تناولت دراما رمضان هذا العام مجموعة من المشاكل التي تتعرض لها المرأة منذ طفولتها. ناقش مسلسل فاتن أمل حربي مجموعة من القضايا التي تواجه المرأة مع قانون الأحوال الشخصية فنجده تناول مشكلة في الميراث مع إخوتها وقضية الطلاق والنفقة وسقوط حضانة الأم بزواجها من رجل آخر والمعاملة السيئة من بعض الأزواج لزوجاتهم ورفضهم منحهم الطلاق.
سلط المسلسل الضوء علي نظرة المجتمع الذكوري للمرأة باعتبارها مواطنة من الدرجة الثانية ونجح في تجسيد معاناة كثيرة من السيدات كما تناول مسلسل العائدون مشكلة رغبة الأهل في إنجاب الولد دون البنت وتأثير ذلك علي نادين بطلة المسلسل وسعيها الدائم إلي تحقيق ذاتها ونجاحها وبحثها عن الكمال وعدم السماح لنفسها بالخطأ أو الفشل لتثبت لمن حولها أنها بمئة رجل.
نحن نعاني في مجتمعاتنا من مجموعة من العادات والتقاليد ترسخ النظرة الدونية للمرأة وتؤكد هذه الفكرة مجموعة من الأعمال الفنية التي تصور المرأة في أضعف صورها ونتيجة للتربية الخاطئة في بعض الأحيان يرسخ هذا الفكر داخل الفتاة حتي تكبر وتشعر أنها درجة ثانية في المعاملة عليها السمع والطاعة.
شعرت بهذه الحقيقة عندما تقابلت مع صديقة لي لم أرها منذ وقت طويل حكت لي أن الله رزقها بولد وبنت بعد وفاة زوجها واهتمت بتربيتهم ولكنها اهتمت بالولد أكثر لأنه رجل المستقبل فقد كانت تدلله وتستجيب لكل طلباته ودون أن تدري غرست فيه الأنانية والقسوة اعتقادا منها أن هذا يساعد علي تحمل المسئولية ومرت الأيام وتزوج ابنها ليطبق ماتربي عليه من قسوة مع زوجته وأنانية وبخل والغريب إنها كانت سعيدة بهذا لأنه رجل يحكم بيته ويأمر والكل يطيعه بالرغم من شكوي زوجته المستمرة من سوء المعاملة, واستكمل صديقتي: حصدت ما زرعت فقد تزوجت ابنتي من رجل مشابه لابني في التربية وتعيش معه في جحيم من إهانة وضرب وطرد لها هي وطفلها, وأضافت: زارتني زوجة ابني منذ يومين لتخبرني أنني السبب في تعاستها لتربية رجل أناني بخيل في المشاعر علي أقرب الناس إليه ومعاناتها من قسوة وإهانة وضرب وتركتني وهي تقول إنها لن تسامحني طول حياتها وبالرغم من تكرار القصة إلا أن ما لفت نظري أن هناك أسر تربي أبنائها علي السيطرة والتحكم وتنسي أن ما تزرعه لا تحصدهه بمفردها ولكن يحصده أيضا كل من يتعامل أبنائها فنفرح بتدليل أبنائنا وتلبية احتيلاجاتهم ونظن أن هذا يجعلهم أبناء أسوياء لكننا لا ندري أننا ننشئ أطفال أنانيين اعتادوا الأخذ دون العطاء يفرحون بتملك الأشياء والأشخاص وعدم المشاركة كما تزرع هذه الأسر داخل الفتاة إحساس الدونية وعدم التقدير فتنشأ فتاة ضعيفة مستسلمة تتنازل عن حقها بسهولة يجب أن ننتبه فنحن بحاجة إلي تربية فتاة قوية تعرف أن تقول لا لأيإهانة وترفع صوتها للمطالبة بحقوقها وتظل تنادي حتي تتغير تلك النظرة إليها وتحصل علي كل حقوقها.