ازهد فيما في الدنيا يحبك الله, ازهد فيما في يد الناس يحبك الناس(من أقوال مار إسحق السرياني)
وإن كانت هذه المقولة تنسب لمار إسحق السرياني أشهر آباء البرية, إلا أن البابا كيرلس السادس اتخذها شعارا له طيلة حياته علي الأرض. كل من كان يزوره لنوال البركة من قداسته كان يري هذه المقولة وهذه الكلمات ملصقة علي جدران قاعة الاستقبال بالمقر البابوي بالأزبكية.
كان مار إسحق من أحب الآباء إلي قلبه إلي حد أن البابا شنودة الثالث ذكر أن البابا كيرلس قبل أن يسيمه أسقفا للتعليم سأله هل قرأت أقوال مار إسحق؟!!
كان البابا كيرلس السادس زاهدا ناسكا متضعا قانعا, وبالرغم من وصوله إلي درجة البطريركية إلا أنه لم ينس يوما أنه راهب سبق أن نذر نذور الرهبانية ومنها الفقر الاختياري.
احتفلنا بتذكار نياحة هذا العظيم في البطاركة الأربعاء الماضي الثلاثين من أمشير الموافق التاسع من شهر مارس ذلك الشهر الذي يزخر بشموع منيرة ينبثق شعاعها في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية, يتقدم هذه اللآلئ الثمينة قداسة الأنبا كيرلس السادس, ثم قداسة البابا شنودة الثالث يليهما القمص بيشوي كامل, ثم القمص ميخائيل إبراهيم, ولا عجب فقد كان البابا كيرلس معلما ومرشدا لهم جميعا.
سيدي قداسة البابا كيرلس لقد كنت ينبوعا من الفضائل ولازلت بحرا زاخرا بالبركات, وقد كتب عنك الكثير في سيرتك الطاهرة والكثير من معجزاتك التي تبهر العقول, ولكن بقي ماهو أكثر…إلي اللقاء عزيزي القارئ في مقال لاحق عن الإنجازات التي تمت في عهد قداسته.
التصويرة المنشورة تصور البابا كيرلس في حالة خشوع وتأمل حاملا الصليب في يمناه, وبجواره الكتاب المقدس رفيقه طوال الطريق.
e.mail:[email protected]