**شكرا للصوم والصلاة…عن هذا كان حديثي معكم الأحد الماضي…كنا قد وصلنا إلي الأزسبوع الخامس من الصوم المقدس وهو أحد شفاء المفلوج, وكنا في رحلة صعبة مع الصديقممدوحالذي فاجأته أزمة قلبية بعد أن كنا قد أجرينا له في مايو2015جراحة قلب مفتوح وأنقذنا حياته…ولم يكن أمامنا إلا دعوة كل الأصدقاء إلي الصلاة للخروج به من الأزمة…واستجاب الأصدقاء وارتفعت صلواتهم وابتهالاتهم التي جاءت مصادفة في أيام الصوم…
وخرج ممدوح من الأزمة سالما بعد أن أكدت صور الأشعة المقطعية سلامة جميع شرايين قلبه, ولم يحتج لأي تدخل جراحي…وهو ما كنا نثق فيه دائما…وتحت عنوان شكرا…للصوم والصلاة كان لقاؤنا.
**رأيت في الأزمة القلبية التي فاجأت في أيام الصوم صديقناممدوح بعد سبع سنوات من جراحة القلب المفتوح أنها دعوة من الرب تذكرنا بالقسم الذي نردده في القداس الإلهي طوال أيام الصوم الكبير للرب الإله ضابط الكل الذي علمنا الناموس والوصايا المكتوبة في الإنجيل المقدس وعلمنا أن الصوم والصلاة هما اللذان يخرجان الشياطين وعمل بهما أهل نينوي فرحمهم الله وغفر لهم خطاياهم ورفع غضبه عنهم, وعمل بهما الأنبياء وتنبأوا من أجل مجئ المسيح بأجيال كثيرة…ونمضي في صلواتالقسمة إلي أن ندعو الله آب القدوس الذي في السموات ونقولأبانا الذي في السموات……
**واليوم…دعوني أذكركم بكلمات القديسأوغسطينوس في مقولتهأتريد أن ترفع صلاتك إلي الله ليكن لها جناحان هما الصوم والصدقة.
دعوني أقولشكرا للصوم والصلاة والصدقةفبالصدقة تكتمل ثلاثية حياتنا الروحية,ويكون لنا صوم مبارك مقبول…أقول هذا وإلي جوار كلماتي هذه قائمةالصدقات التي وصلتنا هذا الأسبوع من أصدقائنا صناع الخير…
ومازال نهر الخير يفيض بالصدقات حقيقي أن الأيام تجري كجريان المياه في النهر, والصوم المقدس يقترب من الوصول إلي نهايته,لكنالصدقاتلاتتوقف…
وهنا أتذكر مقولة عرفتها وأنا صغيرمن يصل متأخرا خير ممن لايصل ولم أكن أحبها ولم أرددها ولكني اليوم أراها حقيقة صادقة أمامي…فأحباؤنا صناع الخير يسرعون بعطاياهم…الكل يحرص أن يكون له صوم مبارك بثلاثية القديس أوغسطينوس الصوم والصلاة والصدقة حتي ولو جاء متأخرا.
**من هنا أسعدتني المصادفة أن تأتي رحلتنا مع الصديقممدوح ونحن نعيش أيام الصوم المقدس وأن تأتي أيضا مع بشائر الصوم رحلتنا مع الصديق بيشوي الذي أجرينا له جراحة دقيقة أنقذناه بها بعد انفجار الغضروف إلي جانب قائمة الأصدقاء المستمرين معنا في صرف العلاج الشهري في وقت ارتفعت فيه أسعار الأدوية وتكاليف العلاج بصورة لم يسبق لها مثل.
لكن كنوز الرب لاتنفض وعينيه علينا لاتفارق مرضانا …ومن هنا كان لابد أن أسجل في لقائنا اليوم الشكر للرب..والشكر للصلاة والصوم والصدقة.
**أسجل هذا ونحن نقترب من نهاية أيام الصوم الكبير أقدس أيام السنة وربيع الحياة الروحية ….أسجل هذا ليس دعوة للعطايا التي هي الجناح الثالث في ثلاثية القديس أوغسطينوس…ولكنها دعوة للصلاة الجناح الأول في ثلاثية القديس أوغسطينوس, فشفاء كل أصدقائنا المرضي الذين رافقناهم في رحلاتنا ما كان لهم الشفاء لولا صلواتكم وليكن لكم دائما صلاة مستجابة وصدقة مقبولة وصوم مبارك…وليكن لكم وعد الربطوبي للرحماء لأنهم يرحمون.