ستظل العلاقة بين الصين وجائحة كورونا مثل حكاية بدايتها الإعجاب ونهايتها الشك والارتياب بسبب تفاوت يكاد لا يصدقه الغرب بين بيانات إصابات ووفيات كورونا بالصين إذا ما قورنت بالمعلنة في أوروبا والولايات المتحدة…وهذا ما يثير فضول المراقبين حول العالم.
والواقع يشير إلي أن هناك فريقين من المراقبين. فريق يقف مبهورا بالنتائج المعلنة من قبل السلطات الصينية وإن كانت بالعشرات يوميا ومقابل مئات الآلاف من الإصابات في أوروبا وأمريكا.
الفريق المنبهر يعزو نجاح الصين مع جائحة كورونا إلي عنصر الالتزام والصراحة في العلاقة بين السلطات والمواطن الصيني, ومن خلال استخدام أعلي وسائل التكنولوجيا, وكأن المواطن الصيني كان مراقبا تماما عبر هاتفه المحمول.
وكم وقف العالم مشدوها أمام سرعة وقدرة الصين علي بناء مستشفيات عملاقة لاستيعاب المرضي بالآلاف وقدرتها علي فرض حجر صحي علي مدن بأكملها يسكنها عشرات الملايين من البشر.
وفي الوقت الذي تسجل فيه الإصابات اليومية بمئات الآلاف والمرضي بعدة آلاف في أوروبا والولايات المتحدة دأبت السلطات الصحية الصينية علي نشر عشرات الإصابات والوفيات!!
الصحافة الألمانية تصدرت الفريق الثاني وانتقاد ما يجري بالصين بشأن التعامل مع وباء كورونا بحثا عن الحقيقة.
صحيفة بيد الألمانية الشعبية واسعة الانتشار كانت من أولي وسائل الإعلام الألمانية التي عبرت عن ذهولها من أرقام الإصابات بكورونا في الصين. وكتبت بلغة ساخرة يوم12 مارس 2020 في عمق أزمة كورونا:
إن أعظم إنجازات الحضارة الصينية تتمثل في صناعة الخزف والورق والخداع!! وقالت إنه إذا ما تأكد الخداع الصيني(من وجهة نظرها) فإنه سيكون سلاحا ذا حدين قد ينسف مصداقية بكين علي المدي البعيد .
موقع منليت الألماني أيضا انتقد الرقابة المفروضة علي التقارير النقدية والمنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي الصينية مما يلقي ظلالا من الشك بشأن مصداقية الأرقام والبيانات الرسمية التي تصدرها الحكومة في غياب مصادر مستقلة يمكن أن تؤكد أو تنفي.
ذكرت صحيفة بيلد أيضا أن الصين تتصرف بعقيدة الجنرال الصينيسن ترو وهو عاش منذ500 سنة قبل الميلاد, ويعد خبيرا عسكريا وفيلسوفا. وتقوم عقيدته علي ترويض الحقيقة وطمسها إن اقتضي الأمر لضمان الانتصار… وجاءت جائحة كورونا لتذكر العالم بالحقيقة المرة.
يمكن يبقي أن نجاح الصين في التنمية وملاحقة التكنولوجيا كقوة عالمية صاعدة محل انبهار العالم إلي أن تثبت صحة الشكوك.