وقعت الحرب بين الكبار.. المعسكر الغربي ممثلا في الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الحلفاء في أوروبا والمعسكر الشرقي ممثلا بالأساس في روسيا الطامحة بعودة سطوتها كقطب ثان مقابل أمريكا. فضلا عن لاعبين كبار مثل الصين ـ ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أمريكا وكذلك الهند وغيرها من الدول العشرين الكبار.
ولأن العداء بين المعسكرين تاريخي والنظامات يختلفان قلبا وقالبا فقد عايش العالم لسنين حربا باردة بدت عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية إبان حقبة الاتحاد السوفيتي.
كل طرف يجذب له اتباعا تدور في فلكه. وعاش العالمان النامي والفقير في كنف القوتين الكبيرتين في شبه مأمن من الحروب والتجاذبات القاتلة.
في تسعينات القرن الماضي تقلد فلاديمير بوتين رئاسة روسيا ـ الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي. ومنذ وصوله للكرملين والرئيس بوتين يصرخ ويحذر من عواقب تمدد حلف شمال الأطلنطي ـ الناتو ـ باتجاه حدود روسيا مما يهدد أمن الاتحاد الروسي ويثير القلق من نوايا الحلف الغربي!
ووقعت الحرب بين الكبار في أوكرانياـ العضو السابق في الاتحاد السوفيتي والساعية للانضمام لحلف الناتو ـ وإذ بالأزمة تتعقد يوما بعد يوم في ظل الدعم العسكري المحموم من جانب المعسكر الغربي مقابل الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
لكن بعيدا عن مجريات الحرب ومآسيها حيث تحاصر القوات الروسية عشرات المدن الأوكرانية فقد كشفت روسيا عن لغز جديد مرتبط بمنشأ فيروس كورونا, وأن مصدره قد يكون الولايات المتحدة وليس الصين.
ووفقا لرواية المندوب الروسي بمجلس الأمن فلدي روسيا العديد من الأدلة والبراهين علي ضلوع الولايات المتحدة في إجراء تجارب بيولوجية داخل مختبرات في أوكرانيا.. وأن واشنطن تدير 32 مختبرا بعدة دول حول العالم.
والمعروف أن القوات الروسية كانت أعلنت منذ اجتياحها أوكرانيا أنها قبضت علي طيور مرقمة داخل مختبرات بيولوجية تديرها الولايات المتحدة.
في المقابل تنفي واشنطن الادعاءات الروسية والصينية, وأن تلك المختبرات تدار للوقاية من الأمراض وتدعمها في الرأي منظمة الصحة العالمية.
لكن القانون الدولي يجرم ترقيم الطيور باعتبارها عابرة للحدود والقارات فإن تم تزويرها بجراثيم ثم تفجيرها تصبح بمثابة سلاح دمار شامل!!
وهناك عقوبات علي الدولة التي تقترف مثل هذا الإجراء غير الأخلاقي وغير الإنساني. وهي وصمة عار تلاحق واشنطن من وجهة نظر خبراء إن ثبتت التهمة.
فمثل هذا الإجراء يجعل من المحتمل أن تكون واشنطن وراء الكوارث الصحية التي ألمت بالعالم لعقدين أو أكثر علي أقل تقدير مثل إيبولا في أفريقيا واتراكس وإنفلونزا الطيور والخنازير بمناطق عديدة من العالم, وأخيرا وباء كورونا ـ الفيروس الذي قتل أكثر من 5 ملايين وأصاب أكثر من 450 مليونا ولا يزال يقتل ويصيب.
ولعل السؤال المحير: من هو مصدر وباء كورونا: الصين أم أمريكا بعد أن بات العالم رهينة للكبار؟!