على هامش المؤتمر العلمى الدولى لكلية الإعلام، شهدت كلية الإعلام بجامعة القاهرة اليوم 30 / 5/ 2022 تنظيم حلقة نقاشية تحت عنوان “الإعلام التنموى وقضايا الإصلاح فى مصروالعالم العربي”، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للإعلام، تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت،رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة هويدا مصطفى عميد الكلية، والدكتورة وسام نصر، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر.
التنمية أكثر الكلمات التي أسيئ استخدامها
فى البداية، قال الدكتور حسن عماد مكاوى، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ورئيس المائدة، إن التنمية من أكثر الكلمات التى تستخدم فى المنطقة العربية وأكثر إساءة فى الاستخدام أيضا، موكدًا أن التنمية المستدامة موضوع مهم بالنسبة لمصر والعالم العربى كله ولا أى نظام ديمقراطى يسعى للاهتمام بالإعلام كما أن التنمية المستدامة عملية مستمرة وليست منفصلة.
البعد السياسي يغفل البعد الاجتماعى
فيما أعرب الدكتور سامى الشريف، أن أى نظام ديمقراطى يجب أن يهتم بالإعلام لأنه محور عملية التنمية، فمعظم الدول التى اهتمت بالبعد السياسي أغفلت البعد الاجتماعي للديمقراطية، مضيفا أن الإعلام نفسه يستحق التنمية والإصلاح لكى يكون مؤهلًا للقيام بدوره فى إحداث التنمية، في الإعلام حاليا يعتمد على الإثارة بشكل كبير.
غياب الدور الفاعل للإدارة
وأكد الدكتور حسن على، أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة السويس، أنه لكي يصبح للإعلام دورًا فاعلًا فى التنمية يجب الاهتمام أولا بإصلاحه، مشيرًا إلى أهمية التطوير التقني فى الإعلام وأن أوجه القصور تتمثل فى غياب الدور الفاعل للإدارة التى تنظم الفكر التنموى وليس غياب الخبرة أو الكفاءات، في النقابات المهنية تعانى من اضطراب فى إدارة المنظومة الإعلامية ويحتاج الأمر إلى تشريعات جديدة.
الربط بين التنمية والإصلاح
وأشارت الدكتورة هبة شاهين، رئيس لجنة قطاع معاهد الإعلام واللغات بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، إلى أهمية الربط بين التنمية والإصلاح باعتبارهم شق أساسي للتنمية، وأن التنمية ليس أساسها العنصر الاقتصادى بل أبعاد أخرى مثل التعليم والإعلام، معربة عن أهمية الإعلام الإقليمي ودوره الرئيسي فى التنمية من خلال النظر إلى قضايا الأمية والفقر، مع ضرورة الارتقاء بالذوق العام للمشاهد.
النزول إلى الشارع لرصد آراء الجمهور
وترى الدكتورة رباب عبد الرحمن، الأستاذ الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان، أن الفترة الماضية شهدت نقاش حول عدم استطاعة قنوات التلفزيون لتبسيط معلوماتها بما يتناسب مع مستوى المواطن المصرى لشرح وتوضيع المفاهيم المرتبطة بالتنمية الاقتصادية، مؤكدة أن أهم تحديات التنمية الاقتصادية تتمثل فى صعوبة الحصول على المعلومات مما يتسبب فى فقدان القنوات لمصداقيتها بسبب تقديمها للمحتوى الاقتصادى بأسلوب غير جذاب, وأوصت بضرورة النزول إلى الشارع لرصد آراء الجمهور، وتقديم المعلومات بشكل مبسط مثل الانفوجراف والفيديوجراف وغيرها، كما يجب التركيز على الموارد الاقتصادية وحجمها بشكل يتناسب مع حجم رؤى الدولة دون تهوين أو تهويل للمشكلات الاقتصادية الراهنة.
الإرادة السياسية والتمويل والواقعية
فيما أكدت الدكتورة الأميرة سماح، القائم بأعمال عميد كلية الإعلام جامعة سيناء، أنه ليس هناك هدف مستقل خاص بالإعلام فى أجندة التنمية المستدامة فكان لابد من وجود هدف يتحدث عن دور الإعلام، مضيفةً أنه يلزمنا توافر ثلاثة عناصر لتحقيق الإعلام التنموى هم: الإرادة السياسية والتمويل والواقعية.
دور الدراما التلفزيونية المصرية
بينما ركزت الدكتورة نسرين عبد العزيز، الأستاذ المساعد بالمعهد العالى الدولى للإعلام بأكاديمية الشروق، على دور الدراما التلفزيونية المصرية ودورها فى عملية التنمية، لما تمتلكه من سلطة التوعية والإصلاح وهذا يتوقف على القائم بالدراما وإرادته فى تحقيق هذا الدور.
الإعلام التنموي هو الجهاز العصبي لعملية التنمية
وأكد الدكتور حسام فاروق، الكاتب الصحفى، أن الإعلام التنموي هو الجهاز العصبي لعملية التنمية، موصيًا بضرورة مشاركة المواطن المصرى العادى فى وضع هذه الأهداف، بجانب مراعاة الدقة والتخصص فى اختيار القائمين على الإعلام، وأخيرًا تطوير الضوابط والقوانين التشريعية التي تهتم بمضمونه.
أوضحت الدكتورة أمل السيد، أن مصر وضعت خارطة طريق التنمية 2030 ولكنها غفلت عن محور الإعلام، مضيفةً أنه يقدم توصيف لمشكلات الإنسان دون وضع حلول.
وأكدت الدكتورة سهير صالح، أن الإصلاح الداخلى على رأس قائمة الإصلاحات المصرية، مشرةً إلى أهمية زيادة الاستثمارات فى القطاعات الرياضية، والإعلام الرياضى منوط بدعم وتشجيع الرياضيين، وتفعيل مواثيق الشرف الأخلاقية ضد المخالفين بغض النظر عن قوة القناة وقوة الشخص نفسه.
كما أشار الدكتور خالد عبد الجواد، أن مصطلح التنمية قديم منذ الثمانينات، والإرادة المجتمعية هى من تطرح آلية تنفيذ برامجه، التى يعتبر أساسها تنمية المجتمعات الريفية، ثم باقى المجالات ومن بينها الإعلام.
اندثار مصطلح الاقتصاد السياسي
ومن جانبه، أوضح مصباح قطب، مستشار وزير المالية السابق، أن مصر تمتلك الأجهزة والمؤسسات التي تستطيع المساعدة فى التنمية باعتبارها واحدة من 10 دول تقدم تقارير سنوية طوعية عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى أمريكا، مشيرة إلى اندثار مصطلح الاقتصاد السياسي المعني بالإجابة عن تساؤل كيف تنتج الثروة وكيف توزع؟، وقد تم صرف مليارات الدولارات حتى تمحى فكرة الاقتصاد السياسى ولا يتم مناقشة فكرة العدالة الاقتصادية والاجتماعية، فلابد أن يعاد هذا المصطلح فى جميع الصحف المصرية.