(1) : زائر من عالم الغد
وقفت الأم ومعها الأب وابنهما يستقبلون الصبي القادم من كوكب آخر.
لقد نزل من السفينة الفضائية بجسمه المعدني, وتقدم نحو الأسرة التي رحبت به.
في البيت, جلس زائر الفضاء يتناول الطعام مع الأسرة, فاكتشف طفل الأرض أن طفل الفضاء لا أسنان له, وأنه يفتح فمه ويصب فيه كميات الطعام, وتتم كل عمليات الهضم داخل الجسم.
وفي الفصل, قدمته المدرسة للزملاء, فأصبح موضع اهتمام كل التلاميذ لغرابة شكله.
وعندما بدأ درس الرياضيات, اهتزت الهوائيات بشدة فوق رأسه, وومضت عيناه بالأشعة, واتضح أنه عبقري في حل أية مسألة جبر أو حساب أو هندسة, ويتفوق في ذلك عن أي تلميذ أرضي.
وعندما خرج إلي الفناء يلعب كرة القدم, شاطها بحذائه المعدني المدبب فثقبها.
وفي النهاية نري طفل الفضاء يصحب معه الطفل الأرضي إلي سفينة الفضاء, ليزور الكوكب الذي جاء منه الصبي الزائر, بينما الأب والأم يتمنيان لهما رحلة سعيدة, وأن يعود الابن ومعه أصدقاء آخرون من سكان الكواكب الأخري.
هذه إحدي القصص القصيرة جدا عن الألفية الثالثة, التي قدمها بالرسوم معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال.
(2) : بناقص فنجان قهوة !!
نحن الآن في سنة (2025), وقد ضغطت علي أزرار الإنسان الآلي, أطلب منه أن يقدم لي فنجانا ثانيا من القهوة.
بدلا من أن يمتد ذراع الإنسان الآلي نحوي, وينتظر إلي أن أضع الفنجان تحت مصب القهوة, سمعت أزيز الإنذار وأصغيت إلي الكمبيوتر يقول: الطبيب منعك من شرب القهوة أكثر من مرة واحدة في اليوم.. فكر مرة أخري قبل أن تطلب الفنجان الثاني.
أصابني الغيظ من هذه الآلة التي تريد أن تفكر بدلا مني, فصحت قائلا: نفذ أوامري بغير تردد.
في هذه المرة جعل لافتة حمراء تظهر علي شاشته تقول: أنا لا أستجيب لأي طلب تطلبه مني وأنت منفعل.
قلت لنفسي: أنا الذي سببت لنفسي هذا الضيق, عندما أحضرت إلي مكتبي هذا الإنسان الآلي الذي بدأ يفكر بدلا مني.
هنا سمعت الإنسان الآلي يقول في هدوء: أنت الذي برمجتني بهذه الطريقة, وأنا أستجيب للبرنامج الذي طلبت وضعه لي لكي يناسب حالتك الصحية. لا تغضب, وكن علي استعداد لتقضي بقية اليوم بغير قهوة.
قلت لنفسي: يبدو أن هذه القطع من الحديد والأسلاك تعرف مصلحتي, أكثر مما أعرف أنا ما يفيدني أو يضرني.
وعدت إلي عملي وأنا أقول: بناقص فنجان قهوة!!.
(3) : بطاقة شخصية ذكية
نحن الآن في سنة 2025, وقد توقف الأتوبيس المكيف في محطته القريبة من ميدان التحرير, فقالت سيدة لطالبة تجلس بجوارها: أنا مريضة وسأفقد الوعي.. هذه بطاقتي الشخصية.. أرجوك اطلبي من السائق أن يقف أمام أقرب مستشفي.
وعندما وصلت الرسالة إلي السائق, توقف أمام مستشفي الإسعاف. وعندما جاء رجال المستشفي, وجدوا المريضة قد فقدت الوعي فعلا.
وكان أول ما سألوا عنه هو بطاقتها التي أعطتها لهم الطالبة, وبعد لحظات كان المختص يضع تلك البطاقة في جهاز يشبه جهاز الكمبيوتر.
وعلي الشاشة ظهر اسم المريضة وعنوانها, مع بيانات توضح أنها مريضة بمرض السكر, وظهر نوع حقن الأنسولين التي تستخدمها في العلاج, كما ظهر اسم الطبيب المعالج ورقم تليفونه المحمول, وفي الحال تم الاتصال به.
وبعد دقائق من العلاج, استردت المريضة وعيها.
هذه بعض البيانات التي سنجدها بعد سنوات قليلة علي البطاقة الشخصية, التي سيحملها كل إنسان في جيبه, وستكون شبيهة بملفات الكمبيوتر التي تحتوي علي سجل شامل علي صاحبها, وتجيب بذكاء عن كل سؤال, ونستغني بها عن حمل عشرات الوثائق والأوراق, مثل جواز السفر, وصحيفة الحالة الجنائية, وبطاقات عضوية النقابات المختلفة.
(4) : بعد دقيقة واحدة
منذ حوالي خمسين سنة, كان أحد العلماء يصور ابنتيه الصغيرتين في الريف بآلة تصوير, لكن كان عليه أن ينتظر حتي يرسل الفيلم إلي المدينة البعيدة, لتحميضه وطبعه, فتمني أن يخترع أحد العلماء آلة تصوير, تمكنه من أن يعرف في الحال هل نجحت الصورة التي صورها أم لم تنجح.
كان ذلك العالم هو هارون لاند الذي يعتبر أحد كبار المبتكرين في مجال صناعة أجهزة التصوير.
ومنذ تلك اللحظة, اهتم اهتماما خاصا بتلك الأمنية التي همس بها إلي نفسه, وقضي شهورا وسنوات يجرب, ويحاول إلي أن ابتكر أسلوبا جديدا في التصوير الضوئي, لا نحتاج فيه إلي ضرورة تحميض الفيلم وطبع الصور منه.
ففي الأسلوب الجديد يتم كل هذا العمل من تلقاء نفسه وبسرعة في داخل آلة التصوير, بحيث نحصل علي الصورة واضحة بعد تصويرها بدقيقة واحدة.
وهكذا كان هذا الحلم الذي طاف بعقل أحد العلماء المخترعين, سببا في ظهور آلات التصوير التي انتشرت في كل أنحاء العالم, والتي تطورت حاليا إلي التصوير الفوري بأجهزة الاتصال الحديثة.
Email: [email protected]