وقعت الحرب في أوكرانيا بين روسيا والغرب ووقعت حرب أخري موازية علي صعيد الغذاء تضررت منها ما لا يقل عن 30 دولة فقيرة ونامية بعد توقف خطوط استيراد الحبوب, ومنها مصر التي تصنف بأكبر مستورد للقمح.
لا أحد ينكر جهود الدولة لزيادة الرقعة الزراعية بعد أن التهم التسيب والفساد بالمحليات بامتداد عقود أكثر من مليوني فدان استبدلت بمبان خرسانية ومن ثم هبط الإنتاج وأصبحنا علي رأس قائمة الدول المستوردة!!
الأزمة تتطلب جهدا مكثفا من الدولة لتسريع كل مشاريع التطوير بحيث تطالعنا الحكومة بعد عامين أو ثلاثة علي أكثر تقدير بخبر تحقيق هدف الاكتفاء الذاتي من الحبوب وبالصدارة القمح, ولدينا بمصر عقول مفكرة ومبتكرة لا تعد ولا تحصي, فقط تحتاج الدعم الكامل لكي نجني الثمار.
الدولة تسير علي الطريق الصحيح ولأول مرة منذ سنوات, لكن الخطة في احتياج لتركيز مكثف ولدينا أمثلة كثيرة ناجحة, فلدينا من أحدث النجاحات ما حققه دكتور حمدي الموافي رئيس المشروع القومي لتطوير زراعة الأرز, وقد فازت مصر مؤخرا علي 20 دولة في معرض جنيف للابتكارات لعام 2022 باستنباط صنف أزر سخا سوبر 300 العملاق الذي يتحمل ندرة المياه.. وهنا الابتكار حيث يستهلك الأرز دون غيره من المزروعات كميات وفيرة من المياه.
والمعروف أن وزارة الزراعة لعامين خفضت مساحات زراعة الأرز بسبب أزمة سد النهضة.. وحاليا ننتج 80% من استهلاكنا من الأرز ويتم استيراد الباقي.
لكن تطبيق الابتكار الجديد جدير بأن يصنع الفرق فننتج من الأرز ما يسد الاستهلاك المحلي والتصدير.
ولا يخفي دور الأرز حيث يخفض من استهلاك الخبز, فالأرز والقمح وباقي الحبوب كلها محاصيل تصنف الدول بالناجحة أو لا قدر الله بالفاشلة.
ولنعمل بالمقولة الشهيرة من يملك قوته يملك قراره.. وكم علمتنا السياسة أن الضعيف لا مكان له, فعندما تقع الأزمات لا يدري الخطوة التالية: هل يقف في هذا المعسكر أم في الآخر.. والاثنان لهما من العواقب إيجابياتها وسلبياتها!!
مصر بدأت تتعلم الدرس في السنوات الأخيرة وتدرك أن تسريع البرامج التنموية يصنع المعجزات فلا مكان في عالم اليوم لضعيف أو متخاذل أو متردد.