تعرض معلمنا بولس الرسول لهذا السؤال بعد أن ربطه بالكلام عن ضرورة وحقيقة القيامة بقولهفإن لم تكن قيامة الأموات فلا يكون المسيح قد قام (1كو15:13) , ولو لم يقم المسيح حسب الإجابة التي ذكرها الرسول بولس يكون نتيجة ذلك ثلاثة أمور هي كقولهكرازتنا باطلة وباطل أيضا إيمانكم ونوجد نحن أيضا شهود زور لله.
أولا:- تكون كرازتنا باطلة والكرازة هي التبشير بكلمة الله وهذه الكرازة تبشر الإنسان بأن له حياة أبدية سيحياها مع الله, وينال المكافأة عن عمله ولذلك تطالب الكرازة بضرورة العمل الصالح والبعد عن الشرور وضرورة البذل والتضحية في خدمة الناس وسينال الإنسان عن ذلك إكليلا سمائيا عندما يسمع صوت الله يقولنعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينا في القليل سأقيمك علي الكثير, ادخل إلي فرح سيدك كل هذا لايحدث إن تكن هناك قيامة بها يبدأ الإنسان الحياة الأبدية وهذا هو ماقاله الرسول بولس وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا.
ثانيا:- يقول بولس الرسول وباطل أيضا إيمانكم, فالإيمان هو الثقة بما يرجي
والإيقان بأمور لاتري, فإذا آمن الإنسان بالأمور التي تري من الوجود مع الله وعالم الملائكة ومجد السماء, فإذا لم يكن هناك قيامة يكون كل هذا الإيمان باطلا وهذه الثقة باطلة ولا وجود لها ولا أهمية.
ثالثا:- ونوجد نحن أيضا شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه أن كان الموتي لايقومون, لأنه إن كان الموتي يقومون فلا يكون المسيح قد قام, والشهادة هي عمل تلاميذ المسيح والآباء الرسل الأطهار لأنهم كانوا معاينين وخداما للكلمة, معاينين لآلامه وقيامته بظهوره لهم بعد القيامة وحرصه أن يظهر لتوما بصفة خصوصية حتي يكون شاهدا عن القيامة بالرؤية وليس بالسمع من التلاميذ لذلك أتي إليه السيد المسيح له المجد في الأحد الذي يلي عيد القيامة, وقد أظهر معلمنا بطرس الرسول في خطابه يوم الخميس أن مهمة الشهادة هي المهمة الرئيسية لهم فقالأيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضا تعلمون هذا أخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه الذي أقامه ناقضا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنا أن يمسك منه أعمال الرسل 2, وأكمل بقولهفيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك.. ولذلك فلو لم يقم المسيح تكون شهادة التلاميذ باطلة.
المسيح قام, بالحقيقة قام
وكل عام وأنتم بخير