كرم المركز الكاثوليكي المصري للسينما في دورته السبعين النجم الكبير محمد صبحي بجائزة “الأب يوسف مظلوم” بإجماع اللجنة العليا للمهرجان.
و قدم الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي المصري للسينما الجائزة والتكريم للفنان محمد صبحي، خلال هذه الدورة التي توافق مرور 70 عاماً على تأسيس المركز.
وأشادت المذيعة المتألقة لميس سلامة بالفنان محمد صبحي في مستهل تكريمه، وقالت أنه فنان من طراز خاص، فعلاوة على أعماله المسرحية والسينمائية المميزة، دخل كل بيت بأعماله الدرامية البناءة، خاصة تلك المتعلقة بتربية الأبناء والارتقاء بالمجتمع.
وتعقيباَ على تكريمه، شكر النجم محمد صبحي المركز الكاثوليكي للسينما، والأب بطرس دانيال، وقال: لقد تكرمت من قبل 6 مرات من المركز الكاثوليكي في وجود صديقي الغالي الأب بطرس، وهذا هو التكريم السابع لي من المركز، وهذا التكريم بالتحديد ملأني فرحة وسروراً، لأنه باسم الأب يوسف مظلوم.
ولتوضيح أهمية هذا الاسم عندي.. أحب أن أشير إلى رواية قديمة.. فمنذ نحو 70 عاماً، عندما تأسس المركز الكاثوليكي كان عمري وقتها 4 سنوات.. واستمر المركز في رسالته التنويرية يدعم الارتقاء بالمجتمع من خلال الفن الراقي… وفي عام 1971 بعدما تخرجت من المعهد.. كنت أقدم مسرحيات شكسبير وأولها هاملت على مسرح أكاديمية الفنون.
وعملت المسرحية ضجة وقتها، خاصة وأنها كانت بعد النكسة.. وفي احدى مرات العرض فوجئت بالأب يوسف مظلوم يُقْبِل علىَّ ويقول لي: (كيف لا تقدم هذا العمل بمسرح بوسط البلد!).. فأجابته بأن تأجير مسرح قطاع عام يكاد يكون من المستحيل، مع فنان مبتدئ _وقتها_ مثلي، والأصعب العرض على مسرح خاص.. فأجابني الأب يوسف مظلوم: (تعالى واعرض بقاعة النيل على مسرح المركز الكاثوليكي).. وبالفعل جئت للمركز لعمل البروفات وتقديم العرض، وقد حرص الأب يوسف مظلوم على الحضور بنفسه يوميا البروفات على مدار شهر كامل، كما حرص على تذليل أي معوقات تقابلنا، ومنها مثلاً طلبي إزالة كل صف كراسي المسرح من جهة اليمين لنستطيع تقديم مشهد جنازة هاملت، وقد استجاب الأب يوسف مظلوم على الفور لطلبي لتقديم العمل على أفضل وجه.
و انتشرت المسرحية بعد تقديمها بالمركز الكاثوليكي أكثر وأكثر ، حتى من النجاح الذي حظيت به وقتها بأكاديمية الفنون.
وعقب الفنان الكبير محمد صبحي على هذه الواقعة التي لا ينساها قائلاً بتأثر وعرفان شديد ورائع بأثرها عليه قائلاً: الأب يوسف مظلوم كان مثالاً رائعاً لإنسان مؤمن بقيمة الفن والثقافة في الارتقاء بالمجتمع، لدرجة أنه يساعد تلميذ لسه متخرج وليس فنان كبير.
وأضاف “صبحي” من أجل هذا، أنا تشرفت جداً أن أحصل على هذه الجائزة وهذا التكريم باسم الأب يوسف مظلوم، وأشكر الهيئة العليا للمهرجان والأب بطرس دانيال على اختياري وتكريمي بهذه الجائزة.
· خالد الصاوي يشيد بأستاذية محمد صبحي
حرص الفنان خالد الصاوي، الذي كان حاضراً ندوة فيلمه “للإيجار” مع فريق عمل الفيلم، و الذي عرضه مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما أمس في رابع أيامه، على الصعود للمسرح بعد تكريم الفنان الكبير محمد صبحي ليشيد بتاريخ صبحي المميز، حيث هنأه الصاوي بالتكريم وقال: إن محمد صبحي يعني أستاذ لجيلنا كله.. محمد صبحي يعني مسرح، ومسرحه ناجح ويخرج نجوم، ولديه إقبال جماهيري عظيم، هذا علاوة على الدراما الاجتماعية التي قدمها بمسلسل “ونيس” بجميع أجزائه، وحقق نجاحًا رائعا.. وأنا بالنسبة له التلميذ الذي يكلم الأستاذ، وهذا شرف لي.
جدير بالذكر أن محمد صبحي، فنان ومؤلف ومخرج مسرحي. ولد في القاهرة عام 1948. تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج بتقدير امتياز عام 1970م. وقد عمل في البداية كمعيد بالمعهد، ولكنه ترك التدريس وأسس “استوديو الممثل”، ليبدأ رحلة مميزة من الأعمال الفنية الهادفة والمتميزة، ويُشهد له على مدار رحلته المهنية وتاريخه الفني الطويل كممثل ومخرج، بالكثير من المواقف والآراء السياسية والاجتماعية القوية والمؤثرة ، وقد عبر التصفيق الحار من جانب الجمهور والحضور للفنان القدير محمد صبحي خلال تكريمه بالمركز الكاثوليكي للسينما عن تقديرهم لمواقفه وآرائه وتاريخه الفني الكبير والمشرف .