في مثل هذا الوقت من العام الماضي وفي عيد القيامة المجيد كتبت تشاء إرادة الآب السماوي أننا ونحن نعيش أفراح القيامة نحمل في داخلنا أوجاع استشهاد نبيل حبشي شهيد بئر العبد الذي راح ضحية الإرهاب الغادر…… وها هي السنة تمر ونعود اليوم نعيش أفراح القيامة ونحن نتعزي بسيرة الشهيد القمص أرسانيوس وديد الذي استشهد هذا الشهر علي أثر طعنة غادرة من إجرامي مضلل باغته وهو بصحبة شباب كنيسته علي كورنيش الإسكندرية.
وأيضا أعود لأكرر ما سبق أن كتبت حول المشاعر التي تنتابنا اليوم, فالقمص أرسانيوس يستحق كل التطويب, وهو يهنأ بالفرح السماوي وبأكاليل المجد المعدة لجميع الشهداء عبر تاريخ المسيحية, ونصلي أن يسبغ الرب علي أسرته الصغيرة وأسرة الكنيسة الإيمان الذي يسمو بها فوق ألم الخسارة الأرضية ويرفعها لتعاين ترانيم السماء تهللا بالعريس القادم الجديد.
ويكفينا ارتياحا وفخرا مشاعر التضامن والتكاتف التي لمسناها من إخوتنا في الوطن ورفضهم ابتلاع ضربات الكراهية والضلال التي تستهدف شق الصف الوطني. وسوف نظل دوما نتسلح في مواجهة التجارب الصعبة بكلمات رائعة هي في الحقيقة أوسمة علي صدر كل مصري.. أذكر منها:
** مصر ليست وطنا نعيش فيه, إنها وطن يعيش فينا.. قداسة البابا شنودة الثالث.
** وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن.. قداسة البابا تواضروس الثاني.
** إحنا 100 مليون مصري, كلهم مسلمين عند اللزوم, وكلهم أقباط عند اللزوم.. اقتلونا كلنا لو تقدروا.. تحيا مصر بشعبها الواعي.
إننا إذ نتعزي بكل ذلك نعيش أفراح القيامة ونتقدم بخالص التهنئة إلي راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قداسة البابا تواضروس الثاني وسائر مطارنة وأساقفة ورعاة الكنيسة وشعبها, ومعهم إخوتنا الأحباء الأحبار الأجلاء رؤساء الكنائس المسيحية في مصر ورعاتها وشعبها مصلين أن يحفظ الرب بلادنا من كل سوء.