قالت الباحثة في الشئون السياسية، إليان بطرس: ” قبل اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية بعدة سنوات كانت المؤشرات تأخذنا نحو عالم جديد متعدد الأقطاب يظهر في مقدمته فاعلين دوليين ذات دور محوري من بينهم الصين والهند. ولا يخفى على أحد القوة الاقتصادية الكبيرة للصين وصعود الهند تدريجيًا في حين أن الولايات المتحدة تبدو بشكل أضعف مما كانت عليه.
وهو ما رسخته الحرب الروسية الأوكرانية فبالرغم من الخسائر الروسية من جراء الحرب إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا جميعهم في حالة ضعف تام في ظل ظروف اقتصادية وسياسية استثنائية.”
وأوضحت الباحثة في تصريحات خاصة لـ “وطني” أن مايحدث الآن هو حرب طويلة الأمد تساعد في تشكل النظام العالمي الجديد بعد أن كان العالم يعتمد بشكل أساسي على الولايات المتحدة، حيث فقدت نفوذها في كثير من الدول وتدهور وضعها الاقتصادي بشكل ملحوظ وهو ما ظهر في قرارات البنك المركزي الأمريكي ورفع سعر الفائدة بشكل مستمر وهو ما يزيد من تلاحم وترابط روسيا والصين ومحاولتهم الدائمة للاستغناء تدريجيًا عن التعامل بالدولار للإرتقاء في مقابل التعامل بالعملة المحلية لهم.
وأجابت “إليان” ردًا على سؤال حول نتائج العقوبات الغربية على روسيا قائلة: “سبق وأن أشارت بعض الدول الأوروبية إلى أن العقوبات التي تفرض على روسيا تؤثر بالسلب على أوروبا أيضًا، وهو ما يجعل هناك صعوبة للوصول الى حل الأزمة بفرض مزيد من العقوبات لأن الطرف الروسي لن يستسلم مقابل هذه العقوبات لأن العقلية الروسية التي تتميز بالإصرار لن تنهزم أمام عقوبات ليست الوحيدة المتضررة منها بل يئن العالم كله منها إذا ليس الحل في مزيد من العقوبات فالعقوبات تسحب روسيا لمزيد من التصعيد وليس العكس وهو ما يجعل العالم أمام خسائر كبيرة يصعب تخطيها لسنوات.”
وألمحت إليان بطرس، الباحثة في مركز جسور للدراسات الاستراتيجية، إلى أن من الطبيعي أن يتأثر الاقتصاد المصري بتلك الحرب مثل اقتصادات دول العالم المختلفة، مؤكدة على أن الأنسب لمصر في المرحلة القادمة – في وجود أقطاب متعددة – هو الحياد مع كافة الأطراف الدولية لأن الانحياز لطرف على حساب الآخر لن يكون من مصلحتنا في ضوء تذبذب عالمي سياسيا واقتصاديًا.