قدم القس رفعت فكري، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلي تهانيه وأمنايته للشعب المصري ولمصر مع قدوم عام جديد وانتهاء عام ملئ بالأحداث، عبر موقع وطني قائلاً: “تعد سنة ٢٠٢١ صفحة أنطوت بلا رجعة من سجل الزمن ومضت بحلوها ومرها بألامها وآمالها بأفراحها وأتراحها بأغانيها ومراثيها، نتطلع إلى غد أكثر إشراقاً، و ٢٠٢٢ سنة جديدة على الأبواب، لاتطلبوا منها أن تكون الأفضل، لنكون نحن الأفضل فيها بالمحبة والبذل والعطاء وصناعة السلام، فنحن من نتغير، أما السنوات فتزداد أرقاما فقط”
وأضاف القس رفعت: ذات مرة كتب “هومر رود هيبر “: ماذا يثقل قلبي عند غروب الشمس؟ أنا أعلم أنها ليست الأعمال التي أعملها طوال النهار بل هي الأشياء التي لم أعملها. الكلمة الحنونة التي كان يجب أن أقولها ولكني لم أقلها. الخطاب الرقيق الذي كان يجب أن أكتبه ولكني لم أكتبه. الزهور التي كان يجب أن أرسلها إلى مريض ولكني لم أرسلها. الحجر الذي لم أرفعه من طريق أخي. النصيحة التي لم أقدمها لأنني كنت مشغولا. اللمسة الحانية على كتف متألم التي لم ألمسها. الهمسة الرقيقة المشجعة في أذن مضطرب التي لم أهمسها. أعمال الرحمة التي لم تخطر لي ببال. الفرص النادرة التي أتيحت لي على مدى النهار لكي أشارك في أعمال الملائكة. هذه الأشياء الثمينة التي لم أجد وقتا للتفكير فيها ولم أفعلها تحت وطأة انشغالاتي اليومية هي التي تثقل قلبي في آخر النهار وتضفي على حياتي الكآبة والأسى عند غروب الشمس”.
وتابع رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلي: في رسالة الوداع “لجابريل جارسيا ماركيز”، الروائي والصحفي والناشر والناشط السياسي الكولومبي، وهو على فراش المرض بعد إصابته بمرض عضال كتب يقول: “لو شاء الله أن يهبني حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي”. سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور. سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام”. وقالت ماري جين أريون: “يا يومي العادي، ليتني أفطن إلى الكنز الذي فيك أتعلم منك، أحبك، أتذوقك، أباركك قبل أن تمضي . لا تدعني أميل عنك لأبحث عن غد نادر الكمال. دعني أضمك ما دمت فى متناولي، فربما غاب ذلك عني. قد يأتي يوم أنقب فيه الأرض بأصابعي، أغرق وجهي في وسادتي أدفع بيدي إلى آخر مداها أدفع بها إلى فوق أناجي بها السماء وأتوق كل التوق إلى أن تعود إلى”. عزيزي القاريء …
إن دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان، فلنحرص أن نضفي حياة على السنين قدر حرصنا على إضافة سنين إلى الحياة.
وأختتم القس رفعت: نحن نودع عاماً ونستقبل عاماً جديدًا، ورغم مانعانيه من وباء كورونا، لنتذكر ما قاله الشاعر التركي ناظم حكمت وهو في سجنه:
“أجمل الأنهار لم نرها بعد ..
أجمل الكتب لم نقرأها بعد ..
أجمل أيام حياتنا لم تأت بعد!”
وكل سنة وكل السنة وأنت بخير وسعادة وسلام