أحيت الأمم المتحدة، اليوم الدولي لحفظة السلام بتكريم ذكرى من لقوا حتفهم أثناء خدمتهم في بعثات حفظ السلام، بمختلف أنحاء العالم، والإشادة بالمساهمة القيمة التي يقدمها الأفراد النظاميون والمدنيون في عمل المنظمة، ولتكريم أكثر من 4200 من أفراد حفظ السلام الذين قضوا في أثناء أداء واجباتهم، تحت راية الأمم المتحدة منذ عام 1948.
وخلال فعالية رفيعة المستوى عُقدت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الخميس، منح الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جويتريش، “وسام النقيب مباي دياني للشجاعة الاستثنائية” لعائلة النقيب التشادي الراحل عبد الرزاق حامد بحر.
وتحدث الأمين العام عن الشجاعة الاستثنائية التي أبداها النقيب التشادي عبد الرزاق الذي قتل أثناء خدمته في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)
كان بحر يعمل في معسكر أجويلهوك في الشمال الشرقي عندما تعرض المعسكر لهجوم من قبل مجموعة إرهابية مسلحة حاولت الاستيلاء على القاعدة والمخيمات المجاورة.، قاد الضابط التشادي هجوما مضادا جريئا للدفاع عن المعسكر، وحماية أرواح زملائه، ومنع وقوع إصابات بين المدنيين، لكن أثناء محاولته تأمين المنطقة المحيطة، لاحظ أن مهاجمين مسلحين كانوا يدخلون منزلا مجاورا.
عاقدا العزم على ضمان عدم إلحاق الضرر بزملائه والسكان المدنيين، قاد النقيب عبد الرزاق عملية، بمفرده، لتطهير وتأمين المنزل، لكنه قُتل.
وأضاف الأمين العام: “يواجه حفظة السلام التابعون لنا تحديات كبيرة ومتنامية. تصاعد التوترات السياسية، تدهور الأوضاع الأمنية، تهديدات أكثر تعقيدا من أي وقت مضى، من الهجمات الإرهابية إلى الجريمة المنظمة إلى العبوات الناسفة، وتصاعد في المعلومات الخاطئة والمضللة التي تنشر الكراهية وتغذي العنف، على الرغم من هذه المخاطر،فإن أفراد قوات حفظ السلام الأممية يواصلون عملهم، بلا كلل، وفي أصعب الظروف.،إنهم يتكيفون مع المواقف سريعة التطور على الأرض. ويبتكرون باستمرار وسائل لحماية الفئات الأكثر ضعفا- بينما يمثلون مجتمعنا العالمي المتنوع. إنهم يروجون لأعظم مهمة على الإطلاق – السلام. أنا فخور جدا بعملهم”.
من جانبه، قال جان بيير لاكروا مبعوث الأمم المتحدة للسلام:” السلام، إن حفظة السلام، الذين يخدمون حاليا في عمليات السلام، البالغ عددهم 87 ألفا، يعملون على حماية الأشخاص المستضعفين ويدعمون وقف إطلاق النار، ويمنعون العنف ويستجيبون له، ويحققون في انتهاكات حقوق الإنسان، ويدعمون استعادة سلطة الدولة، ويساعدون في بناء السلام، والتعافي، والتنمية.
“كما نسمع في العديد من الأماكن، من السكان الذين يقومون بحمايتهم، فإن أفعالهم تنقذ الأرواح وتحميها” مشددا على أنه ما من طريقة أفضل لتكريم ذكرى أولئك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الآخرين سوى مواصلة عملهم النبيل. “سنفعل ذلك لتحقيق السلام والتقدم والازدهار لجميع الشعوب”.