ونحن نعيش أجواء عيد الميلاد التي نختتم بها الأسبوع الأخير من ديسمبر كل عام بالاحتفال في 25 ديسمبر بعيد الكريسماس ذكري ميلاد السيد المسيح عند الكنائس الغربية, ثم نبدأ بها كل عام جديد بالاحتفال في 7 يناير بعيد الميلاد المجيد ذكري ميلاد السيد المسيح عند الكنائس الشرقية وعلي رأسها كنيستنا القبطية الأرثوذكسية, تثور قضية اختلاف التقويم في تحديد موعد واحد محدد متفق عليه بين سائر الكنائس للاحتفال بذكري الميلاد… وتتباين المقاصد بين الراغبين في التوحيد, فهناك من يعبر عن حرصه علي الاستقرار علي تاريخ واحد يجتمع حوله العالم المسيحي كله في احتفاله بالعيد, وهناك من يتمسك بصحة التقويم الذي تتبعه كنيسته ويطالب بأن تنصاع له سائر الكنائس… وبين هذا وذاك تظل القضية مطروحة, ويظل هناك تاريخان للاحتفال بذكري ميلاد السيد المسيح عبر العالم.
والجدير بالذكر أنه مهما خلصت النوايا وراء بلوغ ذلك التوحيد المأمول يجب ألا نتخلي عن المحبة التي تجمعنا واحترام كل منا للإرث التاريخي للآخر الذي يقف وراء اختلاف التقويم, وعوضا عن إصرار البعض علي حسم الاختلاف بتحديد من مخطئ ومن مصيب يجدر بنا أن ننظر إلي الاختلاف من منظور التنوع والثراء كمدخل لإضفاء روح سماحة ووداعة وسلام تجسد فلسفة عيد الميلاد.
في هذا الإطار حرصت وطني علي تسليط الضوء علي الأبعاد التاريخية التي تقف وراء الاختلافات بين الكنائس في الاحتفال بالميلاد, وهي اختلافات في المرجعيات الفلكية والشمسية والنجمية وكيفية رصد العلماء لها عبر القرون وما أدت إليه من اجتهادات وقرارات نحو تصويب طول السنة أولا, وما نتج عن ذلك من تحريك في تاريخ ذكري ميلاد السيد المسيح.
ولن أخوض في تفاصيل ما نشرته وتنشره وطني في هذا الصدد حتي لا أصادر علي المعلومات التاريخية التي ينطوي عليها, وحتي أستفز شغف القارئ في قراءته… لكني أشير هنا إلي المواد التي تسلط الضوء علي هذه القضية وهي:
** في عدد 26 ديسمبر الماضي نشرت وطني مادة بعنوان التقاويم شرقا وغربا واختلاف موعد عيد الميلاد المجيد.
** في عدد 26 ديسمبر الماضي أيضا استضافت صفحة مقالات الرأي ضمن ملف مقالات من زمن فات مقالا بعنوان ضبط التقويم القبطي لا يمس العقيدة ولا الأصوام والأعياد وهو مقال سبق نشره بتاريخ 1967/8/6 بقلم الأستاذ توفيق حداد المحامي.
** في هذا العدد تفرد وطني صفحة تاريخية موثقة حول المرجعيات التاريخية لتطور الاحتفال بعيد الميلاد المجيد حول العالم تحت عنوان ميلاد المسيح واحتفالات متواصلة من 25 ديسمبر حتي 7 يناير.
** وتعود وطني في هذا العدد لتستضيف في صفحة مقالات الرأي ضمن ملف مقالات من زمن فات مقالا بعنوان رأي التقويم القبطي الأرثوذكسي النجمي وهو مقال سبق نشره بتاريخ 1967/8/13 بقلم الأستاذ لبيب يعقوب صليب.
*** أرجو أن يجد القارئ في هذه المواد والتوثيق الذي تضمنته جرعة معلوماتية ثرية تسلط الأضواء علي قضية اختلاف التقويم في تحديد الأعياد المسيحية… وعلي أن يظل التمسك خلال تلك الجولة بروح المحبة والاحترام وقبول الاختلاف كمسلك ومسعي محمود نحو إدراك الاتفاق.