مسحة من القدوس

لقد عايش التلاميذ و الرسل الله لا على مستوى ذلك الكائن غير المرئى بل الشخص الظاهر فى الجسد الرب يسوع المتجسد، أكلوا معه و شربوا و اخذوا منه ليطعموا آلاف الجموع “بارك ثم كسّر و اعطى التلاميذ ليقدموا للجمع” (لو١٦:٩) . أيضا قضوا معه الليل و النهار كلما يخطر فى بالهم سؤال روحى أو ما يتعذر عليهم فهمه من تعاليم يسألونه ليستزيدوا فهما “ثم فى البيت سأله تلاميذه أيضا عن ذلك” (مر١٠:١٠) “، ولما كان وحده سأله الذين حوله مع الاثنى عشر عن المثل” (مر١٠:٤) و مرة قالوا له “يا رب علمنا أن نصلى” (لو١:١١).كما كانت طلباتهم المادية مطروحة أمامه “و كانت حماة سمعان قد اخذتها حمى شديدة فسألوه من أجلها” (لو٣٨:٤). عشرة حلوة مباركة عبر عنها القديس يوحنا الحبيب قائلا “الذى كان من البدء الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه و لمسته ايدينا من جهة كلمة الحياة” (١يو١:١). و من منا لا يشتاق أن يكون حاضرا آنذاك وسط التلاميذ ليستمتع بهذه العلاقة الخاصة جدا و لكن حتى هؤلاء جاءت عليهم اللحظة التى فارقهم فيها يسوع صاعدا إلى السموات، فهل صارت معية الله مجرد قصة قديمة تعاش بالإيمان فقط؟!
إن الرب يسوع يعلم تماما احتياج هؤلاء التلاميذ و احتياج البشرية كلها إلى دفء الوجود معه يعرف أن النفس التى تتخبط فى هذا العالم متغربة عن شخصه هى كالطفل اليتيم لذا كان وعده المبارك لتلاميذه و لكل الأجيال “و أنا اطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق … لا اترككم يتامى. إنى آتى اليكم” (يو١٨:١٤) فصار وجوده فينا معية دائمة لأنه:
١- “يأخذ مما لى و يخبركم” (يو١٥:١٦)
٢- يعلمنا كل شيء “و أما انتم فلكم مسحة من القدوس و تعلمون كل شىء” (١يو٢٠:٢).
٣- يجيب تساؤلاتنا الروحية “متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق” (يو١٣:١٦).
٤- احتياجاتنا المادية يسددها فهو كائن معنا فى سر مسحة المرضى “أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه و يدهنوه بزيت باسم الرب” (يع١٤:٥).