5- التمرد
الروح القدس… الذي أعطاه الله للذين يطيعونه (أع5:32)
+ التمرد صورة من صور الخطية تقابلها فضيلة الطاعة والخضوع.
أولا:ـ نماذج للعصيان في تاريخ البشرية وعلاقة الإنسان بالله.
1- في الكتاب المقدس
أ- إنسان يتمرد علي وصية الله: مثال آدم وحواء, وكذلك حنانيا وسفيرة.
ب- إنسان يتمرد علي عطايا الله: مثل يهوذا الذي اختاره السيد المسيح وأعطاه نعما كثيرة وفي نهاية حياته تمرد.
جـ- إنسان يعصي أعمال الله: تمرد الشعب علي صموئيل النبي وطلبوا أن يكون لهم ملك مثل باقي الشعوب ويجيب صموئيل أن الله هو ملككم ولكنهم رفضوا واختاروا ملكا (شاول الملك) ويسقط هذا الملك في خطايا عديدة بعد ذلك.
+ ونحن كثيرا ما لا نعترف بهذه الخطية وتمردنا علي وصايا الله أو عطاياه أو أعماله. لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة, هكذا أيضا بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبرارا (رو5:19).. وهنا يربط بولس الرسول بين معصية آدم وطاعة السيد المسيح.
2- في تاريخ الكنيسة
+ يظهر بين الحين والآخر إنسان يتمرد علي الكنيسة وإيمانها وطقوسها, وأشهرهم أريوس وهرطقته التي استمرت عشرات السنين, وكذلك مقدونيوس ونسطور وغيرهم من الهراطقة في كل زمان.
3- في الحياة اليومية
أ- العناد عند الأطفال: وتبدأ عندما يسمع الطفل لا كثيرا ويرددها.
ب- العناد عند المراهقين: وهي أخطر وتظهر بقوة مع التطور التكنولوجي وانبهار الإنسان بما صنع وابتكر وأنتج.
ثانيا:ـ صور التمرد:
1- التمرد علي سلطة الله
+ ظهرت في العالم موجات إلحاد غير عادية قال الجاهل في قلبه: ليس إله (مز53:1) وظهرت فلسفات منذ مائة عام مهدت لهذا الأمر.. أن الله له السماء ونحن البشر لنا الأرض.
2- التمرد علي الذات
+ ويسمي في علم النفس عدم قبول الذات, يكون الإنسان في خصومة مع نفسه وفي حالة صراع يمكن أن يصل إلي مرض نفسي ويؤدي به إلي طريق الإدمان أو الجريمة أو الإباحيات.
3- التمرد علي سلطة الأسرة
+ الأسرة التي أوجدها الله في صورتها الجميلة.. ولكن يبدأ الإنسان في التمرد علي سلطة الأسرة ونسميه بالابن العاق.
أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب (أف6:1).
أيتها النساء, اخضعن لرجالكن (كو3:18) وهذا خضوع الحب في إطار الأسرة.
وترتيب الأسرة من رجل وامرأة وأبناء هو ترتيب إلهي.
4- التمرد علي المجتمع
+ كشخص يسير ضد مجتمع بأكمله ويسمي بالخائن لمجتمعه.
ثالثا: كيف نواجه التمرد؟
1- طريقة الحوار
+ الحوار داخل البيت أو الكنيسة أو المجتمع هو عمل إنساني راق وهو فن يدرس. فإذا لم يوجد الحوار وجد الشجار, أو الحوار الصامت وهو ما يسمي بثقافة الجدار.
- مثال: حوار السيد المسيح مع توما كحوار إيجابي عملي.
2- الصبر
+ بصبركم اقتنوا أنفسكم (لو21:19) وهي فضيلة اقتناء الذات, الله مات عنا علي الصليب ونحن نقتني أنفسنا بالصبر.
- مثال: البارة مونيكا مع ابنها أوغسطينوس ابن الدموع.
3- جو المحبة
+ المحبة تصنع العجائب, فإذا تلامس المعاند مع من يحبه سيتغير تماما.
- مثال: محبة السيد المسيح لبطرس بعد إنكاره.
أخطر ما يواجه الإنسان السائر في طريق الرب أن يعاني من خطية الرياء, أو ما نسميه بشكلية العبادة, من الخارج ممارساته كلها حسنة ولكن من الداخل ليس لها أصل وليس لها جوهر, فالرياء خطية خفية تتسلل إلي نفوس المتعبدين, والإنسان يخدع نفسه بشكليات العبادة لكن لا توجد داخله توبة, ولذلك صدق آباؤنا الذين وضعوا المدائح والترانيم عندما قالوا علي الصوم الكبير (يا دوبك55 يوم) وكلمة (يا دوبك) تعني بالكاد, بالكاد الإنسان جني ثمرة التوبة وبالكاد يحصد ثمرا.