توبني فأتوب
يا سيد, اتركها هذه السنة أيضا, حتي أنقب حولها وأضع زبلا. فإن صنعت ثمرا, وإلا ففيما بعد تقطعها (لو13:8, 9).
+ في القرن الرابع الميلادي سميت عظات للقديس يوحنا الذهبي الفم عظات التماثيل ولها قصة.. ففي ذلك الوقت فرض الإمبراطور ضرائب علي الشعب, فهاج الشعب وكسروا تماثيل الإمبراطور والإمبراطورة, ووسط هذا الهياج اكتشفوا مقدار الجرم ولجأوا إلي الكنيسة لأن في ذلك الزمان كان يوجد ما يسمي بـحق اللجوء الكنسي وهذا الحق يمنع القبض علي إنسان داخل الكنيسة, فاستغل القديس يوحنا الذهبي الفم بطريرك القسطنطينية هذا الأمر وهذه الفترة لكي ما يصنع شيئين:ـ
الأول: يرفع الصلوات طلبا للرحمة والغفران.
الثاني: تقديم عظات تحث كل إنسان علي التوبة وهي التي سميت باسم عظات التماثيل.
+ إن توبة الإنسان هو عمله الأول كل يوم وفي كل وقت.
في التوبة الشخصية والجماعية نضع أمامنا أربعة مبادئ
أولا:ـ الله حاضر في كل مكان
+ ها أنا معكم كل الأيام إلي انقضاء الدهر (مت28:20) وفي نفس الوقت في العالم سيكون لكم ضيق, ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم (يو16:33) وهذا هو صدق مسيحيتنا.
+ نتذكر قصة يوسف الصديق وما تعرض له من ضيقات.
ثانيا:ـ الله قادم في كل زمان
+ عند المساء يبيت البكاء, وفي الصباح ترنم (مز30:5) فالشمس أقوي من كل ظلام, ولكن لله مواقيت ومواعيد.
+ نتذكر قصة لعازر وأخته.. ومع ذلك تأخر عنهم أربعة أيام ولكنه أتي أخيرا (يوحنا11).
ثالثا:ـ الله حاضن لكل إنسان
+ موت المسيح له المجد علي الصليب فاتحا ذراعيه لحضن كل إنسان, فالله هو الذي يعطي التعزية ويعطينا صبرا ويسند الإنسان, لن تجد راحة إلا في حضن المسيح, ولن تجد تعزية إلا عندما ترتمي تحت رجلي المسيح في صلواتك, وإنجيلك يدعوك كل يوم تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال, وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني, لأني وديع ومتواضع القلب, فتجدوا راحة لنفوسكم (مت11:28, 29).
+ نتذكر قصة داود وشاول وكيف أنقذه الله (صموئيل الأول والثاني).
رابعا:ـ الله قادر علي كل شيء
+ إن هذا العالم كله في يد الله وهو قادر علي كل شيء, والحلول التي يوجدها الله لم تكن تخطر علي قلب بشر.
+ نتذكر قصة الفتية الثلاثة وأتون النار وكيف أنقذهم الله, ثق أن كل الأحداث الله قادر أن يحولها إلي أتون بارد.
+ لا تقف عند الأحداث بل تطلع لتري يد الله تمتد في كل شيء وتحرك كل شيء.
+ مثل قصة أيوب البار وما تعرض له من ضيقات, وكان الله يريد أن يعلمه شيئا ويحرره من خطية البر الذاتي, وفي النهاية يقول: بسمع الأذن قد سمعت عنك, والآن رأتك عيني (أيوب42:5).
+ توبتك هي الأساس وسط أي أحداث إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون (لو13:3).
تدريب
من (رومية 8) نضع أمامك هذه الآيات لتجعلها منظومة لحياتك:
(رو8:38-39): فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة, ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات, ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة, ولا علو ولا عمق, ولا خليقة أخري, تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا.
(رو8:28): نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله, الذين هم مدعوون حسب قصده.
(رو8:18): فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا.
(رو8:8): فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله.
+ الله بكل قدرته يصنع خيرا للإنسان بشرط واحد القلب التائب.
+ ونحن لا نستطيع أن نري السماء وأمجادها لأن خطيتنا تحجب عنا رؤيتها, ولكن الإنسان الذي يقدم توبة حقيقية يستطيع أن يراها.
—-
عند الضيقات نرفع عيون قلوبنا إلي أمجاد السماء, فآلام الأرض تجعل الإنسان يشتاق بالأكثر إلي السماء, فهذه الآلام من أجل توبة الإنسان وشهادته للمسيح.