بقلم: م. منير وصفي بطــرس
باحث في موسيقى الألحان القبطية
مـدرس مــــادة اللــــحن الكنــــسي
بمعــــهـــد الرعـــــاية والتـــــربيـة
البعد العقيدي والكتابي:
كلمة الشورية كلمة قبطية ومعناها مَجمرة، التي تعني في العربية إسم الشىء الذي يُجعل فيه الجَمر، والجَمرة معناها حصاة من النار، أول ذكر للبخور والمجامر في الكتاب المقدس كان في سفر الخروج (خر25: 6)، (خر30 :1)، من هنا نجمع بعض الملاحظات عن الشورية اولاً في الكتاب المقدس:
1) هي تحمل حصوات من الفحم الملتهب بالنار.
2) وهي مصنوعة من النحاس أولاً حتى لا تحترق، ثم من الذهب لأنها تحمل البخور الذي سيصعد أمام الله، فلابد أن تكون طاهرة ونقية مثل الذهب النقي (خر 27 : 3)،(خر38 : 3)،(1 مل 7 : 50)، (2 أخ 4 : 22)، (عب 9 : 4)، (رؤ 5 : 8)،(رؤ 8 : 3).
3) أما البخور، فقد صُنع من رجل مملوء بالحكمة والروح القدس، وهو بصلئيل كما من عطار حاذق، ولا تستخدم مقاديره لغير أغراض العبادة، لأنه مخصص ومكرس لله فقط (خر 31 : 2, 3, 8, 11 ).
4) ولابد أن يكون البخور عطر، أي ذا رائحة زكية جداً، وعنبرها صافي، ورائحته جميلة جداً، كما يقول لحن(تي شوري).
5) والبخور المتصاعد، يمثل صلوات القديسين (رؤ 5 : 8)، (رؤ 8 : 3،4 ).
6) وفي قصة موسى النبي، كانت الصلوات والبخور تعتبر أداة للتكفير عن الخطية، حتى لا يموت الخاطىء (عد 16: 46-48).
7) وإن أي تدخل غريب يكون مصيره العقاب، لأنه تعدى على قدسية الكهنوت، والتقدم الى الحضرة الالهية بدون وجه حق.
8) وحتى إذا قدم العاصي البخور، هو يُعاقب، ولكن المجامر تتقدس وتُصبح طاهرة؛ لأنها قُدمت لله القدوس (عد 39:16 ).
9) والبخور يُقدم عن طريق الملائكة، الذين يُمثلون السماء، فوجود الله في مكان، هو حُلول السماء كلها في حضرته.
وبما أن المجمرة التي تُصعد بخوراً لله مقدسة، والذين تعدوا على كرامة الكهنوت، وحملوا المجامر بدون وجه حق إبتلعتهم الأرض؛فكم وكم تكون مقدسة أمنا القديسة الطاهرة العذراء مريم، التي حملت الله نفسه في داخلها؟ فأي تعدي على كرامة العذراء،يُعتبر خطية عظيمة، لأنه تعدي على من قدَسَها الله، ووُلد منها، وأصبحت والدة الإله، وهذا ما نُفكر فيهِ، حينما نسبح بهذا اللحن الرائع.
ثانيا: الفكر العقيدي الموجود في شكل الشورية كما وضحه آباء الكنيسة:
السلاسل الثلاث: التي تحملها تشير الى الثالوث القدوس، وإرتباطها معا يشير الى وحدانية الجوهر الإلهي، الجلاجل:لتنبه الشعب إلى عمل الخير، وتذكرنا بما حدث لمن تعدوا على الكهنوت، فضربهم الرب بالوباء، الخُطاف وجزؤه المُدَلَى:يُشير إلى السيد المسيح الذي تنازل، وهبط الى العالم، والقبة العليا: للمبخرة، ترمز إلى السماء، والجزء المُجوف: من الشورية، يُشير إلى بطن العذراء، والمواد الزكية: التى توضع فيها، تُشير إلى الهدايا التي قدمها المجوس للطفل الإلهي، وتُشير الى الأطياب التي وضعها يوسف ونيقوديموس على جسد المخلص، أما إحتراق البخور: يَدُل على آلام المسيح، وجَمر النار: يُشير الى جَمر اللاهوت في الفحم: الذي يُشير إلى الناسوت الذي هو من طبيعتنا، واشتعال الفحم: يُشير الى إتحاد اللاهوت بالناسوت، والعذراء حملت الله الكلمة، دون أن تحترق، وصارت سماء ثانية، البخور المتصاعد: يُشير إلى صلوات القديسين أمام عرش الله، وأولهم السيدة العذراء، العنبر: كما نقول في اللحن أن المجمرة هي العذراء، وعنبرها (الطِيب) هو مخلصنا؛ ولذلك نحن نقول عن العذراء أنها (ثيئوتوكوس) أي والدة الإله كما نُصلي في قانون الإيمان، ونقول أنها أم إبن الله.
البعد الطقسي:
إن أجزاء القداس الالهي تتكون من: تسبحة عشية، صلاة رفع بخور عشية، تسبحة نصف الليل، صلاة رفع بخور باكر، صلاة الاستعداد وتقديم الحمل والتحليل، قداس الموعوظين، قداس المؤمنين. ولحن تي شوري يقع ضمن منظومة قداس الموعوظين، وأحيانا يسمونة قداس الكلمة؛ لأن فيه نسمع الكثير من التعاليم الروحية من خلال الألحان والقراءات الكنسية