مشكلات صحية متلاحقة وظروف طاحنة تحت هذا العنوان طرحنا في باب إحنا معاك في عدد 25 أغسطس 2019 مشكلة شابة في الثلاثينات من عمرها ولديها إعاقة حركية-شل أطفال- وتعرضت لمعاناة ومتاعب متلاحقة وعمليات جراحية لفترة تجاوزت 25عاما, ولاتزال تعاني…نشرنا آنذاك عن احتياجها لبعض المعينات علي الحركة حتي تستطيع الحركة داخل المنزل بمساعدة بسيطة, وهو ما تم توفيره من خلال دعم القراء لها, تواصلت معنا هذه الشابة مجددا في باب إحنا معاك الأسبوع الماضي بسبب معاناة شديدة تتعرض لها, حيث أصيبت القدم اليمني بتقرحات تم تشخيصها في البداية علي أنها التهاب بالعظام, وتناولت العقاقير علي هذا الأساس لكن اللالتهاب لم ينته بل علي العكس أصبح هناك صديد بأصابع القدم, وتم تشخيصه علي أنه خراج, وكتب لها الطبيب مضادات حيوية ومضادات للالتهاب لمدة تقترب من شهر وتناولتها, ولكن هذا الأمر قليلا ليعود مجددا نفس الألم والتقيح بالقدم, وفي زيار للطبيب الأسبوع الماضي طلب إجراء بعض الفحوصات والأشعة العادية علي القدم للتأكد مما إذا كانت المشكلة خراجا أو التهابا بالأصابع أم هناك مشكلة داخلية بالعظام, وبعد إجراء الأشعة العادية بالمستشفي الحكومي المجاور لها أوضح الطبيب أن الأشعة غير واضحة بالشكل الكافي, وأنها تحتاج إلي إجراء أشعة مقطعية علي القدم للتأكد من سبب المشكلة ليكون التدخل إما علاجيا للعظام أو جراحة بالقدم لتنظيف التقرحات.
تحدثت ك-م إلي إحنا معاك قائلة: لقد أصبحت في دائرة مفرغة من المتاعب والألم المستمر, والذي يزيد من معاناتي هو الضغوط المادية بسبب الفحوصات الطبية المستمرة والأدوية والذهاب إلي الأطباء, وكان لدي أمل في أنني حينما أقوم باستخرام بطاقة الخدمات المتكاملة أن يتم توفير العلاج لي بالمجان أو بتكاليف رمزية, وهو ما لم يحدث, فحينما ذهبت إلي المستشفي الحكومي المجاور لمنزلنا وأوضحت لهم أنني لدي بطاقة الخدمات المتكاملة الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة لم يتم توفير أي ميزات بناء علي ذلك, وقال لي أحد العاملين بأنها لم تفعل بعد, وعندما أخبرتهم بأني لدي بطاقة الخدمات المتكاملة كانت النتيجة أنهم قاموا بإجراء الأشعة العادية دون انتظار للدور وهم يقولون لباقي الموظفين والتمريض دي معوقة فهل هذا هو الذي أنتظره…؟!.
وأضافت:والدي ووالدتي علي المعاش ومصاباين ببعض الأمراض ولا يستطيعان تحمل دائرة الألم المستمرة والذهاب إلي الأطباء والمستشفيات وإجراء الفحوصات, بالإضافة إلي أنني لا أعمل, فبالرغم من حصولي علي مؤهل عال, ومعاناتي لسنوات طويلة حتي تخرجت في الجامعة, حيث إنني أعاني من إعاقة حركية منذ الطفولة المبكرة وحالتي الصحية تحتاج لمتابعة بشكل دوري بالإضافة إلي إجراء العديد من العمليات الجراحية علي مدار سنوات عمري, حتي إنني كنت أستذكر دروسي أحيانا كثيرة وأنا علي الفراش في فترات ما بعد العمليات الجراحية التي كانت تمتد أحيانا كثيرة إلي 5أو 6أشهر متتالية.
بحثت عن عمل عدة أعوام إلي أن قدمت طلبا للعمل في إحدي المدارس الحكومية بالحصة, وكان ذلك في عام 2009بعد تخرجي بأربعة أعوام كاملة, واستمررت في العمل بالحصة لمدة 3 سنوات متتالية بالمدرسة إلي أن تم عمل عقد لي بالمدرسة يتم تجديده سنويا أملا في التعيين فيما بعد, ولكني فوجئت في 2016 بأنهم عند التثبيت والتعيين يطلبون شرطا أساسيا وهو الحصول علي مؤهل تربوي, وهو الأمر الذي كان هناك استحالة آنذاك في الحصول عليه لإجراء عملية جراحية كبيرة, والآن المؤهل التربوي كان يتم دراسته بالجامعة وهي مسافة كبيرة بين محل إقامتي والجامعة, وقدمت استغاثة آنذاك لوزارة التريبة والتعليم والمجلس القومي لشئون الأشخاص ذوي الإعاقة أملا في أن يتم استثنائي من هذا الشرط ولو بشكل مؤقت علي أن يتم تأجيل شرط الحصول علي مؤهل تربوي لفترة لاحقة بعد التعيين لكن لم يحدث ذلك…وبعدها تدهورت حالتي الصحية بعد إجراء عدة عمليات, ولم يعد لدي حاليا القدرة علي العمل, وحتي معاش تكافل وكرامة لم أحصل عليه.