الله خلق الإنسان وميزه عن باقي المخلوقات, وجعله يسود علي العالم وخلقه بعد أن أعد له كل شيء ورأي أنه حسن, ومن هنا يستمد الإنسان قيمته من الله ومن ذاته وليس من أعماله وإنجازاته, فالله يتعامل معنا بمحبته وعدله وليس لصلاحنا, وبالرغم من ذلك فأننا نتعامل مع بعضنا البعض ونقيمهم بأعمالهم, فنجد الطفل يقيم حسب درجاته وحسب تفوقه في هواياته واستثمار مهاراته ويظل الطفل يجاهد ويسعي لإرضاء والديه ومعلميه ليحصل علينوبل في التعليم أو نوبل في الرياضة, وإذا أخفق يصبح فاشلا ومهمشا وبلا قيمة وهو عكس ما يجب أن نربي عليه أولادنا, أنهم ذوي قيمة في كل الأقات حتي وقت فشلهم وقيمته لاتقاس بمنصب ولا جمال مظهر, إنما تقاس بما يحمله من أخلاق.
أرسلت مدرسة في إحدي الولايات الأمريكية رسالة لأولياء التلاميذ قبل بدء الامتحانات تقول فيها: أعزائي الآباء إن امتحانات أبنائكم علي وشك البدء, ونحن نعلم أنكم قلقون جدا بخصوص أداء أبنائكم,لكن تذكروا من فضلكم إنه بين هؤلاء التلاميذ هناك فنان ليس من الضروي أن يفهم الرياضيات, وهناك مقاول ليس من الضروري أن يتقن التاريخ وهناك موسيقي ليس من الضروري أن يتفوق في الكيمياء, كما أن هناك رياضيا صحته الجسدية ولياقته البدنية أهم من علاماته في الفيزياء.
إن حصل ابنكم علي درجات عالية, فذلك شيء عظيم, أما في حالة عدم حصوله عليها فلا تجعله محط سخرية ولا تجعله يفقد ثقته بنفسه وكرامته, هدئوا من روعهم واشرحوا لهم أن ذلك مجرد امتحان صغير وأن هناك أمورا أكثر أهمية في الحياة, أخبروهم بحبكم لهم مهما كانت درجاتهم وطمئنوهم. إن فعلتم هذه الأشياء ستشاهدون أبناءكم يحققون نجاحا في حياتهم, امتحان واحد وعلامة سيئة لن تسرق منهم أحلامهم ومواهبهم, نحن نحتاج أن ننسي للحظة واحدة أن المهندسين والأطباء هم أسعد الناس علي وجه الأرض, فلكل فرد أهميته, والناجح هو الذي يتقن عمله في مجاله ويستمتع بكل ما يفعل.
ستتحدد قيمتنا أمام الله حسب أعمال الرحمة والخير التي قدمناهم طوال حياتنا.