تفتقد المواهب المصرية في شتي المجالات, إلي عنصر هام جدا تمارسه الشعوب المتقدمة إلا قليلا!!, في الإدارة نحن عكس كل البلاد التقد تقدمت عنا لا نؤمن بالخبرات المهنية بما فيها تلك الخبرات التي يمكن أن تدير موهبة فنان ممثل أو فنان تشكيلي أو مطرب أو حتي مهندس كبير أو رجل أعمال ناجح, هؤلاء الموهوبين من الكبار في مصر لا نجد لديهم مدير أعمال أو مدير للموهبة فنجد مثلا رجال أعمال بعد رحلة نجاح (نحتاج إلي تقديمها إلي الشباب) لكي نخلق قدوة في البلاد, هؤلاء يبخلون علي أنفسهم أو ربما يستثكروا علي أنفسهم أن يكون لديهم مدير أعمال, متحدث رسمي عنهم, أو ضابط لإيقاع حركتهم في المجتمع أو مدير تنفيذي ذو خبرة يقوم علي الآداء الاجتماعي في مؤسساتهم, كإدارة صناديق للتكافل الاجتماعي مثلا, فنجد أن رجل الأعمال بعد رحلة نجاحه يسعي فورا لكي يتولي منصبا سياسيا في البرلمان أو يسعي لأن يكون وزيرا في الحكومة, وهذه المناصب تصبح من مكملات نجاح رجل الأعمال ونجد من الحادث اليوم أن الغيرة الشديدة التي تنتاب بعض رجال الأعمال من بعضهم البعض فقط تدور حول ما وصل إليه أحدهم لتولي منصب سياسي أو تنفيذي في الحكومة, والشيء اللافت للنظر, أن رجل الأعمال الناجح في عمله, حينما تحتك به, تجده يفهم في كل شيء, في الصناعة هو الوحيد الفاهم, في التجارة طبعا هو أكبر واحد بيفهم في البلد, وفي الهندسة طبعا مفاهيمه كلها هندسية, رغم أن شهادته دبلوم تجارة وبالكثير بكالوريوس (تعاون), ومع ذلك يفهم في الهندسة وفي الذرة وفي العلوم وفي الفن أيضا نعم هو يفهم في الفن!! بدليل أنه لديه حوالي مائة أو مائتين لوحة فنية أصلية!! ومع ذلك ليس رجال الأعمال فقط من حازو الأوسكار في هذا العرف, ولكن فنانين كبار, يمكن لأحدهم أن يكون مؤسسة قائمة بذاتها ولدينا من هؤلاء كثيرين من الصف الأول في التمثيل, كان لدينا المرحوم الفنان عمر الشريف وهو النموذج الذي وصل إلي قمة العالمية حتي توفاه الله لم نسمع أنه كان لديه مدير أعمال أو مدير علاقات عامة أو مكتب يستقبل فيه ضيوفه أو الراغبين في التعامل معه كمنتج أو مخرج أو حتي صاحب شركة إعلانات شيء غريب جدا في بلادنا وهي نظرية (ألوان ـ مان ـ شو) ولذلك كله في الهواء, وبنا يستر!!