(1) : السيدة التي أحسنت استخدام عينيها
كنت أتمشي في الريف ذات صباح, فجذبتني رائحة زكية تصدر من حديقة رائعة امتلأت بالأزهار. ورأيت بين الأزهار سيدة عجوزا, اعتقدت أنها صاحبة هذه الحديقة نادرة الجمال. هتفت بالسيدة قائلا: هذا مكان بديع. أجابت: هل تحب الأزهار؟إذن تعال.
لما وقفت إلي جانبها لم ترفع بصرها ناحيتي, بل ظلت تنظر إلي أزهارها وتتحدث عنها في بساطة وحب وخبرة. حدثتني عن تاريخ كل زهرة, وعن الفروق بين ألوان وأحجام ورائحة كل زهرة والأزهار الأخري.
تصورت وأنا أستمع إليها, أنني لم أشاهد زهرة من قبل مشاهدة حقيقية, فقد كان وصفها لكل زهرة يساعدني علي أن أعرفها وأميزها حتي في ظلام الليل. في اللحظة الأخيرة, عندما رفعت السـيدة العجوز رأسها لتودعني, رأيت غشاوة بيضاء تغطي عينيها.. كانت السيدة لا تري!!
وأدركت أن سيدة الأزهار قد أحسنت استخدام عينيها قبل أن تفقد البصر, فعرفت كيف تتمتع الآن بجمال الطبيعة, بينما لا نري نحن ما حولنا من جمال رغم ما نتمتع به من بصر!!
(2) : الحيوانات ترقص الباليه
مع غروب الشمس كان الزائرون قد غادروا حديقة الحيوانات. لكن الفيل والزرافة والأسد عندما تأملوا طرقات الحديقة والمساحات المزروعة الخضراء, لاحظوا أن الناس قد تركوا وراءهم كميات كبيرة من الأوراق, وقشر البيض واللب والفول السوداني, وعلب المشروبات.
غضب الأسد وقال: عمال الحديقة ينظفونها, والزائرون يلوثونها. وقال الفيل: لن نترك بيتنا علي هذه الصورة المخجلة. وقالت الزرافة: ندعو كل الحيوانات لتتعاون في تنظيف الحديقة من التشويه الذي أصابها.
هنا قال الببغاء: اسمعوا مني هذا اللحن الموسيقي. ثم انطلق يقلد فرقة أوركسترا كاملة تعزف ألحانا جميلة, ثم قال: هذه موسيقي مهرجان الحيوانات, التي كتبها الموسيقار المشهور كامي سان سون.. تعالوا نقدم عليها رقصات باليه ونحن ننظف الحديقة, فيستمتع الأطفال بالموسيقي والرقص, وفي نفس الوقت ننبهم إلي أهمية المحافظة علي البيئة نظيفة وسليمة. وافقت الحيوانات بحماس علي هذا الاقتراح.
وهكذا شاهدنا مع مئات الأطفال باليه مهرجان الحيوانات.
(3) : سلامة البيئة هي حياتنا
كيف نقول إننا نحب الحياة, بينما نفعل كل يوم ما يتلف الأرض, التي هي مصدر حياتنا؟
الوسيلة الوحيدة لاستمرار حياتنا: من المهم جدا أن نحافظ علي سلامة الأرض, لأنه ليست هناك وسيلة أخري للمحافظة علي استمرار حياتنا.
نحن نقسو علي الطبيعة: الطبيعة لا تخدعنا أبدا, بل نحن الذين نقسو عليها, ونحطم نظامها, ونتلف ما قضت ملايين السنين تصنعه من أجلنا.
حافظوا علي البيئة لأبنائنا: نحن لم نرث الأرض من آبائنا, بل استعرناها من أبنائنا, لذلك فإنهم ينتظرون أن يستعيدوها منا سليمة صالحة للحياة.
أرضنا مثل الأطفال: أرضنا مثل الأطفال, تحتاج إلي الرعاية والحب, لذلك علينا أن نحنو عليها كأنما هي أحد أطفالنا.
(4) : الطائر الجريح
هذه قصة كتبها الصديق محمود سالم علي, بمدرسة سالم الإعدادية, بمركز رمانة في شمال سيناء.. يقول محمود: وجدت نفسي أسير, وأنا أتأمل الدنيا من حولي, حتي وصلت إلي مكان تعجز العقول عن وصفه: الأرض خضراء زاهية والسماء زرقاء صافية والشمس ذهبية ساطعة.
فجأة لفت نظري طائر جريح يئن من الألم, فأسرعت أمسك به, فإذا به يحتضر. تلفت حولي, فلم أجد من يساعدني لإنقاذ الطائر من الموت الذي ينتظره.
انطلقت أصرخ وأنادي وأجري هنا وهناك لإنقاذ الطائر الغريب, لكن لم يكن هناك مغيث ولا مجيب. ومات الطائر متألما, وترك جرحا كبيرا في مشاعري. أخذت أبحث عن السبب فيما أصابه, فوجدت مياه البحيرة قد أحاطت بها الزيوت من كل جوانبها, وتناثرت الأسماك المختنقة الميتة فوق الأمواج المتلاطمة وعلي شاطئها, فعرفت السبب.
إنني أصرخ وأتألم وأنا أسأل: لماذا لا نحافظ علي بيئتنا نظيفة سليمة؟. إنني أنتظر الإجابة بالعمل لا بالكلام.
Email: [email protected]