وتتكرر قضية الأخطاء الطبية التي يروح ضحيتها كل يوم مرضي لا ذنب لهم سوي أنهم قرروا التداوي علي يد المتخصصين.
تواصلت معي صديقة تشكو نفس المصيبة, تبحث عن حق قريبها إنه زوج شقيقتها الذي أودي بحياته خطأ طبي, يعتقدون أنه يعود إلي التخدير, وأنها لم تجد بوقا يناصرها وربما كثيرون لايعلمون كيفية الوصول لوسائل الإعلام المنظم, فيلجأون للإعلام البديل, لذلك لجأت الصديقة لوسائل التواصل الاجتماعي لكن دون جدوي.
الرجل هو نشأت حنالله عبد النور, شاب في الثانية والأربعين من عمره, دخل مستشفي شهيرا في منطقة شبرا, ليجري جراحة تسليك وتر بالمنظار, خرج من غرفة العمليات في غيبوبة تامة ولم يتم عمل إسعاف فوري له, ولم يوافق المستشفي علي منح أسرته تقريرا بالحالة, ونفي أي خطأ طبي من جانبه, وما العجب في ذلك فالناس لايفقهون في الطب, ووارد جدا التلاعب بهم واعتبار الواقعة قضاء وقدرا, لم يتم السعي الحثيث خلف المساءلة, لكن الله لم يرد أن يمر الأمر مرور الكرام.
بعد دخول نشأت في الغيبوبة, حمله ذووه ونقلوه علي الفور بغيبوبته إلي مستشفي عين شمس التخصصي, الذي جاء تقريره الأول-نحتفظ بنسخة من التقرير- الذي جاء كالتالي:حضر المريض إلي الرعاية المركزة يوم 14 أبريل 2022 يعاني من غيبوبة عميقة, وتشنجات وارتفاع في درجة حرارة الجسم, ما بعد إجراء جراحة منظار علي الكتف اليمني, بمستشفي خارجي, والمريض له تاريخ مرضي من ارتفاع ضغط الدم, الشرياني, ومرض البول السكري, وقصور في وظائف الغدة الدرقية, ومازال بالرعاية المركزة في غيبوبة عميقة علي جهاز تنفس صناعي, وعقاقير مثبطة للتشنجات ودرجة الحرارة تحت إشراف أطباء الرعاية المركزة وأطباء المخ والأعصاب.
التقرير كما يبدو يفيد بوجوب اتخاذ اللازم قبل إجراء أية جراحة مع هذا المريض, وفي يوم 22أبريل حدثت الوفاة, وها نحن نضع الأمر برمته أمام المسئولين في الدولة, وأمام الإدارة المركزية للرقابة الصحية علي المستشفيات لإعادة حق نشأت الذي لم يجد من يعيد له حقه وهو علي قيد الحياة, فعلي الأقل نعيد حقه لزوجته وأولاده بعد الوفاة, وضمانا لعدم تكرار ذلك مع آخرين.