تعيد الكنيسة اليوم بعيد عرس قانا الجليل، وهو العرس الذي باركه السيد المسيح بالحضور، وكذلك خدمت السيدة العذراء فيه بكل محبة وتواضع، وفي هذا العروس قام السيد المسيح ببكورة معجزاته بتحويل الماء إلى خمر عندما فرغت الخمر من الحفل ..ولهذه المعجزة معاني روحية عميقة ولكن مازال البعض يتساءلون هل صنع السيد المسيح خمرا مسكرا؟ وهل هذه المعجزة دليل على إباحة المسكرات في المسيحية؟
وعن هذا التساؤل يجيب مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث في إحدى عظاته قائلاً: “لم يكن هذا الخمر مسكرا لأن السكر محرم في الكتاب المقدس، فمن غير المعقول أن يبارك السيد المسيح خمرا مسكرا، ولكن كانت خمرا جيدة لا تسكر، ولذلك قيل عن يوحنا المعمدان أنه خمرًا ومسكرًا لا يشرب، أي هناك فرق بين الأثنين، وعندما قدم لهم الخمر الجيد لم يسكروا بل انبسطوا منه”.
وكذلك أجاب نيافة الأنبا رافائيل، الأسقف العام، عن نفس السؤال في إحدى البرامج التعليمية على قناة “مي سات” قائلاً: ” إن السيد المسيح كان يريد أن يقول لنا أنه يريد أن يقدم لنا دمه في صورة خمر، فعندما نأخذ دم المسيح في سر الإفخارستيا نتذرق طعم الأباركة وليس مذاق دم، لأننا لا نحتمل طعم الدم، فما يجعلنا نؤمن أنه حول الاباركة لدم، أنه حول قبل ذلك الماء إلى خمر، ولكن تغير لون ومذاق الماء في المعجزة إلى لون ومذاق الخمر، فهذه معجزة حسية تتضح فيها قدرته على عمل معجزة غير حسية، فمن استطاع تحويل الماء إلى خمر قادر أن يحول الخمر إلى دم، وبالطبع ما نأخذه في سر الأفخارستيا خمر غير مسكر ، فمن منا يخرج من الكنيسة في حالة سكر!؟”.