من هو حكيم وعالم بينكم, فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكم (يع3:13).
* الإنسان الحكيم هو الإنسان الذي يتكلم بمهارة ويتصرف بفطنة وكل أموره موزونة.
* الحكمة هي ثمرة لحياة الإنسان واقترابه من الله, فالإنسان المشغول بالعالم والحياة الأرضية لا يستطيع أن يتعلم حكمة.
* سليمان الحكيم اختار الحكمة من بين المال والجاه والسلطان والعظمة, فطلب أن يعطيه الله قلبا فهيما يخدم به شعبه.
أولا: تعريفات الحكمة:
1- ثمرة: الحكمة ثمرة من ثمار الاقتراب من المسيح له المجد.
2- علامة: الحكمة علامة من علامات النجاح الروحي, مثل يوسف الصديق الذي تصرف بحكمة في أيام المجاعات وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا (تك39:2).
3- بركة: الحكمة بركة لحياة الإنسان, نتذكر أبيجايل زوجة نابال الكرملي امرأة حكيمة حفظت بيتها منا لدمار وحفظت داود من الانتقام لنفسه (1صم25).
* إذا كان الكلام من أجل الله فهو جيد, وإذا كان الصمت من أجل الله فهو جيد, وأما أن تختار وقت للكلام ووقت للصمت فهذه هي الحكمة (أحد الآباء).
* الحكمة غير مرتبطة بالسن.. نري في قصة أيوب أن الشاب أليهو كان أكثرهم حكمة, وهو من أرشد أيوب إلي خطئه.
ثانيا: أنواع الحكمة:
* في رسالة يعقوب أصحاح 3 يميز بين نوعين من الحكمة:
1- الحكمة الحقيقية:
وهي النازلة من عند الله للتمييز بين الخير والشر, وهي حكمة سماوية وروحية وإلهية.
* لذلك يقول الكتاب: كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام (مت10:16), أي مزيج بين بساطة الحمام وحكمة الحيات, فالبساطة بدون حكمة هي شكل من أشكال السذاجة, والحكمة بدون بساطة هي شكل من أشكال المكر أو الخبث, لذلك يحتاج الإنسان أن يكون عنده هذه وتلك, أي بساطة الحمام وحكمة الحيات.
2- الحكمة الباطلة:
مثل حكمة الحيات, وهي ليست نازلة من فوق, وتتصف بثلاث صفات: أرضية- نفسانية- شيطانية.
- الإفراز والتمييز:
تفاح من ذهب في مصوغ من فضة, كلمة مقولة في محلها (أم25:11), هذا المنظر الجميل يمثل الإنسان الذي يستخدم الحكمة في كلامه.
بعض الأمثلة:
أ- في تاريخ باباوات كنيستنا البابا بطرس الجاولي الـ109 عندما جاءه عرض عن طريق القنصل الروسي من قيصر روسيا لحماية الأقلية (الأقباط) في مصر, أجابه أبونا البطريرك: هل قيصر روسيا إنسان؟ أجابه: نعم إنسان مثل كل البشر. فسأله: هل يعيش ثم يموت؟ أجاب: نعم. فرد البطريرك: نحي في حمي ملك لا يموت. فمضي القنصل دون أن ينطق بكلمة.
ب- قصة أسطورية: أحد الملوك حلم أن أسنانه كلها قد خلعت, وفسر له مفسرو الأحلام أن هذا يعني أن كل عائلته تموت. فعندما سأل المفسرين عن معني الحلم, وكان عندما يسمع الإجابة من المفسر كان يأمر بقتله, إلي أن أتي أحد المفسرين الحكماء وقال له: عشت أيها الملك سوف تعيش طويلا جدا بحيث أنك تكون آخر واحد في عائلتك تموت.
ثالثا: طريق الحكمة
1- المرجعية: أن تكون لك مرجعية أو مرشد. وصدق قول الحكيم: الذين بلا مرشد يسقطون مثل أوراق الشجر, وليس المقصود بالمرشد أن يكون إنسان فقط.
* طريق الجاهل مستقيم في عينيه, أما سامع المشورة فهو حكيم (أم12:15).
* إذا ما هي المرجعية التي تستند عليها؟
أ- الكتاب المقدس.
ب- المرشدين الروحيين.
جـ- قراءاتك وثقافتك.
2- التروي: صنع الكل حسنا في وقته (جا3:11).
أ- كن مدققآ في كل كلمة تخرج من فمك.. الكلمة التي تخرج منا لا يمكن أن تعود, وإنما تأتي علينا آثارها السلبية أو الإيجابية. لذلك قال داود النبي: ضع يارب حافظا لفمي, وبابا حصينا لشفتي (مز141:3).
ب- السرعة ضارة في كل شيء ما عدا شيء واحد وهو توبة الإنسان.
جـ- يا بني, احرص علي الزمان واحتفظ من الشر (سيراخ4:23), الزمن يعلم الإنسان كثيرا ويجعله أكثر حكمة.
3- الوسطية:
* الطريق الوسطي خلصت كثيرين (أحد الآباء).
* فالإنسان الحكيم لا يعرف التطرف بأي صورة, فدائما هو متوازن.