منذ أن تم تجليس نيافته، بيد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، راعيا وأسقفا علي إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، وهناك حركة وحيوية كبيرة تشهدها كنائس الإيبارشية وشعبها، بالحقائق وليس المقولات والكلمات المنمقة. ففي الوقت الذي أغلقت في الكنائس في الغرب والشرق وأمريكا الشمالية، كان نيافته يبني كنيسة جديدة في لافال، وأخري في أوتاوا، ويشتري أرض ترينتي سنتر في فال دي بوا.
يضاف إلي هذا، النهضة الروحية بالأنشطة المتنوعة لأكاديمية الكتاب المقدس وأكاديمية الألحان، وغيرها من الأنشطة، التي يشارك فيها الشعب من مختلف الاعمار والكنائس، وهو ما جعل الإيبارشية واحدة من أنشط وأكثر إيبارشيات المهجر حيوية. وهو أمر لا يروق للبعض، فنجد بين الحين والأخر نقد مغاير للحقائق، مثل ما نشر في بداية الشهر الجاري في أحد المواقع الالكترونية “المدونات”، حول أن أسقف شرق كندا يراس قداس رسامة اطفال وهومصاب بالكورونا…… والحكومة الكندية اغلقت كنائس ولن تفتح الا للجنازات!!
وهنا تقف “وطني” عند كثير من الأسئلة حول حقيقة الأمر، وسبق وأن اتهم نفس الموقع نيافة الحبر الجليل الأنبا سرابيون مطران لوس أنجلوس بأنه يسعي لتدشين دين جديد وكنيسة جديدة بعد موقفه من الاحتفال بعيد الميلاد في 25 ديسمبر. هذه الأمور المغلوطة والمشوشة، تذكرنا بما يتعرض له قداسة البابا تواضروس الثاني، وقبله مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث والقديس البابا كيرلس السادس، وغيرهم من الآباء الأجلاء الأساقفة لبعض الانتقادات كل في زمانه .. هل هو أمر كتب علي الآباء البطاركة والأساقفة؟
في هذا الحوار نسرد مجموعة الحقائق حول نهضة الإيبارشية، وللرد علي بعض الأمور المغلوطة، التي يقف وراءها البعض غير مدققين ما يكتبونه، إلي نص الحوار مع نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس، أسقف إيبارشية أتاوا ومونتريال وشرق كندا.
– البعض قال أن نيافتك قمت بالصلاة في رأس السنة الميلادية في أوتاوا ونيافتك مصاب بكوفيد؟
֍ الأنبا بولس: قبل أن أحصل علي بركة الرهبنة، كنت طيببا، وأعرف جيدا معني تأثير وباء كوفيد وتداعياته، وكما تعلمنا من الرب يسوع نفسه “لا تجرب الرب إلهك”.
فقد حصلت فعليا علي جرعتي التطعيم، ولكني أصيبت بأوميكرون في 11 ديسمبر الماضي، وبعد فترة عزل لمدة 14 يوما، عملت تحليل PCR جديد بعد فترة العزل وكانت النتيجة سلبية، ولذا كان من المهم أن أصلي مع الشعب في أوتاوا، لأنه كما تعرف أن اقليم الكيبيك اتخذت في 24 ديسمبر قرارات بسبب انتشار كوفيد بغلق كل دور العبادة، ليس الكنائس فقط، ولكن كل دور العبادة: الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية وغيرها من دور العبادة للديانات الأخرى.
والصلوات والقداسات مذاعة علي الهواء مباشرة ليشاهدها أكبر عدد من شعب الكنيسة في مختلف المدن. وصليت قداس رأس السنة الميلادية يوم 31 ديسمبر، يعني بعد فترة العزل وسلبية تحليل PCR بأكثر من 20 يوما. علما بأنه حاليا فترة العزل خفضت إلي 10 ايام ثم إلي 5 أيام.
وخلال القداس كان من الطبيعي أن أشكر الشعب علي صلواتهم ودعواتهم لي بالشفاء، فلم تكن إصابتي بالكوفيد سرا، بل كان الكل يعرف أنني في مرحلة عزل، علي الرغم من حصولي علي جرعتي التطعيم. وأنعم الرب يسوع المسيح علي بالشفاء من هذا الدور، الأشبه بدور البرد، بعدها بعدة أيام، حوالي 20 يوما، سافرت للصلاة يوم 31 ديسمبر، وسط أولادي الأحباء، في أوتاوا التابعة لإقليم أونتاريو، الذي لم تغلق الكنائس ودور العبادة لكل الديانات، مثلما كان الحال في إقليم الكيبيك، وأعلنت فيها حالة حظر التجول من بين الخامسة صباحا للعاشرة مساء.
– البعض يقولون أن نيافتك نقلت الكوفيد للشعب وللأطفال في سيامة شمامسة بكنيسة سان مارك في مونتريال؟ والبعض اشتكي لسلطات الصحة العامة الكندية؟
֍ الأنبا بولس: صدقني، أنني أصلي وأصوم من أجل جميع أولادي الأحباء، حتي من لديه انتقادات، حتي وإن قدمت الانتقادات بصورة لا تليق، لأن الرب يسوع سيسألني عن خلاصهم. ولذا فأنني أصلي من أجل الجميع.
كيف أنقل لأولادي الأحباء كوفيد، كيف أب ينقل لأولاده مرض، إنني أب لكل الإيبارشية، وسأعطي حساب وكالتي أمام الله. كما أنني حاصل علي جرعتي التطعيم. وكانت السيامات للشمامسة في شهر نوفمبر أي قبل أن أصاب بالكوفيد بحوالي الشهر.
الأطفال، الذين تمت سيامتهم في كنيسة سان مارك، وكل الأطفال بوجه عام ملائكة، كما قال السيد المسيح “من أفواه الأطفال والرضعان هيأت سبحا”، وجميعهم كان يرتدي الكمامات أثناء الصلوات، بحضور أولياء أمورهم الذين سجلوا اسماءهم منذ فترة لدي الكنيسة لتتم سيامة أولادهم شمامسة علي رتبة ابسالطس، وقام أبائهم وأمهاتهم بشراء وتجهيز التونيات لسيامتهم شمامسة، يعني الكل يعرف الميعاد ومستعد لنوال هذه البركة والارتباط بالكنيسة.
فأين هي أسماء الأهالي الذين تضرروا أو صور الشكاوي التي قدموها لسلطات الصحة العامة كما ادعى البعض!
– ما سبب النقد عن طريق تغيير الحقائق للإدانة والتضليل؟ هل هؤلاء لديهم مشاكل مع الإيبارشية؟
֍ الأنبا بولس: صدقني أنني أصلي وأصوم عنهم جميعا لأن الرب يسوع سيسألني عنهم، إذا كانت هناك نهضة وعمران وحركة في الإيبارشية وكنائسها وترينتي سنتر، كلها تتم بفضل كل الآباء الكهنة والشعب والشباب والشابات والحكماء، كما في سفر نحميا “إله السماء يعطينا النجاح، ونحن عبيده نقوم ونبني”.
أنظر للشباب والعائلات في كنائس الإيبارشية يفرحون بالصلوات والاجتماعات والعشيات، التي تتم في الكنائس أو أون لاين.
– بمناسبة ترينتي سنتر في فال دي بوا، والذي لم يسلم من الانتقادات أيضا.. برغم من أنه أحدث نهضة عمرانية روحية وبنائية لكل كنائس الإيبارشية، في استمرار للوي الأمور ومحاولة لتنفير الناس أو البعض من الكنيسة؟
֍ الأنبا بولس: الشعب المصلي والمسبح والمرتل القريب من الله، الروح القدس قادر أن يرشده، ويكشف له من يريد التشويش عليه. ترينتي سنتر في فال دي بوا، بين أوتاوا ومونتريال، في منطقة طبيعية خلابة بها المناطق الخضراء والمياه والبحيرات، وبها أماكن للخلوة والصلاة وتنظيم المؤتمرات فضلا عن كنيسة القديس الأنبا موسي الأسود، أصبحت مقصدا مهما للعائلات وكبار السن والشباب والأطفال، وفئات كثيرة أمضت الكثير من الوقت في ترتيب وتنظيم ترينتي سنتر مع أبونا موسي البراموسي المشرف علي ترينتي سنتر.
عندما اتحدث مع الشباب وغيرهم من الفئات العمرية أجدهم مرتبطين جدا بالمكان ويعتبرونه مكانهم علي الرغم من أنهم يأتون من مختلف مدن الإيبارشية من أوتاوا والكيبيك وأقاليم المحيط الأطلسي، الكل يحب المكان، وقادر علي التعامل معي ومع أبونا موسي بمختلف اللغات، التي تناسبهم، لأن الشباب يميلون أكثر لاستخدام الإنجليزية والفرنسية أكثر من العربية في بعض الأحيان.
وترينتي سنتر أصبح مقصدا للأنشطة الروحية والدينية والثقافية والرياضية والفنية، بدلا من يقضي الشباب والعائلات أوقاتهم في أماكن بعيدة عن الكنيسة وارشاد الروح القدس. ودائما نحترم قواعد الصحة العامة، لأن هناك تفتيش دائم من قبل بلدية فال دي بوا علي المركز والسلطات الصحية هناك، ومن ثم لا مجال لأي تناسي لأي من قواعد الصحة العامة، خاصة وأن علاقتنا طيبة للغاية مع عمدة بلدية فال دي بوا، ولا ننسي زيارة عمدة قال دي بوا، لنا في مقر الإيبارشية في مونتريال، وإشادته بترينتي سنتر هناك هو والجهات الحكومية هناك، لما رأوه من التزام ومحبة واحياء للمنطقة، نظرا للتأثير الإيجابي لتريتنتي سنتر في المنطقة.
وأشعر بسعادة كبيرة عندما أري الشعب مرتبط بـأبوه الروحي علي سبيل المثال مثل حب الشعب لأبونا روفائيل، وأبونا فكتور نصر، وأبونا ميخائيل عطية، وأبونا موسي البراموسي وبقية الآباء في مختلف كنائس الإيبارشية، فهذا يؤكد أن الخدمة تنمو وتسير في الطريق الصحيح بإرشاد الروح القدس، وهذا أمر يسعدني ويفرحني وأؤكد عليه دايما في كل اجتماعاتي معهم.
– انتقد نفس الشخص في أحد موضوعاته ما يحدث من تطوير في كنيسة سان جورج وسان جوزيف في الويست ايلاند، بسبب عمل طريق يدور حول الكنيسة؟
֍ الأنبا بولس: هذه الأمور تدفعنا لمداومة الصلاة والصوم من أجل الجميع. وهنا نذكر أن كنيسة مارجرجس والقديس يوسف في الويست أيلاند من أكبر كنائس الإيبارشية، والخدمة بها مثمرة وثرية، والشعب مرتبط بالكنيسة، والأنشطة الدينية والروحية والتعليمية والثقافية والرياضية والفنية المتنوعة والثرية، بفضل أبوة كل الكهنة، وارتباط الشعب بالكنيسة هناك التي يوجد فيها أكثر من مبني للصلاة وبها عدد كبير من الشعب. ولم ترد إلينا أي شكوي، واذا كانت هناك انتقادات موضوعية اين المستندات علي ذلك؟ أم أنه مجرد تشويش وقلب للأمور بعيدا عن الحقيقة؟ مثلما حدث بكنيسة الملاك وأبي سيفين في لافال قديما.
فكل صلواتي وجهدي من أجل أن ترى الأجيال التي تعبت علي مدار سنوات لبناء هذه الكنائس، جهدها يتكلل وترى ثمرة تعبها. فهذه الأجيال تعبت علي مدار أكثر من 30 أو 40 عاما، بذلت الكثير وحان الوقت لترى الكنيسة التي جاهدت من أجلها علي أرض الواقع. في الوقت الذي تغلق فيها الكنائس وكل دور العبادة، قام الشعب ببناء كنيسة الملاك وأبي سيفين في لافال، والقديس يوسف في أوتاوا، وشراء ترينتي سنتر في فال دي بوا، وكل هذا ببركة صلوات ودعم شعب الكنيسة والإيبارشية.
– يقال .. أن من يقف وراء هذه الانتقادات المضللة ولا يكتب عليها اسم، كلها يبدأ تاريخها من الشهور الأخيرة للعام الماضي .. كما أنه تحدث عن أب كاهن لم يحصل على حقه في أوتاوا؟
֍ الأنبا بولس: بص يا ابني (بنبرة جادة) .. قلت لك وأؤكد أن كل شعب الإيبارشية أولادي الأحباء وأصلي وأصوم من أجلهم لأنني مسؤول عنهم أمام الديان العادل. أما بالنسبة للكاهن الذي استقال في أوتاوا، كان أبونا جورج ميخائيل من كنيسة مار جرجس والأنبا أنطونيوس في أوتاوا وهذا لظروف خاصة به، وحاولنا مرارا وتكرارا إثنائه عن الاستقالة والاستمرار في خدمته، لكن أصر علي ترك الخدمة لأسباب وضغوط تعود إليه شخصيا. وبناء علي طلبه من قداسة البابا تواضروس الثاني، بإحالته علي المعاش، وعودته للحياة العلمانية، تم اخلاء طرفه من خدمته بالإيبارشية. ونجن مازلنا نصلي بدموع أمام الله لكي يعطيه الرب راحة وحكمة لأنه طوال فترة خدمته قد خدم ببر وطهارة ونشاط، فهو كاهن من الكهنة النشطاء والمميزين في الإيبارشية.
– لكن نيافتك.. كيف تتعامل مع الشخصيات الناقدة بهذا الشكل؟
֍ الأنبا بولس: أعرفهم، وأصلي وأصوم من أجلهم فشأنهم شأن كل الشعب، ولكن لا يجب أن نجعل أي منهم عثرة للآخرين.
كل شعب الإيبارشية نصلي ونخدم لأن تكون بيوتهم بيوت صلاة، بيوت طهارة، بيوت قداسة، يتمجد فيها اسم الرب يسوع، ويتمثل كل منهم في سلوكياته بالسيد المسيح، ولهذا أسسنا أكاديمية دراسة الكتاب المقدس، ليكون مقروءا ومدروسا في كل بيت، كما أسسنا أكاديمية الألحان القبطية، وغيرها، وعندما أقول أسسنا، فليس معني هذا هو الأنبا بولس الذي أسس، ولكنه أنتم الشعب من مختلف الأعمار، ويأتي المقدمة الآباء الكهنة والشيوخ والعائلات والشباب والاطفال، فأنتم من تقومون بكل شئ، ودوري أن أصلي وأصوم ليرشدني الروح القدس ويمنحني البصيرة للتدبير، كما يرشد كل منكم، لأننا نريد أن يكون كل بيت مسيحي هنا كنيسة، تسبح وترتل وتقرأ يوميا الكتاب المقدس الذي يمثل قوة ونور للقلوب والنفوس.
الأنبا بولس: (يصمت قليلا – ينظر للسماء) لأن السيد المسيح هو فاحص القلوب، وهو قادر أن يغير منهم ويبارك حياتهم، ويجعلهم أعمدة بناءة في خدمة كنيسة الله، بالصلاة والصوم، بدلا من الهدم.
– نيافتك تعرفهم جيدا، وهم يضللون ويشوهون الأمور، ربما يمثل هذا عثرة للبعض مستقبلا .. هل سيبقي الحال علي ما هو عليه؟
֍ الأنبا بولس: لن أتوقف عن الصلاة والصوم من أجل جميع أولادي الأحباء، علي الرغم من قيام عدد قليل بقلب الأمور بصورة مشوشة ومضللة، حتي باستخدام الأخبار والصور التي ننشرها علي صفحة الإيبارشية، ولكن هناك مرحلة عندما يشعر الأب أن ابنه أو بنته سلوكه أو سلوكها يمثل خطرا علي نفسه، قبل أن يكون خطرا علي الآخرين، سيكون هناك موقف أبوي جاد لإعادة ترتيب البيت، وأصلي وأصوم أن يكون هذا بإرشاد الروح القدس.
– في زمن عيد الميلاد المجيد في 7 يناير 2022، ماذا تود نيافتك أن تقول؟
֍ الأنبا بولس: أهنئكم أولادي الأحباء جميعا بعيد الميلاد المجيد، ميلاد رب المجد، وأن يرفع الله الوباء والبلاء، في عام النعم والعجائب، كما في المزمور 103، باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته …. وأن ينعم الله علي الجميع بنور الكتاب المقدس وارشاد الروح القدس لينير له الطريق، ويسترد الله ابنه وبنته إلي داخل الكنيسة، لأن الله محب للبشر، ويقبل ويحب دائما الرحمة والمغفرة.