ارتحلت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى غزة، ثم سارت في الطريق الشمالي لشبه جزيرة سيناء، وهو الطريق الساحلي على البحر المتوسط. ويأتي هذا الطريق من رفح ويمتد حتى العريش، ثم محمية الزرانيق عند بداية بحيرة البردويل ثم يتبع ساحل البحر المتوسط حتى يصل إلى الفرما.. بيلوزيوم قديماً.. بين مدينتي العريش وبورسعيد.
استراحت العائلة المقدسة عدة أيام بالفرما من عناء السفر.. هكذا قال الأنبا زخارياس أسقف مدينة سخا الذي كتب في القرن السابع الميلادي عن رحلة العائلة المقدسة: “وصلوا إلى باب مدينة الفرما وارتاحوا هناك تلك الليلة من تعب السفر”.
وزارها الراهب “برنارد” الذي جاء من أنطاكية إلى مصر عن طريق الفرما عام 870م وشهد قائلاً: “لقد رأيت هناك كنيسة بإسم السيدة العذراء بجوار مغارتها تذكاراً لمرور العائلة المقدسة هناك”.
وذكرها المؤرخ العربي “المقريزي” عام 1441م قائلاً: “هناك في الفرما توجد كنيسة بإسم السيدة مريم العذراء، أقيمت تيمناً بمرور العائلة المقدسة في هذا المكان.”
بيلوزيوم.. الفرما الأن.. تحوى أثاراً وكنوزاً عديدة منها كنيسة دائرية تعد واحدة من خمس كنائس في العالم على الشكل الدائري، والمغارة التى مكثت بها العائلة المقدسة هناك للاستراحة من مشقة الطريق.. وجاءنا الاكتشاف الأثري الأخير التى أعلنت عنه وزارة السياحة والأثار، بقايا معبد زيوس.
كل هذا التاريخ العريق والحاضر المشرق جعل “وطنى” أن تبحث في تاريخ أول نقطة استراحت فيها العائلة المقدسة فى مصر.. وأين هى من خطة الدولة فى ظل مشروعين قوميين تقع هذه المدينة فى نطاقهما وهما مشروع إحياء نقاط مسار العائلة المقدسة فى مصر ومشروع تنمية سيناء.
موقع بيلوزيوم (الفرما)
تبعد الفرما.. بيلوزيوم القديمة، حوالى 27 كم من شرق قناة السويس على طريق القنطرة – العريش، ومسافة 25 كم شرق بورسعيد وحوالي 35 كم شرق مدينة القنطرة وعلى مسافة حوالي 8 كم شمال غرب قرية “بالوظة” الحالية.
مدينة بيلوزيوم القديمة كانت تغطي مساحة 3 كم طولاً وعرضها واحد كيلو متر، وهي من أكبر وأشهر المواقع الأثرية في شمال سيناء، كما أنها المدينة التي تقع في نهاية مصب الفرع البيلوزي القديم لنهر النيل، وبالتالي كانت ميناءً مهماً ومركزاً للتجارة للدول الأسيوية، لهذا كانت تلتقى فيها حضارات الشرق والغرب بتياراتها المختلفة وثقافتها المتنوعة.
سميت في العصر الفرعوني “با – أرمنت” وسميت في العصر الروماني “بيلوزيوم” وهذه التسمية مشتقة من “بيلاو” PELAU وعرفت أيضا بإسم “برامون” Peremaun بمعنى بيت أو معبد أمون. وفي فترة العصر القبطي عرفت باسم “برما” وفي العصر الإسلامي عرفت باسم “الفرما”. Farama
الطرق والمطارات المؤدية إلى منطقة الفرما
أثار موقع الفرما
يوضح الدكتور اسحق إبراهيم عجبان عميد معهد الدراسات القبطية في كتابه “رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر” أنه عندما نصل إلى منطقة آثار الفرما نشاهد سور حصن الفرما المدمر ويوجد حمامان رومانيان أحدهما شمال المدينة والأخر جنوبها، وبقايا معبد زيوس المكتشف قريباً ومسرح وحلبة سباق.
كذلك نجد أثار كنيسة دائرية وهي إحدى خمس كنائس في العالم على شكل دائري، غرب الفرما، وتقع غرب القلعة الرومانية وترجع للقرن الخامس الميلادي. ويعتبر طرازها الدائري من الطرز النادرة نسبياً في العمارة القبطية المبكرة. وبدأت أعمال الحفائر بها عام 1984م حتى عام 1996م
وتوجد قلعة رومانية تمت إعادة بنائها وترميمها في العصر العباسي سنة 853م وأمام القلعة يوجد مسرح روماني. وفي الجهة الشرقية من القلعة كان يوجد دير السيدة العذراء مريم، وكان يضم أكثر من 5000 راهب، تحت قيادة الأنبا إيسيذورس الفرمي 380م
كما يوجد هناك ما يسمى “تل المخزن”، ويعتبر هو الضاحية الدينية لمدينة الفرما في فترة العصر البيزنطي، وعثر به على أطلال وبقايا مجموعة مكتملة العناصر من الكنائس الكبيرة المنشأة على الطراز البازيليكي. وتضم كنيسة كبيرة شرق مدينة بيلوزيوم (الكنيسة الشرقية)،وترجع للقرن الخامس الميلادي.
وإلى الغرب من الكنيسة الشرقية يوجد ما يسمى ب “تل الكنائس” وهو تل كبير يرتفع حوالي ثمانية أمتار، على شكل دائرة قطرها 140م ويضم كنيسة يرجح أنها مدشنة على اسم القديس ابيماخوس الفرمي. وإلى جانب منها مجموعة من الكنائس، أصغر حجماً وأقدم منها في البناء.
وتوجد أيضا مغارة تسمى بمغارة العائلة المقدسة وهي عبارة عن حجرة كبيرة لها مدخل بدرج إلى أسفل ولها مخرج من الجهة الأخرى بدرج إلى أعلى، ويقال أن العائلة المقدسة استراحت هناك يوماً بليلة.
الكنيسة الدائرية
بقايا أعمدة الكنيسة البازيليكية
بقايا المسرح الروماني
خزانات المياه الشمالية الغربية من الكنيسة الشرقية
مغارة العائلة المقدسة
أحدث اكتشاف أثري.. بقايا معبد زيوس
نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع تل الفرما (بيلوزيوم) بمنطقة آثار شمال سيناء، في الكشف عن بقايا معبد للإله زيوس كاسيوس، وذلك أثناء أعمال الحفائر التي تجريها البعثة بالموقع ضمن مشروع تنمية سيناء للعام 2021-2022.
والمعبد المكتشف يقع على بعد حوالي ٢٠٠ متر إلى الغرب من قلعة بيلوزيوم و١٠٠ متر إلى الجنوب من الكنيسة التذكارية الموجودة بالموقع.
معبد زيوس
خطة الدولة لتنمية نقطة الفرما
ومن منطلق سعى الحكومة المصرية، ضمن مشروعها القومي “إحياء مسار العائلة المقدسة في مصر”، وضعت منطقة آثار الفرما – التى تقع بقرية بالوظة بمركز بئر العبد – على خريطة السياحة العالمية، لما لها من أهمية تاريخية، وكونها إحدى النقاط التى مرّت بها العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى مصر. وللوقوف على ما تم إنجازه فى المخطط الاستثماري والتنموي لمنطقة الفرما، والذى يساعد على المساهمة بجزء من التنمية الشاملة لمنطقة سيناء.. حاورت “وطني” المهندس عادل الجندي، المنسق الوطني لمشروع إحياء مسار العائلة المقدسة في مصر، ومدير عام الإدارة الاستراتيجية بوزارة السياحة، بخصوص تنمية نقطة الفرما بشمال سيناء.
ويبدأ كلامه قائلاً: الحكومة المصرية تولي اهتماماً كبيراً بتنمية شبه جزيرة سيناء وتم في الأونة الأخيرة سن عدد من القوانين التي تشجع على التنمية والاستثمار فيها. والسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وضع تنمية سيناء على رأس أولوياته منذ توليه حكم البلاد.
ولذلك فإن الدولة تواصل جهودها لتنفيذ هذه المشروعات مع توجيهات مستمرة من القيادة السياسية بسرعة الانتهاء منها.
وهذا ما حدث بالفعل لنصل اليوم إلى الانتهاء بنجاح من إعداد الخريطة التنموية والاستثمارية لمنطقة الفرما بشمال سيناء للوصول إلى المرحلة التالية وهي جذب استثمارات إلى منطقة سيناء عامة وإلى نقطة الفرما إحدى نقاط مسار العائلة المقدسة خاصة.
من ضمن الأعمال التي تمت في مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، الجزء الأول الذي تم في كل نقاط المسار، وهو يشمل تجهيز النقاط بالبنية التحتية التي يتطلبها المكان وتمهيد الطرق الآمنة التي تؤدي إلى هذه النقاط، إضافة إلى وضع يفط إرشادية واضحة على الطرق للوصول للنقط السياحية بسهولة ووضوح، وكذلك بوابات واضحة لكل منطقة على هذا المسار.
الجزء الثاني الذي تم أيضا، هو وضع مخطط استثماري لكل نقطة من نقاط مسار العائلة المقدسة.
بالنسبة لنقطة الفرما، ووفقاً للاستراتيجية الموضوعة لهذا المشروع، فقد تم إعداد مخطط استثماري لمنطقة الفرما استعدادا لدخول الشريك التنموي فيها (المستثمر من القطاع الخاص ورجال الأعمال وجمعيات المجتمع المدني)
وكما ذكرنا في استراتيجية التنمية لهذا المشروع، أنه لن يطلق مشروع “مسار العائلة المقدسة” بمفرضه في أول الأمر ولكن يتم دراسة المنتجات السياحية التي يمكن دمجها مع زيارات نقاط العائلة المقدسة، لتعظيم العائد من هذا المشروع في بدايته.
ولعمل هذا الدمج في منطقة الفرما، وجدنا بحيرة البردويل وشاطئ البحر المتوسط، لذا تم عمل فى المخطط الاستثمارى بعناصر في أربعة مراكز تنموية في المنطقة للجذب السياحي.
أولاً موقع الأثري نفسه، والذي انتهينا من تطويره وفتح الطرق من حوله ورصفها.
ثانياً مركز خدمي للزائرين ومركز للتسوق والاسترخاء أثناء زيارة المكان. وتم التخطيط له بمستوى عالمي ليلائم المشروعات المثيلة دولياً، حيث يحيط به منطقة بازارات ويتوسطها حدائق مفتوحة للاسترخاء في الموقع.
ثالثاً مركز للسياحة العلاجية والبيئية على بحيرة البردويل، استغلالاً لإمكانياتها وتمشياً مع طبيعة السائح الذي يزور هذه النقاط من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والقادمين للسياحة العلاجية أيضا، وهذا المركز يبعد حوالي 15 كيلو من الموقع الأثري.
رابعاً مركز لمنتجعات سياحية شاطئية على البحر المتوسط مباشرة، يخدم السياحة الشاطئية وله طبيعة خاصة في تصميمه ليلائم شريحة السياح من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة للاستمتاع بزيارتهم الشاطئية في مياه البحر المتوسط.
هذا المخطط يعكس نفس التوجه الاستراتيجي بإطلاق المشروع تحت مسمى سياحة روحانية وهذا أشمل من إطلاقنا عليه مسمى سياحة دينية، ومن هذا المنطلق تم تنمية المحيط الأشمل للفرما كلها، هذه النقطة المباركة بأربع مراكز سياحية. وضماناً أيضا لتفاعل سكان المنطقة المحليين وخلق لفرص عمل بتنمية الموقع الأثري والإطار العمراني المحيط.
المخطط الإستثماري لمنطقة الفرما
مركز خدمي لمنطقة الأثار بالفرما
مركز السياحة العلاجية على بحيرة البردويل
مركز لمنتجعات السياحة الشاطئية على البحر المتوسط
ماذا تم تنفيذه على أرض الواقع؟
أوضح الجندي ما تم تنفيذه على أرض الواقع قائلا: أولاً تم الانتهاء من تنمية الموقع الأثري نفسه وفتح الطرق والدروب المؤدية له.
ثانياً تم تصميم والانتهاء من مسارات السير داخل الموقع الأثري مرقمة بوضوح لإرشاد السائح كيفية الانتقال من تل الكنائس إلى موقع خزانات المياه أو الصوامع ومنها إلى موقع معبد زيوس المكتشف حديثاً.
ثالثاً وضع علامات مرورية على الطريق من أول أنفاق الإسماعيلية وأنفاق بورسعيد ترشد إلى موقع الفرما كنقطة من نقاط مسار العائلة المقدسة بأيقونة ثابتة للعائلة المقدسة تظهر في كل النقاط وعلى الطرق المؤدية للنقاط.
رابعاً تم عمل نقطة حراسة لمراقبة الموقع ومتابعته وخدمة الزائرين، إضافة إلى البوابات المزودة بماكينة الأكس راي للتفتيش وكشف المعادن والمتفجرات.
حالياً يتم تجهيز الطريق الواصل بين بورسعيد وموقع الفرما، لتحويله مزدوج بطول 20 كيلومتر. وما يؤكد ذلك زيارات اللواء عادل غضبان محافظ بورسعيد خلال الأيام القليلة الماضية لمتابعة الأعمال، وتعاونه مع محافظة شمال سيناء في نقطة هامة بينهما.
خامساً تم الانتهاء من المخططات الاستراتيجية من قبل وزارة السياحة والأثار، وعرضها على رئيس الوزراء أكتوبر الماضي واعتمدت للتنفيذ. ولكن يتم الإعلان عن هذه المخططات الاستثمارية فور افتتاح النقطة السياحية بشكل رسمي، من خلال وزارة السياحة والأثار أو وزارة الإستثمار أو وزارة التنمية المحلية.
وتم تحديد الإشتراطات العمرانية والمواصفات والمساحات والتكاليف الاستثمارية لكل عنصر من عناصر التخطيط محل الدراسة. وننتظر الضوء الأخضر للإعلان عن كل ذلك وبدء العمل بعد افتتاح النقطة نفسها.
هل تقوم الدولة بإقامة هذه المشروعات أم المستثمرون؟
وشرح عادل الجندي أن هذا المشروع الضخم سيتكلف المليارات، وإسهام الدولة انحسر في تجهيز البنية التحتية الأساسية لنقاط المسار، ويمثل حوالي 25 % من إجمالي حجم الاستثمارات حتى ينتج تنمية حقيقية لهذه المناطق. وبالتالي فإن الدولة تسعى لخلق الفرصة الاستثمارية للقطاع الخاص والمجتمع المدني لإقامة هذا المشروع الضخم.
وهذه الفرص الاستثمارية ستكون عن طريق طرق هذه المشروعات في مزيدات أو مناقصات يتقدم لها القطاع الخاص لإنشاء المشروعات السياحية.
أي محافظات مصر تخدم نقطة الفرما.. شمال سيناء أم بور سعيد ؟
إدارياً الفرما تتبع محافظة شمال سيناء، لكن موقعها قريب جداً من محافظة بورسعيد.. وإحدى الطرق التي تصل إلى الفرما يكون من ناحية بورسعيد وهذه المحافظة تعتبر النقطة اللوجيستية التي توفر الخدمات للفرما والتى تخدم هذه النقطة على المسار .
فمن أهم المزارات التي يمكن أن تكون على خريطة المزارات السياحية الإضافية للسائح الروحي، خاصة السائح الأوروبي، بجوار الفرما، هي الكنائس الكاثوليكية القديمة التي مازالت موجودة حتى الأن بمحافظة بورسعيد. إضافة إلى مقابر الروم الأرثوذوكس ومقابر اليونانيين التي تعتبر مزار للمشاهدة أيضا لوجود تماثيل رائعة تظهر بمختلف أحجامها أثناء التجول وسطها. ومدينة بورسعيد نفسها كمدينة تاريخية تحكي عن قصص ترتبط بالفرنسيين والإنجليز والكثير من الشعوب التي تجعل بها دافع قوي للزيارة.
ومن ناحية أخرى، من المشروعات المقرر دراستها في محافظة سيناء، والتي ستدعم تنمية الفرما هي تنمية سياحة اليخوت والتي يتم دراستها في العريش، ودراسة حركة اليخوت والسفن والبواخر من البحر المتوسط مروراً بالنيل لزيارة أغلب نقاط مسار العائلة المقدسة التي تقع على ضفاف النيل.
ما الخطوات التي تتطلبها الفرما في الوقت الحالي؟
التركيز على الترويج السياحي وإبراز الاكتشافات الحديثة في المنطقة وكذلك عرض الأثار الفريدة الموجودة بالمنطقة. لخلق تحفيز للسائح لزيارة المنطقة.
إضافة إلى مواكبة تكنولوجيا العصر في الترويج بالواقع الإفتراضي لمنطقة الفرما، للتجول الافتراضي حول الأثار الموجودة.
كذلك استخدام الرسومات الموثقة والمخطوطات مع تقنيات الليزر والهولوجرام لإظهار الأجزاء المندثرة من الأثار أمام السائح حتى يتخيل ما كان عليه هذا المكان من قديم الزمان.
وهذه التقنيات لا تستخدم فقط في الفرما بل يمكن استخدامها في الخمس نقاط التي تسبق الفرما على مسار العائلة المقدسة. ومن هنا نخلق مزار من الواقع الافتراضي يستطيع السائح أن يزوره وكذلك ينتج عنه تنمية مجتمعات أخرى حول المنطقة.
وهنا نطرح أفكار متعددة لإستخدام التكنولوجيا لخلق نقاط جذب سياحي على مسار العائلة المقدسة وننتظر المستثمرين لإقامة هذه المشروعات الجاذبة للسياح.
من هو المجتمع المحيط بالفرما وما طبيعته؟
المجتمع في الفرما هو مجتمع بدوي سيناوي له عادات وتقاليده الخاصة، وهذا المجتمع هو من طلب بتنمية سيناء ولهم ممثلون عنهم في مجلس النواب من أجل توفير فرص عمل ورفع المستوى الاقتصادي لمحافظتهم.
وتم عمل بحث اجتماعي لهذا المجتمع ومعرفة احتياجاتهم ومدى قبولهم لوجود سياحة حولهم، وتحديد تعدادهم الذي يتراوح ما بين 7 إلى 10 آلاف نسمة لأن بالمرور في المحور المؤدي إلى الفرما يتم المرور على قرية بالوظة وقرية رمانة وقرية دير العبد، وهؤلاء هم المستفيدون المباشرون لهذا المشروع بالفرما.
وللاقتراب أكثر من البيئة المحيطة ومعرفة طبيعة سكان المنطقة واحتياجاتهم تواصلت “وطنى” مع الدكتورة سهام عزالدين جبريل، عضو المجلس القومى على مستوى الجمهورية وعضو زمالة أكاديمية ناصر العسكرية، وعضو مجلس النواب عن سيناء سابقا.. وصرحت قائلة: طبيعة اهل المنطقة السكان المحليين هم مجتمع متعدد من قبايل بدوية وعائلات حضرية لها تاريخ ودور وطني لحماية وتأمين المنطقة وبين أسر ومجموعات من الشباب أتت من محافظات الوادي لتشارك في إدارة عجلة التنمية على أرض سيناء بعد اكتمال تحريرها في ١٩٨٢م واختارت مدن سيناء مقراً واستقراراً لها وكونت أسراً وأصبح جزءاً من مجتمع سيناء وحدث اندماج اجتماعي بين كافة أطياف المجتمع واصبحت هناك علاقات تزاوج وعلاقات اجتماعية وإنسانية ومصالح اقتصادية يشارك فيها كافة سكان المنطقة كافة.
هناك تنوع للمهن حسب طبيعة السكان فمهنة الزراعة والتجارة أحد أهم المهن وأما الصيد فيرتبط بالمدن التي تقع على شاطي البحر وأيضا بحيرة البردويل.
إلى جانب الصناعات المحلية والحرفية والبيئية والتراثية التي تنتشر بين سكان المنطقة وتحترفها كثير من الأسر خاصة النساء بجانب الصناعات المنزلية والتربية الداجنة وتربية الأغنام. أهمها المشغولات اليدوية والتراثية و منتجات البيئة البحرية والزراعات وحفظ التمور وصناعة العجوة وحفظ الأسماك وتقشير الجمبري وزراعات الاعشاب الطبية وتجفيفها وزراعة الحمضيات والخوخ والتمور والتين والزيتون وإستخراج الزيوت من عصر الزيتون والصناعات الخاصة بالتخليل وحفظ الفواكة و الحمضيات.
مشروع مقترح لمركز ثقافي في نقطة الفرما
على جانب أخر، عرض الأستاذ الدكتور سامي صبري، بقسم العمارة جامعة القاهرة وعميد معهد الدراسات القبطية سابقا، التصميمات المعمارية المقترحة منه لعمل مركز ثقافي في نقطة الفرما وهذا ضمن مشروع مقترحات لتطوير نقاط المسار.
قال “صبري”: معظم المشروعات التي توجد في وسط الأحياء العمرانية يتم عمل فيها عناصر ومكونات تخدم المجتمع المحلي المحيط بالكنيسة، وكذلك السياح الوافدين على المكان.. ويتكون من عناصر منها: قاعة متعددة الأغراض، مكتبة، وكذلك يمكن العمل على إنشاء مركز لإحياء الحرف مثل الحياكة والتطريز أو الشغل على النول أو الجريد أو رسم الأيقونات، وخدمات أخرى متعددة هدفها الإرتقاء بالمجتمع المحلي اجتماعياً وثقافياً إلى جانب إتاحة فرص عمل أفضل. هذا بالإضافة إلى تنسيق الموقع حول الأثر وتوفير مواقف انتظار للسيارات والأوتوبيسات السياحية، مع تخصيص مدخل خاص لكبار الزوار وتوفير منطقة استعلامات وبيع هدايا تذكارية واستراحة ودورات مياه.
ومن هنا قدم الدكتور سامي صبري مقترح لمشروع البيلوزيوم وهو مركز ثقافي مقترح لنقطة الفرما.
عناصر المشروع: تبلغ مساحة المشروع المقدم 8200 متر مربع، ويتكون من ثمانية أجنحة من طابق واحد أو طابقين تحيط بساحة مركزية ونافورة. والأجنحة هي: المدخل والإدارة، وقاعة متعددة الأغراض (سعة 270 شخصًا) ، و 6 قاعات للندوات (سعة 12 فردًا) ، ودار ضيافة (سعة 43 ضيفًا) مع منطقة لتناول الطعام ومطبخ، وقاعة معارض، ومكتبة، ومتحف.
فكرة المشروع: تم تصور المجمع المقترح كمبنى ضخم مختلف عن المناطق المحيطة على شكل مربع 70 × 70 متر له سور شبه الحصن بمدخل واحد وأربعة أبراج زاوية كجزء حيوي من المبنى. وهذا الشكل نتج تأثر بمفهوم القلعة الفرعونية والمعبد الجنائزي ، وأديرة الصحراء المسيحية ، وقصر المسلمين ورباط الصحراء.
تم عمل بوابة مدخل مركزية واحدة فقط للمشروع بأكمله، يحيط بها ويبرزها برجان مستوحيان من مداخل المعابد الفرعونية وباب النصر في القاهرة الفاطمية.
التقسيم الفراغي للمشروع: تم توزيع الفراغات بحيث تكون كلها محيطة بالساحة المركزية نظرًا لمركزيتها وحجمها (660 مترًا مربعًا). وتتجمع جميع الأجنحة حول الساحة ، وتشكل ترتيبًا متعدد النواة – وهو نمط نموذجي فب الفراغات البيزنطية والقبطية ؛ وكذلك مسجد السلطان حسن، والقاهرة التاريخية كانا ملهمًا بذلك أيضًا.
يتكون نظام أسقف المشروع بشكل أساسي من مجموعة متنوعة من الأشكال المنحنية: قباب بسيطة ، قباب ضحلة ، قباب على أسطوانة ، أقبية أسطوانية ، وأقبية متعرجة. يتم إنشاء تسلسل هرمي واضح في الطول والكتلة.
توفر الاختلافات في الارتفاع والتفاعل بين القباب والأقبية إضاءة وتهوية طبيعية مناسبة، وتهيمن قبة المتحف على جميع القباب الأخرى، لأهميته عن باقي الفراغات الوظيفية.
المخطط المقدم يركز على المؤثرات المهمة من الحضارات المتعاقبة التي مرت بتاريخ مصر، وتؤكد جمال تداخلهم مع بعض في تكوين معماري واحد مميز.
وبعد طرح كل هذه الجوانب هل ستكون نقطة الفرما على مسار العائلة المقدسة هى حجرالزاوية لتنمية سيناء بما تحوية من تاريخ عريق ومؤشرات لمستقبل مشرق…الاجابة ستأتينا من تحركات الجهات المعنيه فى الايام القادمة.
بقايا سور قلعة الفرما وأبراجها