أفادت الأمم المتحدة، بأن الوضع الإنساني في شمال إثيوبيا لا يزال يشكل مصدر قلق بالغ، حيث تتزايد الاحتياجات الإنسانية مع استمرار القتال في منطقة “كيلبيتي” في أفار، وورود أنباء عن اشتباكات متفرقة في أمهرة بالقرب من الحدود مع تيجراي، وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إلى التقارير التي أفادت بنزوح مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في أفار، منذ أواخر العام الماضي.
وقال:” إن القتال لا يزال يحد من الوصول إلى العديد من المناطق، ولم نتمكن من التحقق من الأرقام الدقيقة.”
وفي أمهرة، يواصل الناس الفرار إلى مناطق كوبو وزيكوالا وسيكوتا وزاريما. وتقدر السلطات أن كوبو تستضيف الآن أكثر من 53 ألف نازح.
وقال دوجاريك إن الأمم المتحدة تواصل مع شركائها من المنظمات غير الحكومية تقديم المساعدة في أمهرة وأفار حيثما تسمح الظروف الأمنية بذلك.
“في أمهرة، قدمنا نحن والحكومة والشركاء من المنظمات غير الحكومية المحلية الغذاء لأكثر من 588 ألف شخص في الأسبوع الماضي، وبذلك بلغ إجمالي عدد الأشخاص الذين ساعدناهم 7.4 مليون شخص منذ أواخر ديسمبر، أما في أفار، فقد تلقى 87 ألف شخص، خلال الأسبوع الماضي، مساعدات غذائية في منطقة كيلبيتي المتضررة من النزاع.
وأعرب ستيفان دوجاريك عن الأمل في أن تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إلى حوالي 620 ألف رجل وامرأة وطفل بالطعام في جميع أنحاء أفار، خلال الأسابيع المقبلة، .فضلاً عن احتياج النساء والفتيات للحماية مما يتعرضن له من عنف واغتصاب وانتهاك.
في تيجراي، قال المتحدث الأممي:” إن شحنات المساعدات والوقود عن طريق البر لا تزال متوقفة، مع قيام المنظمات الإنسانية بتقليل أو تعليق العمليات بشكل كبير.وأشار إلى أن عددا قليلا من الناس- حوالي 34 ألف شخص- تلقى مساعدات غذائية في الأسبوع الماضي، مبينا أن عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة يبلغ 870 ألف شخص، وهذا يشمل 23 ألف لاجئ من إريتريا.
وفي إشارة أكثر إيجابية، أفاد ستيفان بتواصل نقل الإمدادات الطبية والتغذوية إلى ميكيلي، عاصمة تيجراي، مع وصول حوالي 100 طن من الإمدادات في الأيام الأخيرة.
“لكن هذا يظل أقل بكثير مما يمكن نقله بواسطة قافلة واحدة من الشاحنات بالطبع. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر نقص الوقود على إيصال الإمدادات من ميكيلي إلى أجزاء أخرى من إقليم تيجراي.”
تعود الأزمة الأثيوبية الى 2020 حينما اندلع القتال بين قوات تيجراي والجيش النظامي الذي يحركه ابي احمد، حيث قادت “جبهة تحرير تيجراي” المشهد السياسى فى إثيوبيا من 1991 إلى 2018، وبدأ منذ تولى آبى أحمد رئاسة الوزراء أبريل 2018، عندما رأت الجبهة أن خططه الإصلاحية تستهدف قياداتها ورموزها
وتيجراي اقليم يقع شمال اثيوبيا، يحده من الشمال والشمال الشرقى إريتريا، ومن ناحية الغرب السودان بولايتى كسلا والقضارف، كما يحده فى داخل إثيوبيا من ناحية الجنوب والجنوب الشرقى والجنوب الغربى مناطق ولَّو الأمهرية وإقليم العفر، ومنطقة قُندَر الأمهرية، ومعظم سكانه من أقلية التيجراى التى تضم حوالى 6 ملايين نسمة، ما يساوى أقل من 6% من مجموع الإثيوبيين البالغ عددهم 110 ملايين نسمة.
. أقدمت تحرير تجراى، على إجراء انتخابات بشكل منفرد، رغم قرار الحكومة الفيدرالية بتأجيل الانتخابات العامة فى البلاد بسبب جائحة كورونا.وفى الـ9 من سبتمبر الماضى، أجرت حكومة إقليم تجراى انتخابات الإقليم مستندة إلى ما تقول إنها خطوة “يكفلها لها الدستور”. وتطور الخلاف بين آبى أحمد والجبهة بعد رفض الجبهة الانضمام إلى حزب الازدهار الذى شكله رئيس الوزراء الحالى مؤخرا، كائتلاف جديد بديلا للائتلاف السابق المسمى بـ”الجبهة الديمقراطية الثورية”. . وتطورت الحرب وهزمت قوات تيجراي ابي احمد ، وعقب سيطرتها على الإقليم
ثم استولى مقاتلو جبهة تحرير شعب تيجراي على موقع لاليبيلا التاريخي في أمهرة المدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي بدون قتال، كما سيطرت “جبهة تحرير شعب تيجراي” على بلدة كومبولشا الإثيوبية، وتهدد الأن باسقاط العاصمة أديس أبابا والاطاحة برئيس الوزراء آبى أحمد.
تسببت الحرب فى خسائر بشرية هائلة وبأزمة إنسانية مروعة، ويقول برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة إن 5,2 ملايين شخص، أو 91% من سكان تيجراى يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة، كما اتهمت الولايات المتحدة الحكومة الإثيوبية مجدداً بعرقلة وصول المساعدات إلى إقليم تيجراى.
ويتفاقم النزاع، منذ أن دعا رئيس الوزراء آبى أحمد، “جميع الإثيوبيين المؤهلين والبالغين” للانضمام إلى القوات المسلحة للقتال ضد جبهة التحرير، ووصفت الأمم المتحدة الصراع بأنه سيطول أمده، وأعلن حالة الطوارئ فى عموم البلاد بعد أن اصبحت قوات تيجراي واورومو على أبواب أديس أبابا تهدد بالاستيلاء عليها واسقاط ابي احمد.
الجدير بالذكر أن منظمة العفو الدولية اعلنت إن مقاتلي تيجراي قتلوا عمدا مدنيين وارتكبوا جرائم اغتصاب جماعي بحق عشرات النساء والفتيات القاصرات في بلدتين في منطقة أمهرة الإثيوبية العام الماضي، في أحدث مثال على الخسائر المروعة التي خلفتها الحرب.
وأجرت المنظمة الحقوقية مقابلات شملت 30 ناجية من الاغتصاب، بعضهن لم يتجاوزن 14 عاما، وغيرهن من ضحايا العنف، بغية الوقوف على ملامح الفظائع التي حدثت في بلدتي تشينا وكوبو في أغسطس وسبتمبر ، بعد أن سيطر متمردو جبهة تحرير شعب تيجراي على البلدتين.، وقال ما يقرب من نصف ضحايا العنف الجنسي إنهن تعرضن لاغتصاب جماعي، كما قال أطباء منظمة العفو الدولية إن بعض الناجيات تعرضن لتهتك من المحتمل أن يكون بسبب إدخال حراب بنادق في أعضائهن التناسلية.