النجاح له ألف أب وله عائلة ونسب وحسب وله أصدقاء وأقارب ومشجعون هكذا أي شيء ناجح سنجد من يحارب في نسبه إليه أو إلي أحد أقاربه وسنجد أن القرعة تتباهي بشعر بنت أختها مثل شعبي أي حتي الذين لا ينتمون لهذا النجاح سوف يباهون بأنهم أقرباؤه هكذا طبيعة الأشياء الناجحة ليس في بلادنا فقط ولكن في بلاد أخري تنتمي لنفس ثقافة شعب المحروسة.
أما الفشل فياويله ويا ويل صاحبه وأهله وإن كان الجميع سيعلنون براءتهم منه ومن أهله ومن أصحابه!! فالفشل لا أب ولا أهل له!!
وينطبق هذا التشبيه أو هذه الثقافة علي كل مجريات الحياة المصرية سواء في السياسة أو في الاقتصاد أو في الحياة الاجتماعية المصرية فالنكسة في عام 1967 أبوها جمال عبدالناصر والنصر عام 1973 له ألف أب رغم أن الأمور واضحة ومعلومة ومقروءة وكتبت بكل الأقلام والتوجهات ونعلم جميعا بأن الهزيمة عام 1967 دلعناها باسم النكسة ونظرنا للنكسة علي أنها مفاجأة مرضية كإنفلونزا الطيور التي تعاني ويعاني منها مربو الدجاج في كل قري ونجوع مصر ومن المستوي القومي والوطني إلي المستوي الأقل فنجد أن العشوائيات في مصر ليس لها (أب) هل هي المحليات أم الفساد في الإدارات الهندسية أم في غياب التخطيط العمراني في المحروسة علي مدي عقود من الزمن أما النجاح في المدن العمرانية والمدن الصناعية الجديدة فهناك مائة أب وأب!
كما أن التسيب في الأسواق ومعاناة الشعب المصري من الارتفاع الوهمي للأسعار في بعض السلع لا أب له!! ولكن قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية فله أكثر من أب!! ونسعي لتطويره حتي نجد أبا شرعيا لظاهرة ارتفاع بعض أسعار السلع بجشع يفوق سعر التكلفة بمئات المرات!!
والدعم الذي يذهب كالريح بين مستحق وغير مستحق لا نجد له أبا!!
رغم أن هناك من السبل ومن الوسائل ما يمكن أن نوجه به الدعم لمستحقيه وأن نحصر غير المستحقين ليمتنعوا طواعية عن استهلاك الدعم غير المخصص لهم بمائة طريقة كأن نرفع قيمة السلعة عند استهلاك غير المستحق لها كالبنزين مثلا أو الغاز أو الخبز أو الزيت والسكر!! ولكن هنا الأب لا نجد له عنوانا الأب مسجل هارب!! في سجلات البحث عن غير المستحق للدعم!!
كل شيء له حل في مصر بس مفيش نفس للتنفيذ!!
هذا هو مربط الفرس!!