** من منا لا يحلم!!
المرضي يحلمون بالشفاء, والمتعبون يحلمون بالراحة, والمعوزون يحلمون بالستر, والأصحاء يحلمون بالمتعة, والأقوياء يحلمون بالسعادة, والأغنياء يحلمون بالفرحة.. الكل يحلم.. وهكذا تمضي الحياة بالإنسان في منظومة إلهية, الكل فيها يحلمون.
** منذ شهور حدثتكم عن حلم عم زكريا.. حلم كبير في حياة كريمة داخل بيت آدمي يجمعه وأسرته.. لم يكن حلمه ضربا في الخيال من أحلام الليل, لكنه من واقع مأساوي يعيشه ويحلم بالخروج منه, فالرجل البسيط الذي يجاوز الستين من العمر كان يعمل أجيرا في أراضي مركز البداري بمحافظة أسيوط, ويقيم في منزل صغير كبيوت كل الفلاحين في عزبة الأقباط, وشاء الرب أن تجتاح السيول أراضي العزبة في عام 1994, وتبتلع بيوتها, ومات من مات وخرج من خرج إلي العراء, وقضي عم زكريا وأسرته عاما كاملا في العراء حتي قام أحد رجال الأعمال الخيرين بإعادة بناء بيوت القرية.. لكن مع الأيام والسنين لم يصمد بيت عم زكريا فتشققت الجدران, وتناثرت الثقوب في الأسقف, وسرحت المياه في الأرض, وتآكلت مواسير الصرف وانخلع البلاط, وضاعت معالم البيت, وعاد مهددا بالانهيار, وجاء حلم عم زكريا بإعادة بناء البيت.
** رأيت عم زكريا في حلمه يستغيث.. البيت الذي مضي عليه ربع قرن كاد ينهار.. حقيقي أن ربع قرن في حياة أي بيت لا تأخذه إلي الانهيار, لكنها سنوات الفقر التي عاشها عم زكريا فأهمل صيانة كل شيء وأي شيء, وترك المياه تتسرب للأساس, والحوائط تتباعد, والأسقف تتساقط, والسوس ينخر في الأبواب والشبابيك, وضاعت كل معالم البيت وصار خرابة تكاد تتساوي بالأرض.. وكان الحلم بإعادة بناء البيت.
** ما كان يحلم به عم زكريا رأيته في عيني استغاثة, ولأنه صعب علي كل من يقترب من مشكلات الناس ويستمع لشكواهم, ويراهم يتخبطون ويحلمون بحل ينقذهم من عثراتهم ويخلصهم من مصائبهم, فقد دعوت أصدقاء صناع الخير في أكتوبر العام الماضي لنتكاتف لتحقيق الحلم قبل أن يعود عم زكريا إلي العراء, ولأننا مثقلون بعلاج المرضي, وحتي لا تختلط العطايا التي يفيض بها الله فقد حرصنا علي رصد ما يرد للخروج بعم زكريا من مأساته بعيون تتطلع إلي السماء, وآذان تسمع صوته اسألوا تعطوا, اطلبوا تجدوا, اقرعوا يفتح بكم, لأن كل من يسأل يأخذ, ومن يطلب يجد, ومن يقرع يفتح له.
** أذكر البداية كانت من صديقة بالإسكندرية أودعت 500 جنيه, أسبوع وراء أسبوع تتجمع العطايا حتي توقفت عند 14000 جنيه وهوما لا يكفي لتحقيق حلم يحتاج إلي نحو 200 ألف جنيه.. وتحدثت إلي عم زكريا وأرشدنا الرب إلي أن ما لا يدرك كله لا يترك كله, ورأيت الاستفادة مما تجمع في ترميم البيت لإنقاذه من الانهيار إلي أن يأذن الرب بتحقيق الحلم وإعادة بنائه.
وبفرح وشكر وافق عم زكريا وانهالت من لسانه الحلو الدعوات إلي كل القلوب الرحيمة والأيدي الحنونة التي امتدت لمساعدته.
** أول مس أرسلنا إلي صديقنا زكريا عطا متي هرمينا الذي يحمل البطاقة رقم 65610527201262 حوالة بريدية بمبلغ أربعة عشر ألف جنيه.. بقي أن نرفع جميعا دعواتنا إلي الرب ليعينه إلي أن يتحقق الحلم واثقين في قول الرب غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله.