تاريخ القرار ويتم التنسيق على الأرض وتوفير المعدات اللازمة.”
وأفادت الباحثة في تقريرها الصادر عن مركز جسور بعنوان “القبعات الزرقاء والمساهمات المصرية في بعثات حفظ السلام”: “أنه في بداية عمليات حفظ السلام كانت متوقفة على العمل على منع إطلاق النار والوصول إلى استقرار في الأوضاع وتقديم الدعم لحل الصراعات بالوسائل السلمية ثم تطورت مهامها وفقًا للحالة التي تقدم لها البعثات الدعم، ملمحة إلى أن الأمم المتحدة شاركت الأمم المتحدة بآلاف العسكريين على مستوى أكثر من 120 دولة في عمليات حفظ السلام يتكونون من أكثر من 70 ألف من الأفراد العسكريين وجميعهم يعملون تحت مظلة القبعة الزرقاء وهم أعضاء في جيوشهم الوطنية الخاصة بهم ومن ثم يتم إعارتهم للعمل تحت قيادة الأمم المتحدة يكونوا إما كضباط أركان فرديين، أو كمراقبين عسكريين وينقسم المراقبين العسكريين إلى عسكريين غير مسلحين وعسكريين مسلحين تسليح خفيف، وكانت أدوارهم المراقبة والإبلاغ عن التجاوزات وبناء الثقة، أو كجزء من وحدة مشكلة من بلد مساهم بقوات فردي، ويتم إعارة الخوذ الزرق كأعضاء في جيوشهم الوطنية للعمل مع الأمم المتحدة لفترات تصل عادة إلى عام واحد في الميدان، أو عامين أو ثلاثة أعوام في مقر الأمم المتحدة، وهو ما نتج عنه وفاة أكثر من 3326 من قوات حفظ السلام تحت مظلة الأمم المتحدة.”