فالرب يسوع له ميلادان
1ـ الميلاد الأزلي من الآب قبل كل الدهور.
2ـ الميلاد الزمني: لما جاء ملء الزمان, أرسل الله ابنه, مولودا من امرأة, مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني. ثم بما أنكم أبناء, أرسل الله روح ابنه إلي قلوبكم, صارخا يا أبا الآب. إذ لست بعد عبدا, بل ابنا, وإن كنت إبنا, فوارث لله بالمسيح (غل 4: 4ـ7).
فالميلاد الزمني من العذراء مريم, في تاريخ محدد, وهذا الميلاد الزمني كان في ملء الزمان, أي كان في وقت محدد, اختاره الله منذ الأزل, بسابق علمه ومعرفته. وهو الذي عنده اليوم كألف سنة, والألف سنة كيوم واحد. أي أنه يحيا اللا نهائية, أزلي لا بداية له, وأبدي بلا نهاية (سرمدي), لهذا تكون إضافة ألف سنة مثل إضافة يوم واحد, إذن ألف سنة يساوي يوما واحدا وهذا طبعا عند الله اللا نهائي, وليس عندنا نحن المحدودين, وقد اختار الرب زمان الميلاد الزمني, من العذراء وما أكثر نبوات العهد القديم عن مريم العذراء, فهي المرأة التي أتي من نسلها المسيح, الذي سوف يسحق رأس الحية (تك 3:15) وهي الباب الذي دخل منه الرب وخرج, وبقي الباب مغلقا (حز 44: 2,1) وهي الكامنة في الكثير من رموز خيمة الاجتماع: فهي القبة, والشورية, والكرسي, والتابوت, وقسط المن, لأن فيها سكن رب المجد, المن الحقيقي, خبز الحياة, الواهب حياة للعالم (خروج 25ـ31). وهكذا جاء ملء الزمان, أي الوقت المناسب, بعد أن امتلأت قلوب البشر بالشوق لمجيء المخلص, ليس فقط بني إسرائيل, أصحاب الشريعة والنبوات, ولكن للأمم أيضا الذين كانوا يصرخون مشتاقين إلي مجيء الفادي المخلص, هؤلاء الذين عبر عنهم إشعياء النبي حينما قال ليتك تشق السموات وتنزل (إشعيا 64:1). وأيوب الصديق حينما صاح قائلا ليس بيننا مصالح يضع يده علي كلينا (أي 9:23). وحتي الفلاسفة كانوا يتطلعون إلي مخلص, يدفع عن البشرية ظلمة الضلالة, وعبء الخطية, ويقودها في مسالك البر والنور, إنها إرهاصات داخل الضمير والعقل تشتاق إلي المخلص الفادي.
وكل عام وعيد وأنتم بخير وسلام