قامت إحدي دور العبادة بعمل حلقة نقاش لمجموعة من الفتيات في المرحلة الإعدادية للتحدث عن أهم مشاكل مرحلة المراهقة وعلاقة الفتاة مع والدتها داخل المنزل من خلال أسئلة تشاركت الفتيات في الإجابة عليها, وكان من ضمنها سؤال تخيلي يقول: لو كانت والدتك مكعبا, ما الأشياء التي تتمنين إضافتها لها أو حذفها منها؟ تحدثت مجموعة من المشاركات عن عيوب كثيرة ترغبن في حذفها من أمهاتهن, لكن وقفت إحدي الفتيات وقالت: أنا أحب أمي كما هي ولا أرغب في تغيير أي شيء فيها, فبالرغم من خلافنا علي بعض الأمور إلا أنني أثق في حبها لي وخوفها علي وأقدر تماما المجهود الذي تبذله من أجلي.
وكانت دهشتي عندما قامت إحدي الفتيات وتمنت تغيير منزلها واستبدال والدتها بوالدة إحدي صديقاتها لأنها متحررة وتوافقها علي كل شيء, والغريب في الأمر موافقة عدد كبير الفتيات علي هذا الرأي.
لا أخفي عليكم إحساسي بعدم تقدير الفتيات لتعب أمهاتهن, ولأنني أم أعلم تماما ما تعاني منه الأمهات من مسئولية لتدبير شئون المنزل ومحاولتهن إرضاء كل أفراد الأسرة.
في نهاية المناقشة وقفت المسئولة تحكي كيف كانت وهي صغيرة تلوم علي أمهات صديقاتها رفضهن الرحلات المدرسية ولكنها اعترفت أنها بمجرد أن أصبحت أما عرفت ما هي المشاعر التي تمر بها كل أم من خوف وقلق علي أولادها وعدم شعورها بالراحة إلا بعودة أولادها إلي حضنها.
إنها الأم التي إن اختلفنا معها لا يمكن أن نختلف علي حبها وخوفها علينا مهما كبرنا وانشغلنا عنها أو توهمنا أننا لا حاجة بنا لها.
قال أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي هدم الأسرة وهدم التعليم وإسقاط القدوة.
لكي تهدم الأسرة عليك بتغييب دور الأم واجعلها تخجل من دورها كربة أسرة, ولكي تهدم التعليم عليك بالمعلم لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتي يحتقره طلابه ولكي تسقط القدوة عليك بالعلماء اطعن فيهم وقلل من شأنهم وشكك فيهم حتي لا يقتدي بهم أحد.
فإذا اختفت الأم الواعية, واختفي المعلم المخلص, وسقطت القدوة, فمن يربي النشء علي القيم؟
تحياتي وقبلاتي لكل أم في عيدها.