ظل القرن الأفريقى، بؤرة للصراعات الساخنة لما له من أهمية يستمدها من التحكم في ممرات مائية لدول العالم، والتعريفات الاستراتيجية للقرن الافريقي تقول انه شبه جزيرة موجوده فى شرق افريقيا. يحدها المحيط الهندى في الجنوب , والبحر الاحمر فى الشمال. وتتكون من الصومال واريتريا وجيبوتى واثيوبيا. المنطقه يسكنها حوالى 35 مليون شخص هذه الدول تواجه اليوم اشد موجات الجفاف منذ عام 1981، مما يدفع بها للفقر والجوع المدقع، الذي يستشري ويزيد مع الصراعات، بينما يتعرض جزء كبير من سكان افريقيا لسوء التغذية.
وتقدّر الأمم المتحدة عدد سكان قارّة أفريقيا الذين يعانون من سوء التغذية بخمس سكان القارة وذلك على الرغم من كل الجهود التي بذلها جميع القادة والحكومات لحماية وتعزيز رخاء القارّة وتنميتها، بحسب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن جريفيثس، الموجود حاليا في مالابو بغينيا الاستوائية، كما أن التقرير الصادر عن لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ، في فبراير الماضي، اكد أن مليون شخص يواجهون خطر مجاعة شديدة في القرن الأفريقي بسبب ظروف الجفاف التي تشهدها المنطقة، وفقاً.
في هذا الصدد تحدث مارتن في افتتاح القمة الإنسانية الاستثنائية للاتحاد الأفريقي ومؤتمر التعهدات. في كلمته التي ألقاها نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة- موضحاً للقادة في القارّة الأفريقية -: “أنا هنا بالنيابة عن الامين العام أنطونيو جوتيريش، لأخبركم أن الأمم المتحدة ستقف معكم، وهي هنا للمساعدة.”
وأضاف مارتن، أن ملايين الأشخاص في القارة يتم دفعهم إلى حافة البقاء على قيد الحياة، مشيرا إلى أن العديد من الصعوبات التي تواجهها أفريقيا مدفوعة بقوى خارجة عن نطاقها، بما في ذلك الصراعات وتغيّر المناخ وجائحة كـوفيد-19 وارتفاع أسعار السلع.
وكالة إنسانية أفريقية
تطرق جريفيثس إلى أهمية وجود وكالة إنسانية أفريقية، مؤكدا أنه أمر ضروري وتتم مناقشته والتخطيط له، وهو موضع ترحيب كبير. “وآمل في أن تتمكن الأمم المتحدة أيضا من أداء دورها في دعم هذا المسعى المهم.”
وأكد أن الوكالة الإنسانية الأفريقية ستنبع من القارة، من أجل شعوب القارة، ولديها كل الإمكانات لإحداث فرق في العالم وليس فقط في أفريقيا.
وقال: “أشعر بالفزع، كما نحن جميعا، من ارتفاع مستويات الجوع المدقع في القرن الأفريقي والساحل، فتكلفة النزاعات باهظة على المدنيين. ولنكن واضحين: فإن التداعيات من أوكرانيا تهدد بعكس مسار عقود من التنمية، مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية لجميع الناس.”.
الأمم المتحدة تمد يدها لأفريقيا
وقال جريفيثس إن الأمم المتحدة اكتسبت على مدار العقود الماضية خبرة في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية حول العالم، مسترشدة بالمبادئ المعروفة للإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية، ولديها الأدوات والتقنيات والشراكات والأنظمة للمشاركة.
وتابع القول: “نريد أن نضع هذه الخبرة في خدمتكم، وسنفعل ذلك. لكن – وهذا هو الأساس – نتطلع إلى أن نكون شركاء ونتعلم من تجربتكم الجماعية في تطوير أفضل الأساليب التي تعمل ليس فقط هنا، في هذه القارة، ولكن في كل مكان آخر، فالعديد من البلدان في أفريقيا يمكن أن تعلّم العالم درسا في الكرم والتضامن. “هذا ليس بجديد، لكنّه ربما يكتسب أهمية الآن أكثر من أي وقت مضى.”
وأكد مارتن أن شعوب هذه القارة يتمتعون بالمهارات والحوافز لرفع مستوى معيشة الناس، “ما يحتاجون إليه منا هو الموارد والتضامن وربما على نفس المستوى من الأهمية – التقدير. مشيراً إلى أن العالم الذي لديه موارد لشن الحروب، يجب أن تكون لديه الوسائل لإنقاذ الأرواح.
واختتم كلمته لافتاً : “نحتاج إلى العمل بشكل أكبر على القيم المشتركة للعمل الإنساني، ولكن أيضا على التضامن والحكم الرشيد وإمكانية أن يكون لكل أسرة مستقبل.”