لا أحد بات يشك في أن شبكة التواصل الاجتماعي أصبحت تمثل اللص المتلصص تنقل كل غريب وشاذ وغير مألوف, ومن ثم يزداد الشغف بها يوما بعد يوم.
وهي أيضا باتت تمثل سلطة رقابية شعبية, مزعجة بالطبع للحكومات والوزارات والهيئات, مما أصبح يستوجب علي الجهات الرسمية سرعة توضيح الأمور ونشر الحقيقة. فليس كل ما ينشر يمثل الحقيقة. فقد تكون جزءا من الحقيقة تم تهويله ليخدم أهداف الهدم كما يحدث في بلدنا مصر من قبل جماعات الهدم والتدمير!
في السنوات الأخيرة تنبهت الحكومات لنهج الجماعات الإرهابية ودأبها في إثارة البلبلة في كل اتجاه بما لديها من كتائب إلكترونية,لكن حذر الحكومات نجح بدرجة شديدة في وأد الفتن والشائعات التي تصاغ في قوالب جذابة علي الشبكة المتاحة للمواطن العادي واللعب علي هموم الطبقة الفقيرة والكادحة من خلال الردود السريعة ونشر الحقائق,ذلك أن ترك الشائعات ترتع هنا وهناك كان يصنع فراغا بين المواطن والسلطة.
أمر آخر في غاية الأهمية يتعلق بالمؤسسات الإعلامية وأدائها, فمن غير المنطقي أن يخسر إعلام الدولة بكل كوادره وإمكاناته الحرب أمام إعلام جماعات التخريب من خلال شبكة التواصل الاجتماعي.
ولدينا من العيوب الكثير, فهناك العديد من البرامج علي الشاشة الصغيرة التي تنشغل وتشغل المشاهدين بالملايين بطلاق الفنانين والفنانات وأخبارهم ومعارك الأندية الرياضية علي سبيل المثال لا الحصر: الفنانة التي حلقت شعر رأسها لمجرد طلاقها الثاني!!
وهناك قصص السب والقذف بين هذا وذاك وهذه وتلك لكن ما شأننا بكل هذه المهاترات إن صح التعبير.
وإذا اهتمت بعض البرامج فأنها تستضيف الفنان والفنانة والسؤال: أين الباحث والعالم سواء من داخل مصر أو خارجها؟!! والنماذج بالآلاف التي تصنع المجد, ولكن بدول الغرب التي أدمنت جذب عقولنا المفكرة.
حتي أصبحنا كدول شرق أوسطية وغيرنا من الدول النامية نعلم ونجهز العقول ليجنب الثمار غيرنا من خلال توفير كل سبل النجاح..ألسنا أولي؟!!
نتمني من إعلامنا حكوميا وخاصا أن يلتزم المهنية والموضوعية والانتماء الوطني, فلماذا لا تتباري البرامج في نشر آلاف المشروعات التي تصنع قصة تنمية جديدة لم تعرفها مصر منذ عقود وربما قرون مما يرفع من انتماء المواطن لبلده ويدحض دسائس تحاك في الخفاء.
لدينا إنجازات واسعة في الزراعة, حيث ملايين الأفدنة التي تغزو الصحراء ومئات المصانع التي تفتح أبواب العمل لملايين العاطلين وترفع مستوي المعيشة, فضلا عن برامج الدعم المادي مثل تكافل وكرامة وغيرها ثم خلاصة الفكر التنموي ممثلا في مبادرةحياة كريمة وغير ذلك الكثير.
مصر تشهد قفزات علي طريق صناعة الرفاهية والقدرة الاقتصادية فلتتضافر كل الجهود باتجاه إنجاح المهمة التنموية الكبري لنبذ أعداء النجاح.