قال انطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن الدول الجزرية الصغيرة وأقل البلدان نموا والفقراء والضعفاء على “وشك الهلاك،” محذرا من أنه في عالمنا المترابط عالميا، لا يمكن لأي دولة ولا شركة عزل نفسها عن “مستويات الفوضى هذه.”وحذر من أنه إذا لم نفعل ما ينبغي القيام به لخفض الانبعاثات المسببة لغازات الاحتباس الحراري التي تؤدي بدورها لظاهرة تغير المناخ الكارثية، والتي لن تتراجع إلا بخفض الإنبعاثات من هذه الغازات، لوقف ارتفاع درجة حرارة الأرض عند مستوى 1.5 درجة مئوية،”هو هدف اتفق عليه أممياً”، سوف نكون بمثابة من يمنح ذلك الهدف قبلة الوداع. حتى لو صعدنا هدفنا للحفاظ على درجة حرارة الأرض عند درجتين مئويتين قد يكون هدف بعيد المنال. وسيكون ذلك كارثة.”
وأشار الأمين العام إلى إعلان الصين والولايات المتحدة، في جلاسكو الخريف الماضي، اعتزامهما العمل معا لتسريع نشر الطاقة المتجددة في العشرينيات من القرن الحالي.
وتعتبر هاتين الدولتين أكبر مصدرين للانبعاثات في العالم. وأضاف الأمين العام قائلا: “نحن بحاجة إلى التحلي بإحساس أكبر بالإلحاح حول آليات التعاون هذه بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة للتأكد من أن جميع دول مجموعة العشرين تقوم بخفض الانبعاثات المطلوبة.”
على الصعيد العالمي، قال الأمين العام إن شخصاً واحداً بين كل ثلاثة اشخاص، غير محمي من تداعيات أزمة المناخ “وستة من كل 10 أشخاص في أفريقيا ليسوا محميين بعد. هذا غير مقبول.”
وأشار إلى أن البنية التحتية – في العديد من الأماكن، ولا سيما المجتمعات التي تعيش في مناطق شديدة التأثر بالمناخ- بحاجة إلى أن تكون مقاومة لآثار المناخ قائلاً:.
“دعوت جميع الجهات المانحة والشركاء التقنيين للعمل مع حكومات هذه الدول والأمم المتحدة لتحديد المشاريع والبرامج وتمويلها. كما أنني أضغط لتذليل العقبات التي تمنع الدول الجزرية الصغيرة وأقل البلدان نموا من الحصول على التمويل الذي هم في أمس الحاجة إليه.”
وشدد الأمين العام على أننا بحاجة إلى زيادات هائلة لتحقيق هذا التحول والاستثمار في التكيف والمرونة، داعيا المؤسسات المالية الدولية إلى إعطاء أولوية أكبر لهذا الجانب.
قال الأمين العام إن أزمة المناخ تحدث في سياق من التحديات، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفا، مشيرا إلى أن التعافي من كـوفيد-19 “متفاوت بشكل فاضح.”
وتعاني البلدان النامية من وطأة تضخم قياسي، وارتفاع أسعار الفائدة، وأعباء الديون التي تلوح في الأفق، وحذر من أن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا تهدد بتقلب الأسواق العالمية للغذاء والطاقة – مع تداعيات كبيرة على أجندة المناخ العالمي.
جاءت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة عبر تقنية “الفيديو كونفرانس” “التواصل المرئي عن بعد” خلال الحدث الذي نظمته مجلة “إيكونيميست” الأمريكية الأسبوعية حول الاستدامة.