هذه الضاحية القاهرية الجميلة (سابقا) مثلها مثل ضواحي كثيرة جدا, جاردن سيتي, الزمالك, حلوان, وغيرهم, كانت سمات هذه الضواحي الرقي, والهدوء, والخدمات الرائعة في ظل قانون اختفي من مصر اسمه الشئون القروية والبلدية قبل حلول قانون الحكم المحلي بسماته غير الطيبة والذي نتعايش معه إلي اليوم.
وأعود إلي حي المعادي وخاصة الجزء الشرقي فيها والذي يقع إداريا تحت قسم أو مركز البساتين, هذا الحي الرائع سابقا والذي تقطنه مؤسسات كانت أيضا رائعة مثل (كلية النصر), ومقر وزارة الاتصالات بالقرية الذكية بالمعادي, وأكبر مقار لشركات البترول المصرية, وتقريبا كل مقار سكن السفراء, والممثلين لدولهم بالقاهرة, كما يقع مقر المحكمة الدستورية العليا, كل هذه العناصر الإنشائية والتي تقع في هذا الحي كان من المفترض أن يستحي من يتولي إدارته بأن يهتم علي الأقل بالنظافة, حيث تتراكم القمامة علي نواصي أهم الشوارع والميادين, وسوف أختص مكانا بعينه ميدان عمارة البرج في وسط المعادي, وقوافل الكلاب الضالة التي تنتشر في الحي, ناهيك عن إهمال في كل الشوارع حيث منذ أكثر من أربعين عاما لم تحدث الصيانة في تلك الشوارع فأصبحت مرتعا للقاذورات والحفر, وبرك المياه والبالوعات المفتوحة, ونأتي لأهم شارع في هذا الحي وهو شارع النصر والذي يمتد من أوتوستراد (القاهرة- حلوان) إلي وسط المعادي الجديدة (سابقا) وهذا الشارع هو المدخل والمخرج الشمالي لحي المعادي, حيث يصطف علي جانبي هذا الشارع بعرض 8 أمتار و جزيرة وسطي حوالي 3 متر وشارع آخر 8 أمتار, شتي أصناف المحلات للمأكولات السريعة, والمعارض والبنوك, ومعارض السيارات ومستشفيات, وأجزاخانات, ومقاهي نعم شارع بطول 800 متر يقع فيه أكثر من 200 متر علي كل جانب محل كثيفي التردد من السكان, وسيارات تقف صف واثنين في كل اتجاه ويختنق هذا الشارع في ميدان سمي ميدان (مؤمن) نسبة الي محل مؤمن للسندوتشات السريعة, وإذ بإدارة الحي تسمح لإحدي الشركات العقارية, أن تنشئ في ميدان لا يتسع للمرور علي دائرة قطرها أقل من 25 مترا (نصب سيئ وقميء) حيث قامت الشركة ببناء 4 مسلات بارتفاع 10 أمتار ووسط تلك المسلات مصطبة ارتفاع 4 أمتار يعلوها فرعون يقود سيارة حربية فرعونية بحصانين, ونصب تذكاري رهيب يحمل اسم الشركة المعلنة وتعلن الميدان باسم هذه الشركة, شيء لا يصدقه عقل إنسان!!, مع كل هذا الزحام وكل هذا العبث ويأتي أحد المسئولين يسمح بإقامة هذا المسخ دون العودة إلي جهة تشرف علي مثل هذه الأعمال (التماثيل الميدانية) كوزارة الثقافة و المركز القومي للفنون التشكيلية, وبحكم أنني أستاذ وعميد سابق بكلية الفنون التطبيقية, أشهد بأن ما تم إنشاؤه بعيد تماما عن كلمة (فنون) ولكن (مسخ) لحضارة مصرية رائعة, في ميدان لا يسمح فيه مستوي الرؤية لشيء, أكثر من هذا العبث في ذلك الشارع الذي جعل الخروج من المعادي إلي الأوتوستراد يحتاج الي ساعة ونصف لطريق لا يزيد طوله علي 800 متر, صدقوني ولم يتحرك المسئول عن هذا الحي في أي من طرق المنطقة لكي يكتشف بنفسه ما يجعلنا جميعا نعاني كسكان أو حتي مارة بالصدفة في هذه المنطقة التي كانت رائعة.
أكتب مقالي هذا لمن يهمه أمر المعادي..
[email protected]