الجهل لا يعفى الإنسان من مسؤولية عدم الإجتهاد فى المعرفة فمكتوب “هلكشعبى من عدم المعرفة “( هو٦:٤) و مكتوب أيضا “فتشوا الكتب” (يو٣٩:٥ ) إلاأن التجاهل أشد خطرا من الجهل خصوصا في هذه الأيام التى صارت فيهاالمعرفة ملكا للجميع و الوصول للحقيقة لا يكلف أدنى عناء.
بعدم دراية أخطأ ابيمالك ملك جرار إذ أخذ سارة و لم يكن يعرف أنها امرأة إبراهيم و قال للرب “بسلامة قلبى و نقاوة يدىّ فعلت هذا فقال له الله فى الحلم أنا أيضا علمت أنك بسلامة قلبك فعلت هذا و أنا أيضا أمسكتك عن أن تخطئ الىّ”(تك٥:٢٠ ) “فكل من أعطى كثيرا يطلب منه كثير، و من يودعونه كثير يطالبونه بأكثر” (لو٤٨:١٢ )
لقد عرف الفريسيون الكثير و كانوا فى مقدمة المعلمين لكنها كانت بالنسبة لهممجرد علوم نظرية تجاهلوا العمل بأثقل وصاياها “الحق و الرحمة و الإيمان” ( مت٢٣:٢٣) و أصبح القلب مبتعدا جدا عن الله “هذا الشعب يكرمنى بشفتيه و أما قلبه فمبتعد عنى بعيدا، و باطلا يعبدوننى و هم يعلمون تعاليم هى وصايا الناس”(مر٧:٧ ) لذلك وصفهم المسيح أنهم عميان قادة عميان.
و بالرغم من هذا ألم يكن شاول واحدا من هذه الجماعة التى وصفها الرب يسوع بأنهم عميان قادة عميان و هو الفريسى ابن الفريسى؟ فما الذى ميزه لكى يحظى بكل هذا الحنان و الاهتمام و يظهر له الرب بصورة شخصية داعيا إياه الإناء المختار؟
لقد أوضح الرسول سبب هذه الرحمة و قال “أنا الذى كنت قبلا مجدفا و مضطهدا و مفتريا و لكننى رحمت لأنى فعلت بجهل فى عدم ايمان” ( ١تى١٣:١).
فارق كبير بين خطية انسان عن ضعف أو عدم معرفة و بين قلب معوج “ويل لك يا كورزين ويل لك يا بيت صيدا لأنه لو صنعت فى صور و صيداء القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما جالستين فى المسوح و الرماد” ( مت٢١:١١).
لذلك وصفهم القديس يعقوب ب “رجل ناظر وجه خلقته فى مرآة فإنه نظر ذاته و مضى و للوقت نسى ما هو” ( يع٢٤:١) و بتعبير آخر “كشعر أشواق لجميل الصوت يحسن العزف فيسمعون كلامك و لا يعملون به” (حز٣٢:٣٣ ).