بمركز “بى لمباس”، بكنيسة السيدة العذراء بمهمشة برئاسة وحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف عام منطقة شرق السكة الحديد، عقد اللقاء الشهري المعتاد، حيث استضاف المركز الدكتور عادل فوزي أستاذ مادة العهد القديم بمعهد الأرشيدياكون حبيب جرجس بمهمشة، ومعهد الأنبا مكسيموس بمطرانية شبرا الخيمة، حيث أخذنا في رحلة جغرافية في الكتاب المقدس واستعرض العديد من الخرائط التوضيحية حول اسفار العهد القديم، والتي توضح العديد من الأحداث والمشاهد التي استمرت لسنين وسنين، وتم تسجيلها بأسفار العهد القديم.
بدأ اللقاء بصلاة افتتاحية قادها نيافة الأنبا مارتيروس،، ثم رحب نيافته بالحضور الكريم، وقام المهندس أشرف موريس منسق اللقاءات بالمركز بتقديم الدكتور عادل فوزي.
وفي كلمته عن الخلفيات التاريخية لجغرفيا العهد القديم بدء الدكتور عادل فوزي من البداية مني تحديد مكان جنة عدن فقال أرجح الآراء أنها كانت موجودة في القسم الجنوبي من العراق حيث نهر الفرات ونهر دجلة وسهل بابل المعروف باسم (عدينو- عدنو) ومنطقة (كوش).
وعن العالم بعد الطوفان وتوزيع نسل نوح حدد الدكتور عادل فوزي ثلاثة أشخاص لتوزيع نسل نوح، وهم:
سام: وقد امتد من نسلة اليهود والعرب والأشوريون والآرامين والفرس والكلدانيون.
حام: وقد امتد من نسلة الشعب الكنعاني والمصريون والفلسطنيون وشمال أفريقيا والحبشة.
يافث : امتد من نسلة سكان آسيا الصغرى واليوتا وارمنيا وباقى البلاد الاوربية وامتد بعد ذلك ليشمل روسيا والصين واليابان.
وتطرق الدكتور عادل فوزي للحديث عن الآباء أبونا إبراهيم وأبونا يعقوب ويوسف الصديق.
وعن أبونا إبراهيم، فقال:
فمن نسل سام دعاة اللة من مدينة اور الكلدانية جنوب نهر الفرات حيث عبر نهر الفرات “لذا دعى عبراني ” مع أبيه “تارح” وزوجتة وابن أخيه لوط وذهب إلى مدينة”حاران” شمال سوريا ثم تحرك بناء على دعوة اللة لة للذهاب إلى أرض كنعان حيث وصل إلى مدينة شكيم ثم بيت ايل ثم الذهاب إلى مصر بسبب حدوث مجاعة وعودتة ليستقر في مدينة “حبون” “حاليا الخليل “وفي هذة المدينة ماتت زوجته سارة ودفنها في مغارة المكينلة.
أما أبونا يعقوب:
فعندما هرب من وجه أخيه عيسو ذهب إلى بلدة “حاران” واستقر فيها نحو 20 سنة ثم عاد إلى أرض كنعان، حيث استقر فيو”حبرون ” مع أبيه إسحاق.
و يوسف الصديق
أرسله أبوه يعقوب من بلدة حبرون ليتفقد سلامة أخوته في بلدة شكيم، ثم ذهب إلى بلدة “دوثان”عندما لم يجدهم، حيث تأمر أخوته عليه، وتم بيعة لقوافل الإسماعيليين والمديانيين عبدا في مصر وأثناء المجاعة جاء يعقوب وأبنائه واستقروا في أرض جاسان “الشرقية”.
أما عن خروج شعب بني إسرائيل من مصر، فقد أوضح الدكتور عادل فوزي:
وذلك أيام موسى النبي “حوالى 1460م ” من أرض جاسان ثم عبور البحر الأحمر إلى سيناء، حيث مرو برحلتهم على مناطق مارة وايليم ورمنديم، ثم استقروا في جبل حوريب “جبل سينا أو جبل موسى ” ما يقرب من عام كامل تحركو شمالا لدخول أرض كنعان ولكن بسبب مشكلة إرسال الجواسيس “سفر العدد 14″ ظلو تائهين في شمال سيناء عند مدينة ” قادش يرنيع” القرية من خليج العقبة لمدة وصلت في النهاية 40 سنة حملت العديد من المعجزات أهمها إرسال المن والسلوى وضرب الصخرة تخرج ماء.
ثم تكلم الدكتور عادل فوزى عنو يشوع ودخول أرض كنعان:
عبر يشوع بالشعب نهر الأردن بعد موت موسى النبي ودفنة في “جبل بنو المقابل لمدينة اريحا” واستطاع يشوع الانتصار على 31 ملك هم ملوك أرض كنعان، ثم قام بتقسيم الأرض بالقرعة على الأسباط .
وشمشون وعصر القضاة
كان هذا العصر ملىء بالمشاكل والحروب والاستعباد لشعب بني إسرائيل وظهور العديد من أبطال الإيمان أحدهم شمشون الذي كان من “سبط دان” القريب من مدن الفلسطينون الخمسة “جت وعقرون واشدور واشتلت وغزة لهذا كانت غزوات ومشاكل وعلاقات شمشون في أرض الفلسطنيين وإنهاء حياته بهدم معبد الإله داحون في غزةبعدما تم فقع عينه.
مملكة إسرائيل المتحدة:
بدأت مع شاول أول ملك لإسرائيل الذي كان الفلسطينيون يحتلون أراضي كثيرة منه، ثم جاء داود الملك وسليمان بعدة وفرضوا سيطرتهم على كل البلاد المجاورة بعدما استرجع داود الملك كل الأراضي التي كانت محتلة من الفلسطنيون، كذلك ألقى الدكتور عادل فوزي الضوء على انقسام المملكة وحدوث السبى الآشوري.
فبعد موت سلمان الملك انقسمت مملكة إسرائيل إلى شمالية وجنوبية “يهوذا” وكل مملكة أصبح لها ملك وكلن، قام(بربعام بن ناباط) ملك المملكة الشمالية بعمل “عجلين ذهب ” للعبادة وعدم الذهاب الى الهيكل في أورشليم ولهذا مارس شعب اللمملكة الشمالية عبادة الأوثان لمدة ما يقرب من قرنيين “930 ق م حتى 722 ق م ” وانتهت باحتلال المملكة الآشورية لهم أي “السبى الاشورى”سنة 722 ق م
وبالنسبة للمملكة الجنوبية “يهوذا” وحدوث السبى البابلي:
فكان ملوك مملكة يهوذا إلى حدما أفضل من ملوك المملكة الشمالية وعمل البعض منهم المستقيم في عينى الرب مثل حزقيا الملك ويوشيا الملك لكن بعد موت يوشيا الملك، بسبب إصابته في “موقعة مجدة” على يد فرعون مصر (نخو) صار أولاده وعملوا الشر في عيني الرب ولهذا عاقبهم بأن أتى بنبوخذ نصر ملك بابل واستولى على مملكة يهوذا وحرق الهيكل وهدم أسوار أورسليم سنة 586 ق م.
وعن الرجوع من السبى أيام زربايل وعزرا الكاهن ونحميا أضاف الدكتور عادل فوزي:
ظل شعب مملكة يهوذا الجنوبية من السبى لمدة 70 عاما وكان بينهم دانيال النبي وحزقيال النبى والثلاثة فتية ولكنهم عادو من السبى حسب نبوت أرميا النبي على يد زربايل “536 ق م ” وعزرا الكاهن “458 ق م” ونحميا “445 ق م ” في عصر الامبراطورية الفارسية وبنو الهيكل ونظموا العبادة ورمموا أسوار أورشليم.
واستعرض الدكتور عادل فوزي تاريخ الإمبراطورية اليونانية، فقال:ا الإمبراطورية اليونانية
استمرت الإمبراطورية الفارسية “559 ق م حتى331 ق م” ثم جاء الإسكندرية المقدوني “الأكبر” وقضى على إمبراطورية فارس واستولى على معظم بلاد الشرق الأوسط بما فيها مصر ولكن بموتة المفاجئ تم تقسيم الإمبراطورية اليونانية على 4 قواد جيشه.
بطليموس “مصر وفلسطين”:
كاسندر “اليونان ومنطقة مقدونيا”
ليسيماس ” منطقة آسيا الصغرى وتركيا
سلوتس ” منطقة سوريا وما حولها
وفي عصر المكابيين وحروب ملوك سوريا ومصر
نشبت حروب عديدة بين ملك سوريا وملك مصر وأيضا بين ملك سزريا “انطيوخى ابيفانى”واليهود متمثلين في عائلة المكابيين وانتهت بعودة ملك سوريا
وبخصوص الإمبراطورية الرومانية
فقد ظهرت في القرن الأول وفرضت سيطرتها على معظم بلاد العالم وإعداد طرق امنة للتجارة ومنحت الحكم الذاتى للبلاد فكان هذا بمثابة تخطيط إلهي لنشر الكرازة بعد ميلاد ربنا يسوع المسيح وقيامتة وحلول الروح القدس يوم الخمسين، والآن نستطيع أن نقول إن جغرافية الكتاب المقدس هي جغرافية مقدسة ترى فيهاعمل الله في المكان واختياره لهذ المكان بالتحديد.
واختتم اللقاء ببعض المداخلات الهامة من الباحثين والسادة الحضور، كما أجاب الدكتور عادل فوزي على العديد من الأسئلة والتعليقات والاستفسارات والمداخلات من الحضور، في جو من الحب والود ثم قدم نيافة الأنبا مارتيروس الشكر للحضور الكريم وللدكتور عادل فوزي علئ العرض الشيق لجغرفيا العهد القديم الذي قام به.
ومن المعروف أن مركز (بي لمباس) يختص بدراسة أنشطة التراث القبطي والرحلات العلمية وورش عمل، وتبنى أبحاث علمية جديدة لتدريب صغار الباحيثن على الدراسة والبحث في مجال القبطيات بالإضافة إلى كورسات خاصة بدراسة اللغة اليونانية ، لمدة ساعة ، ومناقشة نصف ساعة ، وذلك بقاعة مجهزة خاصة بمقر نيافة الأنبا مارتيروس وسيحاضر نخبة من السادة الأساتذة المتخصصين في التراث القبطي ، كالتاريخ والفن والآثار ، والأدب القبطي ، والموسيقى القبطية ، وتاريخ الرهبنة ، والمخطوطات ويقيم المركز محاضرة شهرية تقام في الساعة السادسة والنصف من الجمعة الأولى من كل شهر.