أهنئكم جميعا بـعيد القيامة المجيد الذي تحتفل به كنيستنا القبطية وبعض كنائس الشرق اليوم, متضرعا إلي الله أن يعم بسلامه علي العالم, ويبارك بلادنا بكل خير وسلام وهدوء وطمأنينة.
واليوم, ونحن نحتفل بـعيد القيامة المجيد, نتذكر النبوات التي أشارت إلي قيامة السيد المسيح, ومنها نبوة داود النبي: أنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيئك يري فسادا. (مز 16: 10), فمن ذا القدوس الذي لم ير فسادا سوي السيد المسيح قدوس الرب. كذلك تحدث إشعياء النبي عن ابتلاع الموت وانتهاء حزن البشر بقيامة الرب من بين الأموات: يبلع الموت إلي الأبد. ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه… (إش 25: 8). أما هوشع النبي فقدم إلينا في نبؤته: في اليوم الثالث يقيمنا فتحيا أمامه. (هو 6:2), ومن يد الهاوية أفديهم. من الموت أخلصهم. أين أؤباؤك ياموت؟ أين شوكتك ياهاوية… (هو 13:14), فبقيامة السيد المسيح قضي علي الموت واستعاد الإنسان الحياة الأبدية التي فقدها, وهذا ما أكده القديس بولس الرسول: لأنه هو سلامنا, الذي جعل الاثنين واحدا, ونقض حائط السياج المتوس أي العداوة. مبطلا ناموس الوصايا في فرائض, لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانا واحدا جديدا, صانعا سلاما, ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب, قائلا العداوة به. (أف 2: 14ـ16).
كذلك كانت إشارات إلي قيامة السيد المسيح من بين الأموات منها: عودة إسحاق حيا بعد أن أصعد علي المذبح وذبح بالنية, وخروج يونان حيا من جوف الحوت بعد ثلاثة أيام وثلاث ليال, وهذا ما أجاب به السيد المسيح الكتبة والفريسيين حين طلبوا منه آية فقال لهم: … لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال, هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال. (مت 12:40).
ولا شك أن القيامة هي أعظم بشارة بالخلاص وهذا ما علم به الآباء, فيذكر القديس أغريغوريوس النيصي: عن القيامة: فقد جلب لنا هذا اليوم نسيان الخكم الأول الصادر بحقنا. وما قولي كنذا؟ ليس النسيان, بل الإلغاء. لقد ألغي تماما كل ذكر للقضاء عليناش. إن القيامة بشارة السلام والفرح بالخلاص التي يسر بها العالم يذكر القديس أغسطينوس: لقد ظهر الرب لتلاميذه بعد قيامته وحياهم قائلا: السلام لكم. (لو24:26). هذا هو السلام الحقيقي وتحية الخلاص. إذ التحية تأخذ اسمها من الخلاص, وأي شيء أفضل من أن الخلاص نفسه (المسيح) يحيي البشرية. المسيح هو خلاصنا… من أجلنا جرح, وسمر بالمسامير علي الخشبة, وأنزل من علي الصليب, ووضع في القبر, لكنه قد قام من الأموات, الصليب, ووضع في القبر, لكنه قد قام من الأموات, وكما يقول القديس جيروم: بعد عبور حزن السبت, أشرق الآن يوم السعادة الذي صارت له الأولوية علي كل الأيام, عليه أشرق النور الأول, وقام الرب غالبا الموت.
وهكذا صارت القيامة هدفا للأبرار أي يضعو أمام أعينهم, فصارت حياتهم علي الأرض هي حياة استعداد للأبدية والسماويات, فيعلمنا القديس البابا اثناسيوس الرسولي: فالعيد هنا في حقيقته يلزم أن يكون فيه تلاق أكثر بالسماويات, وفرح أعمق بالعيد السماوي, وأوضح أن تذكر العيد هو أمل للأبرار وإنذار لمن تركوا أمر خلاصهم, فيقول: لقد سمح بوقت التنكر (بقيامة المسيح) لأجل هذا الهدف حتي يظهر للقديسين جزاء دعوتهم, وينذر المهملون موبخا إياهم.
لذلك علينا أن ننتبه إلي حياتنا, ولا نهمل خلاصنا هذا مقداره.
خرستون أنستي اليثوس أنستي, المسيح قام بالحقيقة قام
كل عام وجميعكم بخير