أعلن المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الدكتور رياض منصور، في مؤتمر صحفي للأمم المتحدة، أنه أرسل ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر وهي دولة (الولايات المتحدة الأمريكية)، ورئيس الجمعية العامة “بشأن الجرائم تواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني الخاضع لسيطرتها في ظل إفلاتها من العقاب السائد دون عواقب”.
وتماشيا مع الإدانة العالمية لهذا العمل والدعوة للدفاع عن الصحفيين في القيام بواجبهم النبيل في تغطية الأحداث على الأرض، دعا رياض منصور إلى “إجراء تحقيق دولي مستقل”. في استهداف الصحفية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة، التي استشهدت على يد قوات الاحتلال.
وذكر المراقب الدائم لدولة فلسطين أن بلاده تلقت عددا هائلا من رسائل التضامن من قبل الدول والمنظمات والمجموعات الصحفية والقادة من جميع أنحاء العالم، ومن أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعرب عن تقديره لكل هذه المواقف، لكنه شدد على ضرورة أن “تترجم هذه الصرخة العالمية إلى خطوات ملموسة لملاحقة المجرمين الذين قاموا باغتيال صحفية فلسطينية رائعة ومميزة تعمل في قناة الجزيرة.”
وردا على سؤال أحد الصحفيين حول نفي السلطات الإسرائيلية لارتكابها لهذا الفعل واقتراحها إجراء تحقيق مشترك، الأمر الذي رفضه السلطات الفلسطينية، قال منصور:”إن القوات العسكرية الإسرائيلية هي المسؤولة عن اغتيالها. في الواقع أشارت منظمة حقوقية إسرائيلية ذات مصداقية (بتسيلم) إلى أن رواية الجانب الإسرائيلي عن انها استشهدت بنيران صديقة،قصة غير موثوقة وخاطئة.”
وأضاف السفير الفلسطيني الذي يتولى ايضا موقع القائم بأعمال المندوب الدائم لدولة الكويت رئيسة المجموعة العربية، والمراقب الدائم لجامعة الدول العربية، أن الصور المتداولة للمكان الذي اغتيلت فيه شيرين أبو عاقلة والمكان الذي يزعم فيه الإسرائيليون أن المدافعين الفلسطينيين عن المخيم كانوا يشتبكون معهم، تظهر أن المسافة بعيدة جدا عن مكان الحادث. لذا فإن قصة الجانب الإسرائيلي “وهمية ولا تتماشى مع الواقع ولا نقبل التحقيق في هذه القضية مع المجرمين الذين تسببوا في الحادث نفسه”، على حد تعبيره.
السفير الفلسطيني رياض منصور، يتوسط القائم بأعمال مندوب دولة الكويت -رئيسة المجموعة العربية، والمراقب الدائم لجامعة الدول العربية، في مؤتمر صحفي مشترك بالمقر الدائم حول مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة.
من جهته، قال ماجد عبد العزيز، المراقب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، إن الجامعة العربية تعتبر ما حصل اليوم “خطوة أخرى في حالة التصعيد التي تحدث من قبل السلطات الإسرائيلية، والتي بدأت خلال شهر رمضان مع التصعيد الحاصل في القدس ومحيط القدس، واعتداءات المستوطنين المحميين من قبل القوات المسلحة الإسرائيلية.”
وأضاف أن ذلك تبعه اليوم هجمات على صحفيين كانوا يقومون بعملهم، في محاولة لقمع حرية الصحافة التي احتفلنا بها قبل أيام قليلة.
وأوضح قائلا:”كانت (شيرين أبو عاقلة) مرتدية كل علامات وشارات الصحافة بما فيها السترة والخوذة وكل شيء. إذا فهذا ليس اعتداء على فلسطيني أو غير فلسطيني فحسب، بل هو اعتداء على حرية الصحافة وحرية الرأي حول العالم.”
وذكر ماجد عبد العزيز أنه سيتم اتخاذ مزيد من الإجراءات بناءً على الاجتماعات التي ستعقد، مشيرا إلى مشاورات مع رئاسة مجلس الأمن وأعضاء مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى المشاورات داخل مجلس جامعة الدول العربية في القاهرة.
مشيرا الى إن هناك احتمالية لأعمال أخرى قادمة، لكننا أردنا أن نأتي إليكم اليوم مع رئيس المجموعة العربية (الكويت)، مع بيان المجموعة العربية الداعم للموقف الفلسطيني، والداعي لاستئناف عملية السلام.
وقال:”طالما لا يوجد أفق سياسي لعملية السلام، وطالما أن القوى الكبرى لا تولي اهتماما كافيا للوضع في الشرق الأوسط ولا تهتم إلا بالوضع في أوكرانيا وآسيا وأماكن أخرى، فإن وهذا الوضع البائس، والمواجهة البائسة بين الطرفين ستستمر.”