أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك ما أسماه إنجازاً كبيراً، حققته قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي المنطقة المتنازع عليها في جنوب السودان (يونسفا).وأوضح دوجاريك أن بعثة يونسفا تمكنت من التوسط في اتفاق سلام بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك.
وأكد دورجاريك أن زعيما القبيلتين يلتزمان بتحقيق سلام دائم في منطقة أبيي، بالحوار لحماية الناس والممتلكات، و قاما بدعوة بعثة الأمم المتحدة إلى تمكين الحوار المستمر بين المجتمعات لإيجاد حل مستدام لقضية أبيي ومواصلة حماية المدنيين في المنطقة.
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن التوقيع على الاتفاق تم في نهاية مؤتمر سلام استمر ثلاثة أيام، سهلته بعثة الأمم المتحدة، وعُقد في عنتيبي بأوغندا.
تعهد المبعوث الخاص للقرن الأفريقي، حنا تيتيه، “بمواصلة العمل مع اللاعبين الرئيسيين لإيجاد حل للوضع النهائي لأبيي”.
وتعود وقائع الصراع بين القبيلتين الى عام 1905 حينما كان عرب المسيرية الرعاة يقصدون المنطقة الغنية بالمراعي قرب نهر بحر العرب حيث الأراضي خصبة لأبقارهم ويقيمون فيها من ستة إلى سبعة أشهر كل عام، ويعدونها موطنا لهم.
وترفض قبيلة دينكا نقوك المقيمة قرب النهر طوال العام تسمية النهر ببحر العرب فهم يسمونه نهر كير ويقولون إن أبيي وحقولها النقطية ملكهم وحدهم ويعدون المسيرية ضيوفا في هذه المنطقة.
وخضعت العلاقة بين الطرفين منذ عشرات السنين للتوتر في بعض الأحيان والهدوء في أحيان أخرى، بسبب التنافس على الرعي والموارد الطبيعية في المنطقة، غير أن الصراع بين القبيلتين اتخذ بعدا جديدا شكلته حسابات السياسة لتتحول طبيعة المشاكل في المنطقة والتي كانت غالبا تخضع لقانون القبيلة، إلى صراع مسلح بين قبيلة المسيرية والجيش الشعبي لتحرير السودان التابع لحكومة الجنوب.